مقالات

حق الأمة العربية على التيار العربي الدفاع عن أخلاقها بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

حق الأمة العربية على التيار العربي الدفاع عن أخلاقها
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
قضية الأخلاق بالنسبة للأمم قاطبة مسألة وجودية مصيرية،يجب المحافظة عليها،تراهن على دورها في المعارك
التي تخوضها على كافة الجبهات .والمعروف تاريخياً أن الامم عاشت معارك أخلاقية خلال تاريخها،والمعروف أيضا أن هذه
الأمم استخدمت الأسلحة الممكنة في حروبها،وإن تفاوتت هذه الاستخدامات بنسب متفاوتة.
ونظرة مستقبلية فاحصة نحو الواقع الراهن للأخلاق العربية،من خلال قيمها وتقاليدها وأعرافها الرئيسة والأصيلة،التي عرفت وسميت بالأخلاق العربية،والتي أسست تاريخيا للشخصية العربية،بما لها من معالم ومقومات ودلالات.ونلاحظ بعين أنثروبولوجية مستقبلية،مافي التراث العربي من دلالات ومؤشرات،وما حملت الثقافة من عناصر ثقافيةتعني الأخلاق العربية بكل دلالاتها،مثل الرجولة والشجاعة،والكرم والوفاء،والانتماء والولاء للأهل داخل مستويات القربى كلها،والتمسك بالأرض،فالأرض عرض،والاعتزاز باللغة العربية لساناً وولاء وانتماء…إلخ وأنّا نظرنا في التراث دينا وأدباً وحكماً وشعراً وقصصا وتدويناً نلاحظ أنّها مجتمعة،تلاقت على قيم ومفاهيم وأطروحات ووأمثلة شعبية على معالم ومحددات أخلاقية تقول لك هذه
هي الشخصية العربية. والعين المستقبلية التي أتت إليها المقاربة،وبحكم تركيبة مضمونها المنهجي: الماضي-الحاضر-المستقبلى،وما بينهم من تداخل وتأثير متبادل،ترى التواصل والتأثير بين مقومات الشخصية العربية،وبخاصة أخلاقها.
لم تركز المقاربة على الأخلاق العربية،لأنها،ومن خلال متابعة، منقادة بالانتماء والولاء لهذه الشخصية ومرتكزها الأخلاقي
الأساس، أعطت لها شرعية القول المنهجي،المسلّح بنظرتها
المستقبلية لمعرفة الأخلاق،التي تخوضها الأمة العربية،في معركة مصيرها.
الفكر القومي العربي،ومن بداياته،وحتى اللحظة الراهنة،وقد حدد ملامح ومعاني ومقومات الشخصية،عندما تكلم ونبه إلى
ضرورة إن تبلغ الأمة العربية شخصية الجيل العربي الجديد فهو رهانها في بلوغ المستقبل العربي،مستقبل الوحدة العربية
والحرية بكل مستوياتها ومضامينها،والعدل الاجتماعي الذي يسلك طريق الاشتراكية العربية. والفكر القومي في بداياته عندما ركّز على مفهوم الشخصية العربية،انطلق من مراقبته الدقيقة للاعتداءات التي تتم على الأمة العربية،وعلى أخلاقها ومقومات شخضيتها العربية،و تلك محاولات الدؤوبة لانتزاع هذه الشخصية من خلفيتها الثقافية،وفي مقدمتها الأخلاق العربية لتكون في استجاباتها، على نحو التحديات الموجهة إليها.
وترى المقاربة في كلٍ من التشكيك بعروبتنا،وفي عدم قدرتنا على ممانعة التحديات التي تواجه الأمة في ثوابتها،وولاءاتها،
وفي مرتكزات وقيم التعليم،التي تربط الإنسان العربي بأمته،وعروبته،ومعركة مصيرها،ومالها من حق وواجب تجاه الأمم الأخرى،لأنها أمة رسالة،وما للتعليم من مخاطر إذا فقد قدراته في ربط الأجيال العربية بمعركة مصيرهم،وفي ما يجتاح الشعب العربي من فساد ممنهج مخططً ومدروس،وما تتوفر له من آلبات في الداخل والخارج ليصبح مأخوذاً به في سلوكنا
الاجتماعي اليومي،بحيث أينما توجهت تجده أمامك،ولاننسى قرينه الرشوة التي تحولت إلى ظاهرة،تمثل سلاح الاستبداد والتطبيع،فهي أمارة بالغش المتبادل بين أبناءً الأمة،وعلى أرضها وترابها تنبت ثقافة الكراهية،النابذة والمحاربة لثقافة
المحبة، والتعاون والتضافر،والوحدة الاجتماعية. ولاشك إنًّ مانراه من غزو لمدارس أجنبية،والتعليم بلغة أجنبيةوما تنقله المحطات الفضائية العربية،وما تستنبت من مواقع للتواصل الاجتماعي،وما تحمله من برامج متنوعة،مختارة من
قبل اخصائيين،كل هذا في سبيل تغريب الإنسان العربي،وزرعً اليأس في جوانيته،ليخرج من شخصيته العربية.
المقاربة تعتذر عن الأخذ بكل التحديات التي تواجه الشخصية العربية،في معركة مصيره ومستقبلها،وخاصة معركة الأخلاق.
فهذه مهمة إطارات البحث في التيار القومي العربي، وهي مهمّة لاتقبل التأجيل أبداً،وهذ من حق الأمة العربية على التيار
القومي العربي،وهذا الحق بامتياز يخص معركة الشخصية العربية في وجودها.
“إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا”
حافظ إبراهيم
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب