الشعوب هي التي تصنَعُ الديمقراطية.
الشعوب هي التي تصنَعُ الديمقراطية.
بقلم علي اوعمو
لا يمكن تغيير العقليات القديمة المهترئة داخل المجتمعات التقليدية إلّا بمحاولة تغيير نظرتِها تُجاه السياسات الرائجة
المكشوفة و التي تدور في الكواليس، فَبِتغيير تقاليدها التي تُقدّس الأشخاص الذين يُديرون أمورها ستصل، لا محالةَ،
إلى الهدف المنشود و هو اقتلاع الحُكم التقليدي الذي تربّتْ في كَنَفهِ العديد من الأجيال، و دَمَقْرطة الحكم الجديد كي
تتربّى أجيالٌ أخرى على الديمقراطية و تقطع مع العقليات القديمة التي تعوَّدتِ على العُبوديَّة و الاسترقاق و تقديس
الحاكم. و بذلك يمكن أن تنشأ مُجتمعاتٌ حديثة متطوِّرة ذات عقليات نيِّرة تصنع لنفسها الحرية و الكرامة و العدالة
الاجتماعية. و الثورة الفرنسية نموذجاً.
من الأسباب الرئيسيّة في إطالة عمر الحكم التقليديّ الشموليّ: ١ _ تشبُّث الحُكّام بكراسيهم و الرغبة في البقاء على
العروش إلى الأبد تتوارثُها أبناؤهم و أحفادُهم، و من أجل تحقيق ذلك، عمدت إلى تفقير الشعوب و تجهيلها و قمع كلّ
مَن تسوّل له نفسه المَساس بالنظام القائم، الذي تعتبره النخبة الحاكمة مُقدّساً، لا يحقّ لأحدٍ انتقاده أو الطعن في
مصداقيته..
٢ _ صمت الشعوب المطبق و عدم إدراكها لحقوقها و عدم تحركها نحو رفض الواقع المزرى الذي تعيشه ، مِمّا ينتُج
عنه إطالة عمر هذه الأنظمة التقليدية البالية المتجاوزة التي تتحكَّم في شؤون البلدان حسب هَواها و دون النظر إلى
التخلف الذي ترزح تحته المجتمعات المغلوبة على أمرها ..
و بدون قيام الشعوب بثورات عارمة ضد هذه الأنظمة لا يمكن أن تستقيم الأمور و لا يمكن للديمقراطية و تداوُل السلطة
بين أفراد الشعوب أن تجد سبيلها إلى التنفيذ في هذه البلدان و ستبقى الأمور على حالها إلى أن تستيقظ هذه الشعوب
من سُباتها العميق …
كاتب من المغرب.