مقالات

كلمة لابد منها عن الشعوبيين بقلم صباح ابو مصطفى الزهيري

بقلم صباح ابو مصطفى الزهيري- المنبر الثقافي العربي والدولي

كلمة لابد منها عن الشعوبيين
بقلم صباح ابو مصطفى الزهيري
القوميون العرب يعرفون ان الشعوبية حركة عنصرية ظهرت في نهاية العصر الأموي وبداية العباسي, وازدادت قوة بعد الخلاف بين نجلي هارون الرشيد, الأمين والمأمون, وقد عملت على الحط من مكانة العرب ونشر مثالبهم والنظر بدونية تجاه العرق العربي ولغته وثقافته وتاريخه, وفي كتابه (الحيوان) يصف الجاحظ الشخص الشعوبي بوصف في غاية الدقة حيث يقول: (( فإذا أبغض (أي الشعوبي) شيئاً أبغض أهله, وإذا أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة (العربية), وإذا أبغض تلك الجزيرة أحبَّ مَن أبغض تلك الجزيرة, فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام, إذ كانت العرب هي التي جاءت به, وكانوا السلف والقدوة)) , ولعل العلامة والأديب والفقيه ابن قتيبة, وهو فارسي منصف (ويقال كردي) كان دقيقاً جداً أيضاً في وصف من التحق بالشعوبية وأظهروا كرههم للعرب, ففي كتابه (رسائل البلغاء) يقول ابن قتيبة “ولم أر في الشعوبية أرسخ عداوة ولا أشد نصباً للعرب من السفلة والحشوة وأوباش النبط.
الذي دعاني للكتابة ماسمعته مؤخرا من د. علي نشمي ((القبائل العربية أبناء بغايا إلاّ الهواشم , وأن كُل القبائل العربية كانت بإستثناء الهواشِم يسمونهم أهل عِفَّة , إلا بني هاشم كانوا ما يدزون نسوانهم للبِغاء والباقي كلهم جانوا يدزون نسوانهم كُل)) , لا يخفى أن الشهادة والدرجة العلمية خصوصا في هذا الزمان إما أن تكون حجةٌ لصاحبها أو حُجةٌ عليه ويقيناً نحنُ بشر نُخطئ ونُصِيب ,لكنها غلطةُ الشاطِر.
يقيناً أنَّ هدير التاريخ الفيّاض لن يغيّر لونه مَن يُحاوِلُ الإساءة لأمة العَرب , ولن يضيق أفق سماء ماضينا المجيد مَن يحاول تَقزيم شخوصه وطعنهم في شرفهم , لقد وصف الله أمةَّ العرب بهذا الوصفِ الخَالد : ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) , اليس في كلام الدكتورتَكذِيب لهذا الوصف الرَباني لأمةَّ العرب؟ الم يقرأ في سورة التكوير ((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ))؟ والموءودة هي الطِفلة المدفونة حية , سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيئدها , أي يثقلها حتى تموت ,وكانت العرب تدفن البنات حية مخافة العار والحاجة خشية أن تكبر وتتعرض للسبي فتكون وصمةُ عارٍ على أهلها وعشيرتها , هذه غيرةُ العَربِ على شرفهم لئلا يُدَنّس ولعل الدكتور فاته المثل القائل (الموت ولا العار). وكم تمنيت لو أنه قرأ المادة 409 من قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969 وتعديلاته :((جريمة غسل العار التي تتيح أن تُقتل المرأة وفق المادة 409 من قانون العقوبات إذا فاجأها أحد محارمهما في حالة الزنا, وتكون العقوبة مخففة, بل وحتى إيقاف التنفيذ (أي البراءة المشروطة)), ترى ماعلة تخفيف الحكم اليس الغيرة على الشَرف؟
اليس العَرب هُم حملةُ الرِسالة المحمدية ؟وأن منطقتنا العربية بعزّها الإسلامي هي التي مرّغت أنوف الأمم في مشارق الأرض ومغاربها وحل الذلّ وكستهم ثوب الإحتقار وأرغمتهم أن يعودوا أدراجهم وينكفئوا نحو أخلاقهم البالية ومروءتهم المتهرأة ,أنّ جميع التهم الكيدية والإدعاءات التشويهية , والتخرّصات الخرافية , والطعنُ في الأنساب والإساءة للشرف العربي هي نتيجة حتمية ورد فعل لمن أذاقهم العَربُ المسلمون ويلات الهزيمة وأدخلوهم الإسلام مرغمين.
مؤخراً، زعم علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية أن (( تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك)) , فهل وصلك حديث الشعوبية ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب