الصحافه

خوفاً من سيناريو الشارع.. نتنياهو يفلت وزيره على “الشاباك” لتحويله إلى “شرطة سرية” تقمع المتظاهرين

خوفاً من سيناريو الشارع.. نتنياهو يفلت وزيره على “الشاباك” لتحويله إلى “شرطة سرية” تقمع المتظاهرين

أسرة التحرير

من الصعب التقليل من خطورة تحذير رئيس “الشاباك”، رونين بار، من محاولة تحويل الجهاز إلى “شرطة سرية” تلاحق نشطاء الاحتجاج ضد الحكم. فقد صد بار والمستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، ضغوط وزير العدل يريف لفين، في مداولات مسؤولي جهاز إنفاذ القانون لتشديد المعالجة لـ “التحريض الخطير ضد رئيس الوزراء”، الذي يشكل على حد قوله خطراً على حياته. الضغوط التي مارسها لفين في استخدام أدوات الملاحقة والتحقيق التسللية لـ “الشاباك” ضد نشطاء الاحتجاج تشهد على أن رئيس الوزراء نتنياهو يخاف من استئناف المظاهرات الجماهيرية ضده، ويسعى لقمعها قبل أن تستيقظ. فهو يخشى من أن انسحاب رئيسي الأركان السابقين غانتس وآيزنكوت من الحكومة يطلق إشارة للجمهور بأن الهدف من مواصلة الحرب هو الإبقاء على حكومته، وليس لأسباب أمنية، ولعل نتنياهو يخشى من أن يفرض الرئيس الأمريكي بايدن على إسرائيل وقف النار، فيشتعل الاحتجاج مطالباً بتحمل رئيس الوزراء المسؤولية عن كارثة 7 إدارة.

يعمل نتنياهو بذراعين على تحييد الاحتجاج. الأولى آلة السم؛ فالشرطة برئاسة بن غفير تمارس عنفاً شديداً ضد المتظاهرين، ومعززة بأفعال عنف خاصة لمؤيدي الحكم، والأبواق البيبية في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية تصدح بالكذب الذي يدعي بأن الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي، وبخاصة احتجاج الطيارين في “الاحتياط”، هو الذي شجع حماس على مهاجمة إسرائيل. اتهام الاحتجاج بالمذبحة، وإزاحة كل مسؤولية عن نتنياهو، هو مبدأ أساس في مذهب البيبية. أما الذراع الثانية فهي آلة العسل التي تحاول نزع شرعية الاحتجاج بمبررات “تقويض الوحدة الداخلية” من أجل المناعة القومية. ويبث السم بمعونة منظمات متقدمة بيبية تعبر بصيغ مختلفة عن الرسالة ذاتها: يجب أن يبقى نتنياهو في الحكم، وليس هذا وقت انتخابات، المجتمع العربي ليس جزءاً من الــ “معاً” الإسرائيلية. ولهذا، فإن أصواته وممثليه في الكنيست لا يحصون، واليمين يمكنه أن يحكم إلى الأبد.

يريد نتنياهو أن يواصل حرباً أبدية في الجنوب والشمال وفي الضفة الغربية/ وإقامة نظام ظلامي في إسرائيل كي يبقى في الحكم مع شركائه الكهانيين. علينا ألا نستسلم لآلة السم خاصته، ومحظور أن نغرى بآلة العسل. وقف الحرب، وإعادة المخطوفين واستئناف الاحتجاج لإسقاط الحكومة، أمور حيوية لإنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية وإعمار بلدات الجبهة والجيش والاقتصاد. لقد حدد الوزير آيزنكوت الاتجاه في خطابه الأسبوع الماضي، وعلى غانتس أن ينضم إليه ويخرج من حكومة الفظائع، وعليه الانضمام إلى قادة المعارضة والمتظاهرين. لا أمل آخر لإسرائيل.
هآرتس 2/6/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب