مقالات

مسيرة الأعلام العنصرية الاحتلالية بقلم حازم القواسمي

بقلم حازم القواسمي

مسيرة الأعلام العنصرية الاحتلالية
بقلم حازم القواسمي 4 حزيران 2024

وكأن مدينة القدس بحاجة إلى مزيد من السياسات العنصرية وفرض الإجراءات الاحتلالية الاستعمارية. في زمن أصبح قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في الأرض الفلسطينية في قطاع غزة أمر عادي في الصحافة الإسرائيلية، وأصبح تجويع الأطفال وتدمير مدن بأكملها فوق أهلها لا يلقى أي اهتمام من المجتمع الإسرائيلي بل يلق الدعم الشعبي على ارتكاب المجازر. وكأن مدينة القدس التي تغلي وتكاد تنفجر من الغضب الشعبي على كل ما يجري في قطاع غزة من إبادة للحجر والبشر والشجر بحاجة لمزيد من تأجيج المشاعر وتفجير الوضع وصب الزيت على النار. ماذا يريد أؤلئك المتطرفون من رفع الأعلام الإسرائيلية والسير بها في باب العامود وأزقة البلدة القديمة. هل يريدون تذكيرنا بأن المدينة محتلة بالقوة وأنها تحت سيطرة قواتهم وجيشهم وشرطتهم أم يريدون استعراض قوتهم على الشعب الأعزل في مدينة القدس أم يريدون استفزاز أهل القدس من أجل الاشتباك مع الجيش والشرطة والقوات الخاصة لاعتقال مزيداً من شباب القدس ونساءها المناضلين والاستقواء عليهم بينما فشلوا في الاستقواء على حركتي حماس وحزب الله. هل يريدون الكشف عن وجههم الاستعماري البشع وعن حقدهم وكرههم لكل ما هو عربياً وليس يهوديا. نطمأنهم فقد ظهر هذا الوجه العنصري الشرير أمام أعين العالم أجمع خلال 242 يوماً من الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ربما يريدون تعويض هزيمتهم المدوية في قطاع غزة، حيث لم ينجحوا بتحقيق أهدافهم سواء في القضاء على حركة حماس أو في تحرير الأسرى الإسرائيليين، بالظهور المنتصر والاستعراض الفاشل في مدينة القدس.

إنّ موافقة الشرطة الإسرائيلية على هذه المسيرة الاستفزازية العنصرية لجماعات الهيكل الاستيطانية وتفريغ ثلاث آلاف عنصر من الشرطة لهذا الحدث لم يأت من فراغ، فالسلطات الإسرائيلية تعرف أنها لم تنجح في تهويد المدينة طيلة 57 عاماً ولن تنجح في ذلك طالما هناك شبل فلسطيني يتنفس. فهذه المدينة عربية فلسطينية رغم كل البطش وسياسات التمييز الاحتلالية التوسعية. وإن زيادة التوتر التي تسعى له الحكومة الإسرائيلية التي تعج بالفاشيين في عضويتها لن يخدم إلا شيئاً واحدا وهو زيادة العنف والكره والعدوانية. ولعل هذا ما يريده أمثال نتانياهو وبن جفير وسموتريش طامعين في طرد الفلسطينيين من مدينتهم وتهجيرهم والاستيلاء على المدينة ومقدساتها المسيحية والإسلامية. إلا أن اهل القدس أثبتوا مرارا وتكرارا أنهم عصيّون على الانكسار، صامدون صابرون مرابطون، متمسكون بحقوقهم وبأرضهم وبيوتهم ومقدساتهم حتى يأتي ذلك اليوم الذي تتحرر فيه بيت المقدس وتتحرر فيه فلسطين كل فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب