دعاء أم ثكلى
بقلم الشاعر علي البتيري
ما بين شهيدٍ وشهيد
امرأةٌ من غزةَ
دعتِ اللهَ القادرَ وهي تصلّي:
– يا أللهْ..
أسألُكَ النصرَ لنا
رغمَ استمرار القصف علينا
وبكاء الأطفال الرضع
بين يدينا
رغمَ وعيد صهاينة القصفِ الوحشيِّ بتوسيع الحرب
وتلويح يد النازي القاتلِ
بالتهديد
أسألك اللهمَّ النصر عليهم
وعلى كلِّ صعيد..
من قلب امرأةٍ صابرةٍ
يا ألله..
أدعوك لإنقاذ فلسطينَ
وشعبِ فلسطين
امحقْ كلَّ دهاقنةِ الحربِ
وبدّدْ كيدَ المحتلين
امرأةٌ فقدت طفليها في غزةَ
رفعت كفّيها مبتهلة
وهي تتمتمُ يا ربِّ ارفع عنا
حقدَ صهاينةٍ قَتَلَه
وهنا دوَّت في الآفاقِ
رعودُ الأصواتِ الرائعةِ الأصداء
من مهج الشهداءِ
وأرواح الشهداء
وهيَ تردِدُ:
يا امرأةَ الصبر الإيمانيِّ
بغزةِ هاشم..
فرجُ الله إليكم قادم
والنصرُ أكيد..
حتى لو قدَّمَ شعبُ فلسطين..
ما بينَ قبورِ الضفةِ
ومقابر غزَّةَ
مليونَ شهيد
هو حلمُ خطانا
في درب جهادٍ لن نخذلَهُ
أو يخذلَنا
أو عنهُ نحيد..
مهما يبطشْ بالأطفالِ
عدوُّ عروبتنا
يتصدرْ ساحتَنا قولُ شهيدٍ :
– لن يذهبَ هذا البذلُ الأسطوريُّ سدىً
والنصرُ لفرسان الحقِّ
على كل شياطين الباطل
في عالمِنا
يا أمَّ الصبرِ أكيدٌ
بل ألفُ أكيد .
* شاعر القدس
