مقالات

شعب يُبادُ و عالَمٌ يتفرَّج؟؟..

شعب يُبادُ و عالَمٌ يتفرَّج؟؟..

 

بقلم علي او عمو.

منذ زمان بعيد، و الشعب الفلسطينيّ يُعاني من وَيْلاتِ الكيان الإسرائيليّ، الذي احتلَّ الأرض و يُنكِّل بأصحابِها و يُذيقُهم أشدّ العذاب، لقد دأبَ هذا الكيان المُحتلّ في بسط سيطرته و نفوذه على أرض ليست أرضه، يرتكِب جرائمه البشِعة في حقّ شعبٍ أعزلَ، يقتُل و يجرح و يُشرِّد شعباً، ذنبه أنّه يريد العيش بسلام في أرضه و وطنه كسائر شعوب العالم الحرة، يريد إنشاء دولته المُستقِلّة على أرض آبائه و أجداده، يتمتّع فيها بحياة كريمة و بعيش رغيد، يحكم نفسه بنفسه و يُدير شؤونه و يدبّر أمورَه بنفسه بعيداً عن وصاية من أحد.. لقد سلَّطت عليه دول الغرب جنساً غريباً لا كالأجناس البشريّة، نَمَطاً بشريّاً لا يعرف للإنسانيّة معنىً و لا مفهوماً للرحمة و لا للرّأفة التي يتحلّى بها البشر الأدميّون، جنساً تربّى فقط على سفك الدماء و الفساد في الأرض و ليس في قاموسه أيّ مفهوم للإصلاح، كيان نَبذَته البلدان الغربيّة التي كان مُشتّتاً فيها لا وطن له و لا مُستقرَّ، أجلَتْهُ هذه الدول من أراضيها لِتُوَطِّنَه في أرضِ فلسطين لتتخلَّص من كيده و مكره و إفساده، زوَّدته بالمال و العتاد الحربي ليصبّ جمّ غضبه على أهالي فلسطين، أصحاب الأرض الذين قطنوها منذ أن كانت الأرض أرضاً، أعطاهُ الغرب الضوء الأخضر لارتكاب جرائمه الشَّنيعة في حقّ الأطفال و النساء و الشيوخ، و قامت بتحصينه و تثبيتِه و تمكينه في المنطقة، و جعلَتْهُ فوق جميع القوانين، فلا تصِله يد العدالة و لا يخشى قوانين العالم التي لا تعرف طريقها إليه، لا يُمكن مُحاسبتُه و لا مُعاقبتُه، إنّه يَنْعتُ نفسَه بِ(شعب الله المختار)، كذباً و بُهتاناً و افتراءً على الله، كيانٌ لا يُدرك أنّه شعب مُجرِم سفّاح لا صِلة له بِأيِّ دينٍ من الأديان التي تدعو جميعُها إلى تحريم قتل النفس و إذاء بني البشر الذين تُقدِّسهم هذه الأديان السماويّة و تحترمهم و تُجلّهم و تحثُّ على نَبْذ كلّ ما من شأنه المَساس بكرامة و حُرمةِ الإنسان..
منذ وجود إسرائيل على هذه البسيطة و هي تَعيثُ في الأرض فساداً و لم ترَ منها البشريّة أي إصلاح أو نفع أو خدمة جليلَةٍ تعود عليها بالخير، لم يأتِ من إسرائيل إلّا الشرور و المصائب و المُنْكراتِ و الكوارث و الأذية..

لقد ارتبط التاريخ الدموي للاحتلال الإسرائيلي، منذ الوعد المشؤوم بتأسيس دولة لليهود على أرض فلسطين، وما يزال مستمرا إلى اليوم، حيث يمارس غريزته الحيوانية في القتل وسفك الدماء، دون اعتبار لطفل أو امرأة أو شيخ أو مكانٍ للعبادة أو مستشفىً أو غيرها، لقد خلَّفت آلتُهُ الحربيّة في الأراضي الفلسطينيّة و غيرها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين.
و من أبرز هذه المجازر وضحاياها منذ 1948 إلى ما نعيشه اليوم في قطاع غزة.
• مذبحة اللد. في يونيو 1948.
• مذبحة كفر قاسم. 1956.
• مجزرة خان يونس. 1956.
• مذبحة رفح 1956.
• مجزرة مدرسة بحر البقر. 1970.
• مجزرة صبرا وشاتيلا. 1982.
• مذبحة الأقصى الأولى. 1990.
• مجزرة قانا الأولى. 1996.
• مذبحة الأقصى الثانية. 1996.
• مذبحة الأقصى الثالثة. 2000.
• مجزرة قانا الثانية. 2006.
• مجزرة عملية الرصاص المصبوب. 2008.
• مجزرة عامود السحاب. 2012.
• مجزرة الجرف الصامد. 2014.
مذبحة معركة صيحة الفجر. 2019.
• مجزرة حارس الأسوار. 2021.
• مجزرة الفجر الصادق 2022.
• مجازر حرب غزّة. التي بدأتها إسرائيل يوم 27 أكتوبر 2023 بتوغُّلِها البرٍي على قطاع غزة و التي ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الابرياء العُزَّل بين شهيدٍ و جريحٍ، كلهم من الأطفال و النساء و الشيوخ، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية لقطاع غزة.
• هذه المذابح التي لا تزال إسرائيل تقترفها إلى اليوم، التي وَقَف العالم كله مُتَفَرِّجاً عليها دون أن يتخذ أيّة تدابير لإيقافها، و لم يَقوَ على مواجهة أمريكا و غيرها من دول الغرب التي تدعم الكيان الإسرائيلي بالمال و السلاح من أجل ذبح الأبرياء بِذرائع واهية و كاذبة..
• إنّ ما يُسمّى (الأمم المتحدة) و المنظمات القانونيّة و الحقوقيّة و الإنسانيّة المُستقِلّة منها و التابعة لِ(الأمم المُتّحدة) قد وقفَت عاجِزةً على صدّ العدوان الإسرائيليّ عن ذبْح الشعب الفلسطينيّ، الذي يتعرَّض كلّ يوْمٍ للقصف في قطاع غزة، القصْف الهمجيُّ الذي يُؤَدّي كلَّ لحظةٍ إلى قَتلِ المِئات و جَرْح المِئات من المدنيّين العُزَّل الأبرياء و تدمير للبيوت السكنيّة و الطرقات و المَشافي و دور العبادة و مآوي اللّاجئين و غيرها. و من هنا يَتّضح أنّ هذه المُنظمات الدوليّة خاضعةٌ، فيما يبدو، للسياسة الأمريكية و سياسة دول الغرب التي ترمي إلى المُحافظة على (دولة إسرائيل) و تثْبيت وُجودِها في المنطقة و الحيْلولة دون زوالِها، باعتبارِها الشرطيّ الأمين الذي يرعى مصالحها في منطقة “الشرق الأوسط”..
و من هنا نتساءَل: أين الديمقراطيّة و أين حقوق الإنسان التي تتغنّى بها هذه الدول؟؟ و هل الشعب الفلسطينيّ الذي يُبادُ في فلسطين ليس من بني الإنسان أم هو في الدرجة الأخيرة في سُلَّم الترتيب الإنسانيّ؟؟ و هل الشعب الفلسطينيّ لا يستحقّ الحياة و العيش الكريم في وطنه و على أرضِه كباقي شعوب العالم؟؟ إنّها وَصمة عارٍ في جبين ما يُسمّى (المُجتمع الدولي) الذي يَدعَمُ إسرائيل في جرائمِها في حقّ الإنسان الفلسطينيّ، الذي يُعتبَر إنساناً كباقي أُناس العالم..

كاتب من المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب