متانة الجبهة الداخلية في مواجهة تحديات المرحلة القادمة بقلم مروان سلطان- فلسطين
بقلم مروان سلطان- فلسطين

متانة الجبهة الداخلية في مواجهة تحديات المرحلة القادمة
بقلم مروان سلطان- فلسطين
24.6.2024
————————
تساؤلات كثيرة يبديها المواطن الفلسطيني حول مستجدات الوقع السياسي الذي يرخي بظلاله على الشعب الفلسطيني وتسارع الاحداث التي باتت تهدد السلم المحلي والاقليمي والدولي . خطوة واحدة ينزلق اليها اللاعبون على الجبهات المختلفة ، قد تنفجر وتشعل حربا واسعة قد يشارك فيها اطراف دولية ، وما من احد راغب ان يحدث ذلك الانفجار ، ولكن هناك رغبة جامحة لكل طرف بهزيمة الطرف الاخر.
الساحة الفلسطينية تغلي بشكل لم يسبق لها مثيل وخصوصا مع حرب الابادة تلك والدماء التي تسيل من المدنيين وسقوط الالاف الضحايا والمصابين والمفقودين، وذلك الدمار الهائل الذي حل بغزة ، وليس حال الضفة الغربية باحسن فمشاريع التهويد والاستيطان فيها تسير على قدم وساق وهذا يؤدي الى ما يسمى ضم الضفة الغربية الى اسرائيل، كما ان الهجمات التي يشنها الجيش الاسرائيلي وسقوط الش^داء وتدمير البنية التحتية في تلك المدن وفي اماكن مختلفة من الضفة الغربية تثير كثير من التساؤلات التي يبديها الشارع الفلسطيني الى اين نحن ذاهبون ؟ وماذا في جعبة القيادات الفلسطينية؟ وماذا لدى كافة المستويات الشعبية والحكومية من خطط لمواجهة تلك التحديات؟.
هناك تسارع في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية ، ومع الاسف يشارك مع الاحتلال قوى اقليمية واخرى دولية، ويتم ذلك تحت ضغط الحرب وضغوط اخرى من اهمها الحصار الاقتصادي من خلال عدم تسديد اسرائيل العوائد الضريبة التي تساهم بدفع الرواتب للقطاع العام وبالتالي تعمل على انعاش النشاط الاقتصادي . وكذلك وقف تشغيل العمال الفلسطينين ، وبما يعودون به من عوائد شهرية ايضا تساهم بدورها في تحريك عجلة الاقتصاد الفلسطيني ايضا .
كما ان الفلسطينين يتهددهم اليوم وقف عمل وكالة الغوث الدولية التي وصفتها دولة الاحتلال بالمنظمة الارهابية، وطالبت بوقف عملها في خدمة اللاجئين. وهذا طبعا مصطلح سياسي يهدف الى تحقيق المصالح الاسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية.
السياسات الاسرائيلية والمشاريع التي تعد من اجل تصفية القضية الفلسطينية لم تتوقف يوما ما، ولكنها تارة تخبو وتارة تطفو على السطح، ولان اليمين الاسرائيلي المتشدد في اطار الحكومة الاسرائيلية الحالية يعمل بتسارع كبير في مشاريع يعتقدون انها تؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية ، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اصبح مشهورا من خلال لائاته التي تنادي لا للدولة الفلسطينية ، لا لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية ، ولا لوقف الاستيطان .
وكذلك بن غافير ، وسيموريتش الذين اخرجوا من الادراج المغلقة لدى الحكومة الاسرائيلية مخططات تستهدف عملية ضم الضفة الغربية الى اسرائيل باعتبار ان هذا هو اوانها وهي مخططات اصلا معدة من اول حكومة اسرائيلية بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948، وبذلك يتخلل هذا الحلم خلق بيئة طاردة تؤدي الى تهجير قسري وطوعي لبعض الفلسطينين الذين يسكنون في مناطق تسمى مناطق ج وحول المستوطنات ولربما ايضا بعض المخيمات.
كل ذلك يعني ان الشعب الفلسطيني امام مخططات اسرائيلية تعد كي تنهي القضية الفلسطينية وتقفز عنها الى التطبيع مع الدول العربية والاسلامية ، ولم تعلم ان جهودها لتصبح جزء من المنظومة الاقليمية قد بائت بالفشل على الاقل على المستوى الاقليمي، بسبب السياسات التي تقوم بها والمبنية على اساس العدوان واثارة القلاقل والحروب.
الكل الفلسطيني يقف امام مسؤولياته التاريخية، لصد هذه الهجمة التي تشن على شعبنا الفلسطيني وتستهدف بقاؤه على هذه الارض. لدينا كفلسطينين امكانات ذاتية ومبادرات يجب الابداع فيها لتقويض خطط العدو ، تجربة اسرائيل مع الشعب الفلسطيني طويلة لتنفيذ برامج وسياسات كانت تستهدف الشعب الفلسطيني، وبائت جميعها بالفشل الذريع. لم تستفد اسرائيل من اخذ العبرة في تلك التجارب وهي اخذة في اعادة المحاولة ولكن ستجد اذانا صماء وابوابا مغلقة.
لعلي اذكر من نسي بمحاولة تمرير روابط القرى، ومحاولة تمرير قانون التعليم العالي على الجامعات الفلسطينية، وقد بائت تلك وغيرها بالفشل الذريع، مشاريع التصفية كثيرة ومنذ اللحظة الاولى التي اعتبرت القضية الفلسطينية قضية لاجئين ومرورا بمشروع روجرز ومشروع ترامب بما يسمى صفقة القرن ولكنها ذهبت ادراج الرياح بسبب صمود الشعب الفلسطيني.
اليوم ونحن نتعرض لهجمة جديدة وشرسة اذا لم يوحدنا المصير المشترك، فماذا يوحدنا ، اعتقد انها الفرصة الذهبية لتلاشي اية خلافات ، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الذاتية، متانة الجبهة الداخلية حتما يؤدي الى افشال كل المخططات التي يحيكها العدو، وحتما ان النصر حليف المؤمنين.
يقول الله تعالى