الانتصار والهزيمة بالاقساط
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
ــ بوتين في كوريا وفيثنام :
حدثني صديق، عما أتصوره من أبعاد لزيارة الرئيس بوتين لكوريا الديمقراطية. وأنا أتابع وألاحق الأخبار والتمعن فيها، ومصادري هي ما تشر في وسائل الاعلام، التي أصبحت واسعة جداً، وعلى المتابع الدقيق، ملاحقة بعض المواقع التي تنشر أخباراً من مصادر دبلوماسية، أو أستخبارية، ولهذا السبب نقابل الكومبيوتر لمدة 10 ــ 12 ساعة يومياً.
الرئيس بوتين في كوريا ليس من أجل تقديم الشكر على مواقفها، ومن المؤكد وهذه خبرة دبلوماسية، أن الخبراء في البلدين قد حضروا للزيارة قبل وقت غير قصير، ولكل من الطرفان أجندته، والزيارة ما هي إلا لتتويج ما تم الاتفاق عليه واعطاء إشارة العمل بمحتوى الاتفاق.
بوتين وروسيا أثبتت للغرب، مرات ومرات : يستحيل عزل روسيا، ولكن الغرب لا يريد أن يصدق، والأن مؤتمر سويسرا (دعت له أوكرانيا) والاعداد الكبير له، لم يأت بثماره المرجوة، ومن أهداف جولة الرئيس بوتين الكورية والفيثنامية : أيها السادة يستحيل حصار موسكو، وأن مقاطعتكم وعقوباتكم الاقتصادية قد حسبنا حسابها بدقة. واسلحتكم التي تتوقعون أنها متفوقة، أحرقناها في البراري والسهوب الأوكرانية، عباقرة الخبراء الأمنيين باتوا أسرى عندنا، والتلويح بالأسلحة الاستراتيجية عبث أطفال لأننا قادرون على الرد بمثلها وأشد،
اليوم في بيونغ بيانغ وهانوي، وهذا يعني أننا نحن لسنا ببعيدين عن قواعدكم في آسيا، وبوسعنا أن نثير لكم متاعب في تلك الاصقاع، انتبهوا، ونداء للحلفاء الاسيويين، لا تجعلوا بلدانكم طعما للنيران لصالح الأمريكان ..! فهذا حلف بين روسيا الأوربية / الأسيوية والصين، وقوى ودول عظمى ومهمة وكوريا الديمقراطية، وفيثنام … والمفاجئات المقبلة أكبر ..
ـــ الصين توقف زورق دورية فيلبيني
أوقفت البحرية الصينية، زورق دورية فلبيني مسلح، وصعدوا على المركب وفتشوه، ثم أخلوا سبيله، وهذه لا تحتاج لعبقرية لإيضاح أننا هنا ونمارس السيادة البحرية.
ـــ موسكو تقترح حل ألزمة أوكرانيا
من أجل أن لا تبدو موسكو كصخرة صلدة صماء، ومن أجل إبداء انفتاح وليونة، تقدم الرئيس بوتين بمقترح للأزمة الأوكرانية، بعيداً عن مفاهيم الضربة القاضية، الربح التام، أو الخسارة التامة، الغرب يرفض هذه المبادرة، ولكن زيلنسكي رئيس أوكرانيا يتقدم بمبادرة لعقد مؤتمر جديد، ولا ردود فعل علنية لمقترحه، وهذا مؤشر أن الأراء ليست متقاربة بين الحلفاء الغربيين وأوكرانيا التي أنهكتها الحرب.
ـــ الرئيس الصربي
في مقابلة متلفزة للرئيس الصربي، أشار بوضوح تام، أن العد العكسي للصراع المسلح الواسع النطاق بين دول الناتو وروسيا قد أبتدأ وبالحرف الواحد ” أن القطار قد غادر المحطة باتجاه الهدف ولا سبيل لإيقافه ” ويهدف الغرب إلى تقسيم روسيا إلى دويلات، لإضعافها لأكبر درجة، والحرب إذا نشبت ستكلف عشرات الملايين من الأرواح. الرئيس الصربي كشف جانباً من جهود الولايات المتحدة لتعميق مجرى الحرب في أوكرانيا.
ـــ الصين تقترح الحكم الذاتي لتايوان.
الصين ، برأس هادئ، أهدأ من المحيط الهادي …. تقول الصين .. وما المانع ..؟ نمنح تايوان حكم ذاتي .. حكومة الصين تمنح تايوان حكما ذاتياً يبقيها صينية، ولكن نمط إدارتها نحن نقرره … الصين لديها ما تقول ولا تستكثر على فئة من شعبها ان يفلسف الإدارة وأن يختار شكل الإدارة، ولكن … الوطن لا يختاره أحد … الوطن مقرر منذ ألاف الأعوام وليس مزاج شخص أو أشخاص .. المشكلة في البيت الأمريكي .. أينما يولون وجوههم يواجهون المشاكل، لا أحد يريدهم .
ـــ أمريكا لا تريد أن تصدق أن عهد الهيمنة فد أنتهى بلا عودة.
كل شيئ واضح ومفهوم بأقصى درجة … وقد فهم الجميع بما ذلك الأطراف البعيدة عن البؤر الساخنة، أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى طرفاً قوياً في العالم بوسعه أن يرفض لها طلباً، إذا كانت روسيا التي تمتلك 1200 رأس نووي، ليست ببعيدة عن مخططات التفتيت، والصين يخططون لها صراحة، فماذا تفعل دول صغيرة غير الموقف الصعب. جزأت السودان، والعراق، وتحاول في ليبيا، وسورية، وتحاول في تركيا حليفتها في الناتو، الولايات المتحدة تريد عالماً مقسماً يكون الجميع فيه تحت هيمنتها، بما في ذلك أوربا، هي مضادة للاتحاد الأوربي، وحرضت بريطانيا على مغادرة الاتحاد، ولها داخل الاتحاد وكلاء يمثلون نهجها السياسي، قادة أوربيون بارزون يتهمون الولايات المتحدة بتأزيم الأمور لدرجة الانفجار الشامل المدمر.
من حق دول صغرة وكبرى، أن تتساءل، ماذا سيكون مصير روسيا والصين لولا أنها تمتلك أسلحة قوية تخشاها الولايات المتحدة، ومع ذلك يجري تخطيط لتفجير أزمات وحروب استنزاف وسباق تسلح، وإساءة لظروف البيئة، وتشجيع خفي لقوى اليمين الجديدة، فهذه اتجاهات سياسية ترغم حتى القوى البورجوازية الليبرالية من التنادي للوقوف ضد هذه السياسات.
ــ أيران تريد أن تلعب دورا أكبر منها، والغرب يتفهم طموحها البائس ..!
إيران تطمح… تطمح والطموح وحده ليس عيباً، تأمل أن الأسود والنمور حين تتصارع، على الطرائد والفرائس، تخلف مائد حافلة بالفتات والفضلات والبقايا، وفي عالم النهب، من حيوانات الغابة، صنف من الحيوانات، يرمقون السادة الكبار يتناهبون يتكافشون، كالأسود الضارية، أو كأصحاب الفخامة والمعالي يرتدون الفراك الأنيق ويتحدثون بلغة عالية، أما من ينتظرون نصيبهم من البقايا، فيتربصون على مبعدة يرمقون نهاية الحفلة ..ولعابهم يسيل، صحيح الحفلة وضيعة، ولكنها الفتات تحل مشاكل في بيوتهم.
دور بائس، لا ينطوي على أدنى من الاحترام للذات وشعور داخلي عميق بالوضاعة