مقالات
بين ربيع براغ والربيع العربي ضاعت الثورة بقلم د- عزالدين حسن الدياب
بقلم د- عزالدين حسن الدياب

بين ربيع براغ والربيع العربي ضاعت الثورة
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
منذ فترة وأنا أفكر باالكتابة عن اَراء ووجهة نظر كنت أقولها وأبدي ملاحظاتي حولها،حتى إني في بعض الأحيان كنت أطرح اَراء في بعض المحاضرات مؤكداعلى وجوب العودة المنهجية إلى الكثير من المصطلحات والمفاهيم المستعملة في الحياة العربية من قبل المثقفين العرب،وإعادة صياغتها على ضوء الأطروحة الأنثروبولوجية التي تقول بأهمية وضع المعاني الصحيحة على الظواهر البنائية،حتى يمكن تفسيرها تفسيرا صحيحا وسليما بما يتفق وبنية الظاهرة المدروسة،والحقائق التي تتميز بها.
قلت هذا الكلام،وسطرته في عدد من الأبحاث والدراسات،وضم بعضها كتابي :دراسات أنثروبولوجية تطبيقية.
أعود وأكتب عن الضرورة المنهجية لمراجعة كثرة من مفاهيمنا ،ووضعها على الظواهر المدروسة بحيث تأتي معانيها مطابقة لمكونات الظاهرة والواقعة التي نهم بدراستها،ومن ثم تحليلها وتفسيرها والقول الصحيح في تركيبها البنائي.
أقول هذه المهمة المنهجية المتعلقة بضرورة مراجعة المفاهيم،تعاظمت أهميتها غداة الحراك المجتمعي الذي تم في أكثر من قطر عربي،وأطلق عليه عنوة :الربيع العربي تقليداوتيمنا بربيع التشيك،أو براغ.
ثم ماسمي من بعد بالثورات،التي أتى ومهد لها الربيع العربي.
انطلاقا من أهمية وضع المعاني عل الظواهر الاجتماعية،وفق ما أشرنا إليه،فإننا نجد لزاماعلينا أن نتفحص سلامة أوخطأ مفهوم الثورة الذي أطلق على الحراك المجتمعي لنتبين صحته أوعدمه على ضوء القاعدة المنهجية التي تقول بضرورة وضع المعنى الصحيح على الظاهرة،حتى تسترشد القوى الشعبية في حراكها المجتمعي،وتصل إلى أهدافها التي تحكرت من أجلها،وأن تتجنب المغالاة في مطالبها حتى لاتقع فريسة للقوى الاجتماعية التي تتحين الفرص لركب هذا الحراك،وسوقه باتجاه مصالحها الخاصة.
يحيلنا ما تقدم باتجاه مفهوم الثورة وشروطه ولوازمه لنرى من خلاله هل حقا بعض الأقطار العربية تعيش ثوراتها الاجتماعية،أم أن من أقحمها في فعل الثورة واستحقاقاته كان يريد ماَربه وأغراضه،البعيدة كل البعد عما تحركت من أجله القوى الشعبية،محروسة ومصانة بمدنيتها؟
عن هذا السؤال يقول علم الثورة:إنهابحاجة إلى حزب أوجبهة تقودها،وإلى دليل عمل ترى من خلاله وتقرأ الواقع الاجتماعي قراءة صحيحة،وتفسرها تفسيرا سليماًً بحيث تضع المعاني ا التي تتوافق مع مكوناتها،وجدلها الاجتماعي،
والطرق التي تسلكها،لأن الثورة في التحليل الأخير واقع موضوعي،وهي مقدمات ونتائج،ولهاقواهاالشعبة المنظمة،المسكونة بتاريخها النضالي .
هذه باختصار الثورة وشروطها والقوانين الاجتماعية التي تحكمها.
قلت لصديقي أين نحن ،وأين الثورات التي قالوا عنها،ومن يمول ثورات هؤلاء ممن ركب ظهر الحراك المجتمعي،وكيف يقفزون من مغنم إلى مغنم،وكان الله في عون من طالب باستحقاقات القوى الشعبية،وناصرها في مطالبها المشروعة،وتبالقوم النطاطين ممن يجيد الرقص على حبال السلطةمن جانب،والقوى الشعبية من جانب اَخر.ثم تابعت قولي،هل حقا أموال البترول تصنع الثورات؟
في نقدي لأطروحة أومفهوم الحزب القائد،قلت له رحمه الله :ألا تخاف من الحزب القائد الذي ألغى دور الأحزاب،أن يخرج من تنظيمه القائد فيلغي دورالحزب القائد.
غضب وزعل وقال ماقال ثم أصبح في ذمة التاريخ.
قال لنا الأستاذ :اخرجوا إلى الشارع،واسمعواهموم الناس ،وتكلموا فالمناضل لايخاف أبدا من قول كلمة حق أبدا.
د- عزالدين حسن الدياب -6-7-2024