مقالات

مقاربة من انثروبولوجيا ثقافة السفلة بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

مقاربة من انثروبولوجيا ثقافة السفلة
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
التحليل الانثروبولوجي لثقافة السفلة يبدأ من التعريف اللغوي لمفهوم (السفلة) ، فقد جاء في المعجم الوجيز”1″سفل- شفويا وسفالا وسفالة :ضد علا(…)السافلة مؤنث السافل(…)السفلة من الناس أسافلهم وغوغاؤهم.
ويظهر التحليل الثقافي،اعتمادا على المحددات الثقافية البنائية،أن السفالة تعني السلوك المعوج الذي يمارسه السافل داخل مجتمعه.
وعلى هذا الأساس فالمحددات الثقافية التي تمثل الأسباب والعوامل، هي التي تبدأ من سوءات أخلاق الأسرة، والبيئة الاجتماعية التي تتواجد فيها الأسرة،وما يلازمها من عوامل اقتصادية ،مثل الفقر والضائقة الاقتصادية،والعوز،الأمر الذي يؤدي إلى انحراف سلوك الإنسان عن السوية الأخلاقية التي يقيمها المجتمع على جملة من القيم والأعراف الأخلاقية التي يتفق عليها أبناء المجتمع وهم يؤسّسون عقدهم الاجتماعي، من مثل عليا،وقيم اجتماعية،وعادات،وتقاليد.
الا أن السفالة ليست على سوية واحدة،وإنما مختلفة المضمون والممارسات،تبدأ من التذلل والنفاق والإحساس بالتبعية والشعور بالنقص.والنميمة.
والسافل له أدواته وآلياته في ممارسة السفالة وما يتمخض عنها من رزائل فالكاتب،على سبيل المثال،يوظف قلمه في سبيل الوصول إلى غاياته، راميا عرض الحائط القيم الأخلاقية وحرمة الناس ،ومايترتب عيها من واجبات،وأمن اجتماعي،وهناك من السفلة من يستخدم عرضه وعرض أبناء أسرته في سبيل الوصول إلى أغراضه وغايات،منحياً جانبا قيم الحلال والحرام والآداب الاجتماعية، ومالها من محددات قيمية.
والسافل أيضا هو الذي الذي يوظف إمكاناته وطاقاته ومعارفه للغدر بالناس والإساءة إليهم،وإلى مستقبلهم،معتمدا القوة والرشوة والجنس والكذب..إلخ
وهناك أنموذج آخر للسافل وما يتمخض عن سلوكه السافل،ذلك الذي يسخر قيمه ودينه وعباداته في سبيل بلوغ مآربه،والتخلي عن قضية وطنه ،فيلجأمن خلال موقعه العقائدي والديني إلى الإساءة لأقرانه ورفاقه وأبناء دينه،مستخدما الإشاعات الكاذبة،والأقوال غير الصحيحة،والحجج المختلفة،فيزيح هذا الرفيق من دربه لبلوغ مآربه،وأخذ مواقعه ومكانته،معتمدا الشطارة والفهلوة،والسفالة بكل ماملكت من محددات ثقافية ،ومعتمدا أيضا على القيم التي تتحلى بها عقيدته أو دينه،ولكن بأساليب ملتوية،وخروج عن القيم الحقيقية.وماهو في حكم الآداب الاجتماعية.
والسافل يكثر في المجتمعات والأحزاب التي تفتقر إلى الديمقراطية،وتلك التي يكثر فيها الجهل والأمية الثقافية،والتي يكثر فيها الواسطة،وتتغلب فيها العلاقات الشخصية، وتنقلب فيها القيم رأسا على عقب.والشخص المدعوم.
قلت لصديقي كم حذرنا من ظاهرة السفالة والسافل ومن أساليبهم التي يتبعونها،ومن تعدد شخصياتهم وتنوعها ،بحيث يصلون إلى أصحاب القرار ومن في معيته،ولكن مع الأسف كان للسافل ظروفه التي وصل بها إلى أهدافه الشخصية،فأساء لمن حوله بدون قيود أو خوف أوحرمة.
قال له نريد منك أن تعطينا بعض المال لنصرفه على أبناء وبنات الشهداء،فامتنع وأجاب أن ماعنده من مال مودع أمانة للنضال،وتبن أن النضال عنده قصرا وزواجاً من سيدة مليحة مطلقة،والانقسام ليصبح الانقسام آلية سفالته بأكل أموال اليتامى.
1– المعجم الوجيز —مجمع اللغة العربية —مصر —1992–ص 313
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب