ثقافة وفنون

مسلسل يصوّر رجل دين بشكل سلبي يثير جدلا في السودان

مسلسل يصوّر رجل دين بشكل سلبي يثير جدلا في السودان

محمد الأقرع

الخرطوم –: أثار مسلسل “ود المك” جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، واحتجاجا في منابر صلاة الجمعة من قبل بعض الأئمة في الخرطوم، وذلك على خلفية تصويره شخصية رجل دين، “شيخ الرفاعي”، على أنه “منافق” و”بخيل” و “يعشق النساء”، وهو الأمر الذي عده المنتقدون “مخالفة للأخلاق”، مقابل دفاع البعض عن العمل الذي يعرض على الشاشات المحلية حاليا، معتبرين أن الشخصية واحدة من نماذج كثيرة “تلبست عباءة الدين”. وتصدرت قائمة المنتقدين قيادات معروفة من جماعة أنصار السنة المحمدية والسلفيين، ونظموا حملة مقاطعة وتبليغ على المنصات التي تبث المسلسل. كما طالبوا بتدخل الجهات الرسمية لإيقاف المسلسل، وهددوا بفتح عدد من البلاغات الجنائية في مواجهة المنتجين والممثلين.
وكتب الشيخ محمد هاشم الحكيم مخاطباً الممثل صلاح أحمد الذي أدى دور “شيخ الرفاعي”، قائلا:”رموا لك عظمة دراما فتلقفها مسعوراً ومضيت تسيء للمتدينين بما ليس فيهم مجارياً موجة العلمانية ليس إلا، يبدو أنك لم تسمع برقة مشايخنا وحب الناس لهم ولم تراهم في منازلهم وسط الزوجات والبنات والأهل”.
وأضاف: “مسكين يا صلاح أن أصبحت أول مخلب يطعن خاصرة الدين في السودان عبر الدراما”.
في المقابل، قال كاتب السيناريو والمخرج، هيثم الأمين، في تصريحات صحافية، إن “ود المك مسلسل ينبش القضايا الحية والحارة جداً ويتحدث عن الواقع الاجتماعي والسياسي في البلاد وعدد من القضايا التي ظلت مصدر أرق وألم للسودانيين عموماً.” كما بين الصحافي والكاتب المهتم بالفنون، محمد فرح وهبي، أن إثارة الجدل ودعوات المقاطعة هما مؤشران على نجاح العمل، وأن واحدة من وظائف الفن الأصيلة هي الصدم وتحريك المياه الراكدة في بركة مجتمع مطمئن للمسلمات.
وأضاف لـ “القدس العربي”: العمل قصد تقديم شخصية الرفاعي بشكل مناقض لصورة رجل الدين في مخيلة العامة. شخصية فكاهية مضحكة. لكن ما حدث أقرب لانفجار لغم بيد طفل ظنه لعبة”.
وأوضح أن شخصية “شيخ الرفاعي، قدمها ممثل قدير اسمه صلاح، وهو كان ضمن فرقة محسوبة على التيار الإسلامي، أي معظم مؤسسيها هم من كوادر الحركة الإسلامية ومؤسسها هو السمؤال خلف الله، وزير الثقافة في عهد المؤتمر الوطني”.
وأشار إلى أن معظم الهجوم على المسلسل يقرأ من جهة أن من قام بالدور هو واحد من قدامى الفنانين المحسوبين على الحركة الإسلامية هو كمن كشف أسرارا تنظيمية أكثر من كونه قدم شخصية مخلة في نظرهم، ومعظم منتقديه هم رفاق قدامى في التنظيم ينطلقون من مكان أقرب للشعور بالخذلان منه لنقد عمل فني.
أما الناقد المسرحي هيثم أحمد الطيب، فقال لـ “القدس العربي”:” شيخ الرفاعي نموذج من الواقع، لكن في الواقع هناك طرف ضده وضد منطلقاته واستغلاله للدين، وهذا الطرف غائب”.

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب