الصحافه

صحيفة عبرية: كيف اغتالت إسرائيل هنية منذ 7 أكتوبر؟

صحيفة عبرية: كيف اغتالت إسرائيل هنية منذ 7 أكتوبر؟

زعيم حماس إسماعيل هنية الذي صفي في طهران، قتل بانفجار عبوة ناسفة هُربت سراً وزرعت مسبقاً قبل أسابيع في مجال الضيافة الذي مكث فيه – وليس بنار صاروخ. هذا ما أفادت به “نيويورك تايمز” أمس استناداً إلى مصادر استخبارية إيرانية وأمريكية ومصادر في الشرق الأوسط. وفي التقرير، انكشفت تفاصيل التصفية التي تطلبت أشهراً من التخطيط، في المجال الذي يديره الحرس الثوري.
في التقرير، الذي شارك في إعداده الموقع أدناه، قيل إنه تم تفعيل العبوة عن بعد، في اللحظة التي علم فيها بأن هنية موجود في الغرفة. وحسب “التايمز”، فإن المصادر الإيرانية التي اقتبسها التقرير لا تعرف كيف أو متى زرعت العبوة في الغرفة.
نذكر هنا أن إسرائيل لم تتحمل مسؤولية رسمية عن تصفية زعيم حماس. رغم ذلك، ألقت إيران وحماس المسؤولية على إسرائيل، وأشارت مصادر أمريكية اقتبسها التقرير إلى أن هذا هو تقدير الولايات المتحدة.
وحسب “التايمز”، فإن التقارير التي جاء فيها بأن إسرائيل هاجمت غرفة هنية بصاروخ من الجو، مثلما فعلت بقاعدة سلاح في أصفهان رداً على هجوم الصواريخ الإيراني في نيسان، تبينت غير صحيحة. فقد قيل إن إسرائيل نجحت في استغلال ثغرة في الدفاع الإيراني، وزرعت قنبلة أخفيت في المكان قبل أسابيع من ذلك. هذه الثغرة، حسب المصادر الإيرانية، كانت “فشلاً استخبارياً وحراسياً كارثياً لإيران، بل وحرجاً للحرس الثوري”، الذي يستخدم المجال للقاءات سرية ولاستضافة زعماء، مثل هنية.
أحد المصادر الاستخبارية الذي تحدث مع “التايمز” شرح أن تخطيط اغتيال هنية استغرق أشهراً وتطلب متابعة واسعة لمنشأة الاستضافة المحروسة جيداً والتابعة للحرس الثوري.
وحسب المصادر الإيرانية والصور من الساحة كما حللتها “التايمز”، فإن الانفجار في الغرفة التي حل فيها هنية أحدث ضرراً بالحد الأدنى فقط بالمبنى والذي تلخص بضرر لقسم من الحائط الخارجي للمجال.
كان هنية في غرفته تلك الليلة، مع حارسه الشخصي، وسيم أبو شعبان. بعد الانفجار، كما وصفت “التايمز” على لسان مصادر إيرانية، كانت الغرفة كلها في حالة “فوضى”، الأثاث محطم، الفضاء مليء بالدخان والأرضية مدمرة.
وفاة هنية تقررت في المكان. أما حارسه الشخصي فحاولوا إنقاذه، لكن وفاته تقررت لاحقاً أيضاً. أبو شعبان، الملقب أبو أنس، كان مقاتلاً وقائد سرية في وحدة نخبة حماس في غزة. وهو موقع على عملية “الفيلبوكس” في حملة “السور الواقي” في 2014، حين كان عضواً في خلية تسللت في نفق إلى منطقة “كيبوتس ناحل عوز” وقتلت خمسة من مقاتلي الجيش الإسرائيلي من كتيبة 17 لمدرسة قادة الحظائر.
وحسب “التايمز”، كان خليل الحية، نائب زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، هو الآخر في طهران ليلة الانفجار، ووصل إلى المجال كي يرى جثمان هنية.
هنية، حسب التحقيق، لم يكن الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي وصل إلى طهران للمشاركة في ترسيم الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، فزعيم “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة جاء هو الآخر ونزل في غرفة مجاورة لهنية. غير أن غرفة النخالة -حسب المصادر الإيرانية التي اقتبسها التقرير- لم تتضرر بشدة؛ وهو ما يشهد على تخطيط دقيق للمس بهنية تحديداً.
إسماعيل قاآني، قائد “فيلق القدس” المسؤول عن العلاقة بين إيران وحماس وباقي محور المقاومة، وضع في خبر الانفجار في مجال الحرس الثوري. وقع الانفجار في الساعة 2:00 قبل الفجر بتوقيت طهران، وكان قاآني هو من أيقظ الزعيم الأعلى خامنئي في منتصف الليل وأبلغه بما حدث. بعد بضع ساعات من ذلك، في الساعة 7:00 صباحاً، أمر خامنئي باستدعاء أعضاء مجلس الأمن القومي الأعلى لجلسة طوارئ أمر فيها بمهاجمة إسرائيل مباشرة رداً على ذلك.
لم يكن اغتيال هنية مرتبطاً أو مرافقاً لاغتيال مسؤول حزب الله فؤاد شكر، قبل بضع ساعات من ذلك. فقد كان المس برجل حزب الله رداً على إطلاق الصاروخ الذي قتل 12 طفلاً وفتى في مجدل شمس، لكن المس بهنية، الذي نفذته إسرائيل -حسب تقرير “التايمز”- فقد خطط له منذ 7 أكتوبر وكان يحتاج إلى استعدادات خاصة.
في إطار هذا التخطيط، حانت فرصة لمعرفة الموعد الذي سيصل إليه هنية إلى طهران مسبقاً. إسرائيل، أغلب الظن، فضلت ألا تجري الاغتيال على أرض قطر، حيث قيادة حماس السياسية. قطر تتوسط بين إسرائيل وحماس، وتخوفت إسرائيل من أن عملية على أرض قطر ضد أحد كبار المسؤولين، ربما توقف هذه الوساطة.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه رغم تنفيذ الهجومين على نحو منفصل، فربما يؤدي أثرهما المترابط إلى تصعيد في المواجهة بين إسرائيل ودول ومنظمات محور المقاومة.
وتقدر إسرائيل بأن الأمر كفيل بأن يتلخص في عدة أيام حتى أسبوع من القتال المتواصل. مع ذلك، التقدير هو أن مصالح كل الأطراف المشاركة، باستثناء حماس، بقيت متشابهة: فهم غير معنيين بالتدهور إلى وضع من الحرب الشاملة في الشرق الأوسط.
رونين بيرغمان
يديعوت أحرونوت 2/8/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب