مقالات

دونالد ترامب من جديد يستعد ليمنح ما لا يملك لمن لا يستحق بقلم مروان سلطان -فلسطين

بقلم مروان سلطان -فلسطين

دونالد ترامب من جديد يستعد ليمنح ما لا يملك لمن لا يستحق

بقلم مروان سلطان -فلسطين

19.8.2024

فلسطين التي تعرضت كغيرها من دول المنطقة الى نفوذ اتفاقية سايكس بيكو ، ومرورا بوعد بلفور ، وشطحات دونالد ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني ومن ثم نقل السفارة الامريكية اليها ، اعلن ترامب في حملته الانتخابية قبل يومين بحضور اعضاء من اللوبي الصهيوني واليهودي انه ” وجب توسعة حدود اسرائيل”.

ما من شك ان القوى الاستعمارية كان له تاثير كبير على الواقع الفلسطيني ، منذ سنة 1948 وانشاء دولة اسرائيل لتحل محل دولة فلسطين وحدوث النكبة الفلسطينية ، وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني من مدنهم وقراهم وبلداتهم الى مناطق اخرى في فلسطين واخرى خارجها، حيث فقد الفلسطينيون املاكهم وبيوتهم ومزارعهم واحلامهم في حلول النكبة الفلسطينية. لا يمكن ان يتصور الماسي التي عاشها الشعب الفلسطيني بحدوث النكبة، ولعل اقرب ما يمكن ان يتصوره كل انسان في هذا الكون حول ماهية النكبة الاولى في فلسطين ، فقط عليه ان ينظر اليوم الى احداث غزة من جرائم ارتكبت بحق الانسانية واعلن عنها انها جرائم حرب ، من خلال المؤسسات الدولية والمحاكم الدولية.  لقد ارادوا لغزة ان تحدث النكبة الثانية وقد حصل ذلك لكن اصرار الناس على الموت وعدم الهجرة هو الذي منع حدوث التهجير ، لكن كل بنود النكبة الثانية بتفاصيلها قد حصلت انام العالم دون ان يحرك ساكنا.

الاطماع الاسرائيلية لن تقف عند حدود فلسطين، والمتهورون في هذا العالم الذي يلبي اطماعهم موجودون ، وبجهود اللوبي الصهيوني يصلون الى سدة الحكم ليلبوا نداء الكيان الصهيوني  في تحقيق النوايا الاستعمارية . لقد شاهد العالم بنيامن نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وهو يعرض خارطة الشرق الاوسط باللون الاخضر من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 23.9.2023 وهي دول الشرق الاوسط التي قامت بالتطبيع او تلك التي تجري مباحثات من اجل التطبيع مع اسرائيل، ومن ثم فان نتنياهو اظهر في تلك الخارطة دولة اسرائيل باللون الازرق والتي تشمل كل الضفة الغربية وقطاع غزة دون ان يشير الى المناطق الفلسطنية بانها مناطق الدولة الفلسطينية المستقبلية. الاطماع الاسرائيلية تتصدر الموقف السياسي ايضا باهداف ذات بعد اقتصادي، منها الغاز على سواحل غزة ، وكذلك قناة غوريون التي تربط خليج العقبة بالبحر المتوسط ، اضافة الى طريق الهند الاقتصادي  الذي يربط الهند بالخليج العربي ، والخليج العربي باوروبا. 


 

تعتبر تصفية القضية الفلسطينية من الاولويات لرئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ، والائتلاف الحكومي  من احزاب اليمين الاسرائيلي الذي يتزعمه كل من بن غافير وسيموريتش . لذا فان الاستيطان في الضفة الغربية ينتشر بشكل واسع ومتسارع في الضفة الغربية وتذلل له كل العقبات. مما ان تعزيز الانقسام في قطاع غزة بتقديم الدعم لحركة حماس من نتنياهو وتامين المنحة القطرية بقيمة مليون دولار امريكي كان يصب في هذا الاتجاه منح اي وحدة فلسطينية تقود الى دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس.

التوجهات الاسرائيلية بالنسبة للفلسطينين الذين يسكنون الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى عرب 1948، فان المشروع الاسرائيلي الذي تعمل اسرائيل عليه هو تهجيرهم الى الاردن ومصر. وقد سارعت الدولتان الى اعلان اغلاق حدودهما امام اي عملية تهجير للفلسطينين  الى الخارج. لقد وجدت اسرائيل في الهجوم الذي شنته حماس على غلاف غزة ذريعة لتنفيذ ماربها وسياساتها  على الفلسطينين في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية ايضا اقدمت اسرائيل على تنفيذ سياسات قهرية وشنت الهجوم تلو الاخر على مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية بحجة وجود مسلحين. 

اما اعلان اسرائيل عن مؤسسة الانروا مؤسسة ارهابية فان ذلك ياتي في اطار تصفية القضية الفلسطينية بما يحمله ذلك من دلالات ومعاني ، من اهم مؤسسات الامم المتحدة التي تشرف على شؤون اللاجئين الفلسطينين في مناطق تواجدهم .

اليوم وفي حمى الدعاية الانتخابية فان دونالد ترامب المرشح الجمهوري في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، يستميل الناخبين والممولين اليهود . في حشد من الحركة الصهيونية كانت ارملة الثري الملياردير اليهودي ” شيلدون اديلسون” التي تدعم حملته الانتخابية ووعدت بدعم هذه الحملة بقيمة مائة مليون دولار اذا اعترف ترامب ان الضفة الغربية هي جزء من ارض اسرائيل. لذا فقد اعلن ترامب في هذا الخطاب ان دولة اسرائيل وجب ان تتوسع انها دولة صغيرة الحجم !. وينظر الى ان ترامب يفي بوعوده التي يقطعها على نفسه ، فقد اعلن عن القدس عاصمة لدولة اسرائيل. ترامب ينشد دعم الحركة الصهيونية واليهود وهذا الاعلان يمنحه الدعم الكافي للفوز. ان هذا الاعلان وللمرة الثانية فان ترامب يقوم بالتبرع بما لا يملك لمن لا يستحق!.

فوز ترامب له تبعات قد يكون لها مؤثرات على شكل المنطقة برمتها ، وان المنطقة التي تجلس على حمم بركانية ،  من المحتمل ان تثور ولا يعلم احد اين ستصل حممها. بعض الصحف الغربية اشارت ان فوز ترامب يعني  ان يوم القيامة قد اقترب تلميحا الى ما يحمله فوز ترامب من اجندة يريد تنفيذها اثناء فترة رئاسته الجديدة للولايات المتحدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب