
المرسال جاكم وفتش وما لقاكم.
بقلم د. منال حسن مختار.
هي واحدة من الألعاب الشعبية السودانية….كنا نمارسها في العصريات وفي الليالي تحت ضوء القمر….. وهي عبارة عن مرسال وتفاوض لطلب عروس…. ويقف وفد مرسال الطلب المكون من أكثر من شخص مقابل وفد أهل العروس ويبدأ التفاوض بمقدمة نرددها بصوت لحني ونقول فيها:
المرسال جاكم وفتش وما لقاكم… بريلا بريلا بريليلا…وعلى ذات وزن بريليلا جاء بريليويو المبعوث الأمريكي للسودان يحمل رسالة من دولته لطرفي ال-حرب العبثية وفتش وما لقى الجيش.
وعندما يذكر الجيش السوداني يذكر العناد والتعنت من خلف واجهة السيادة والكرامة.
ومنذ بدء المفاوضات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لإيجاد حلول للوضع في السودان يقف الجيش موقف العناد المتشدد ضارب بالشعب السوداني عرض الحائط وكأنه كعنصر سيادي لا شأن لها بالشعب والدولة.
وماهو معروف على مر تاريخ المفاوضات في العالم أنه عندما تكون على الجانب الآخر من طاولة للتفاوض يكون هنالك اختلاف على مستوى المواقف من حيث نقاط القوةوالضعف . فتجد طرفاً يمتلك لنقاط قوة أكثر من نقاط الضعف والعكس صحيح حيث هنالك طرفاً تفوق نقاط ضعفه نقاط قوته.
وطرف التفاوض في مفهومه المنطقي هو ما يمتلكه الطرف من نقاط وبحسب هذه النقاط يكون وصفه الاعتباري من حيث القوة والضعف .
وتكمن أهمية نقاط القوة في القدرة على مواجهة المواقف التي يتعرض لها الطرف، كما أنها تحدد كيفية الحل، فضلا عن كونها معيار يستخدم لتحديد الصفات التي يتميز بها الطرف من حيث الجوانب الإيجابية والسلبية ونوع الأسلوب.
ومن أبرز نقاط القوة على طاولات التفاوض الثقة التي تمنح الطرف القدرة على تقديم نفسه ومدى دعمها لقوة التأثير….وكذلك من نقاط القوة قدرة الاستجابة للمتغيرات الأمر الذي ترتبط به القدرة على التأقلم الداعم للمواجهة….وتعتبر القدرة على الدفاع من أهم نقاط القوة لأنها تحيل دون الخضوع للتأثيرات … وأيضا لابد من الاستفادة من الإرث التاريخي بالشكل الذي يدعم موقف الأطراف في عملية التفاوض .
ووفق لهذا التصنيف يكون عكس ماورد من نقاط قوة هي نقاط الضعف مع إضافة لبعض الملاحظات مثل:
* الفكر العنصري المتعصب.
* الفشل في الجانب الدفاعي.
* الانطوائية في التجاوب مع الرؤى والأفكار.
* الفشل في إيجاد الحلول.
* عدم امتلاك مهارات القيادة وحسن الإدارة.
* الفشل في التعامل مع المتغيرات ومواجهة التحديات.
* ضعف خاصية الانتماء .
ومن أكثر النقاط تأثيراً في نقاط القوة والضعف هو ما يعرف بنظام إدارة الأداء، لأنه يضم مجموعة من العناصر المؤثرة منها:
* عنصر مهارة التواصل التي تؤثر في طريقة استقبال الأحداث وتقييم المواقف.
* عنصر الاجتهاد وهو التفاني لأجل تحقيق الأهداف.
* عنصر المرونة للتكيف مع المتغيرات.
* عنصر الانتباه وكيفية التعامل مع التفاصيل لأجل تحديد الأولويات.
* عنصر القدرة لتوفير المقدرة على حل الاشكالات والمشاكل بواسطة منهجية التحليل والتفكير الإبداعي.
* عنصر الثقة في القدرة على القيام بالعمل والمهام.
* عنصر الوفاء المرتبط بأخلاقيات التعامل.
* عنصر الرؤية التفائلية لتحفيز الأداء.
* عنصر الدوافع الذاتية لمواصلة السعي.
* عنصر التفكير النقدي لتحديد التوقعات المحتملة.
* عنصر تكييف الاستراتيجيات لتحقيق النتائج المرجوة.
* عنصر المبادرات والتحفيز.
وفي ظل ما يحدث من عدم مسؤولية في هذه ال-حرب العبثية اللعينة من قبل أطرافها وسوء الإدارة للمسؤوليات من قبل حكومة الأمر الواقع فمن الصعوبة بمكان أن يكون هنالك حل لهذه الأزمة وذلك بسبب عدم توفر القدرة على التعامل مع التحولات ومقاومة المتغيرات، بجانب أسلوب المماطلة، وعدم القدرة على إدارة الأهداف وقلة الحيلة، وضعف الأفق، والتعنت، وعدم التقدير الصحيح للمخاطر. كل ذلك من شأنه مزيدا من التعقيدات .
ولعل مبعوث بريليللا يجد الطرف الآخر في مفاوضات وقف ال-حرب بوصف النقاط .