
العفوية الشعبية
بقلم الدكتور عزالدين دياب
العفوية الشعبية : هي إحساس روحي وجداني يتكون خلال التجربة الاجتماعية في المجتمعات التاريخية،وفي هذا الإحساس معاناة وهموم وصبر وتطلع إلى المستقبل،إذاً ؛ هو جُبُلَّة نفسية فيها الماضي والحاضر والمستقبل،والعفوية في هذه الحالة العين البصيرة التي يرى فيهاالشعب مستقبله،فتحرك إرادته ليتخطى تحدياته ويتجاوز عوائقه،وتشكل له مرشداً ليسلك الطرق التي توصله إلى أهدافه،فتتحول في مشاعر الجماهير إلى قوة تُغَزِّي الإرادة الشعبية لبلوغ أهدافها،والعفوية قوة ورؤية تستقيظ في اللحظات المصيرية،وهي في حالة الاستيقاظ، حاسةذهنية وعقلية سادسة وبعيون مستقبلية.
والعفوية الشعبية الجماهرية في مجتمعنا العربي حققت طفرات مهمة في تاريخه ،جاءت تعابيرها مرة في ظهور الدين الاسلامي،ومرة في الفتوحات العربية،ومرات أخرى في بناء حضارة عربية إسلامية لها رسالتها تجاه الأمم،وفي اليقظة العربية الجديدة التي حملت مهمة نهوض الأمة العربية،والخلاص من الفرقة والانقسام والتخلف،والمصاحبة مع الدور الحضاري العربي،الذي كلفت به غداة ظهور الإسلام في الجزيرة العربية،لذلك هي حمالة لأهداف الجماهير العربية الحقة التي لايخالطها باطل على الإطلاق.
العفوية الشعبيةلها كلمة سر ممثلة في قدرتها على الاستيقاظ في ساعة الخطرفهمومها وأهدافها تأتي كتعبيرات ذهنية، تتلاقى في فضاء المجتمع لتشكل شبكة تتلاقى فيها الإرادات مسكونة بالمبادىء والأهداف.
قلت لصديقي لاتسهن أبداً بالعفوية فهي التي أحدثت في حياتنا العربية الفلتات التاريخية التي أوصلتنا إلى بر الصين،وبنت لنا الأندلس العربية،ومحراب بواتييه قرب مونبلييه.
وكلمة السر التي أتينا عليها”ليست نظرية يبرهن عليها،وليست دستوراًً رياضياً،ولكنها هي الميزة التي تميز الإنسان في كل عصر كل قطر..عفويته التي تميز بين الصدق والكذب.فهذه الروح العفوية التي تغذيها التجارب، ويصقلها الفكر والبحث،ولكن لاتوجدها التجارب،ولا العلم ولا الفكر.
هذا هو المقياس وكلمة السر-ميشيل عفلق-في سبيل البعث-ج1-ص 21- 1953-الإيمان.”
عزالدين دياب 6-8-2021