مقالات

غزة : حرب استنزاف للجيش الإسرائيليّ…

غزة : حرب استنزاف للجيش الإسرائيليّ…

علي اوعمو.

مُذ احتلال
العدوّ
الإسرائيليّ
للأراضي
الفلسطينيّة
عام ٤٨ و
هو يرتكبُ
جرائمَه في
حقّ المَدنيّين
العُزَّل
الأبرياء مِمّن
لمْ يتمّ
تهجيرهم إلى
خارج
الوطن.
جرائم بشعة
و إبادات
جماعيّة يندى
لها الجبين،
و منذ
"النكبة" و
المُقاوَمة
الفلسطينيّة
تُدافع عن أرضها بما أوتيَت من قوّة؛ و ابتداءً من ذلك التاريخ و هي تتطوّر و تتقدَّم في أساليب القتال و تقنيات الجهاد
و تكتيكات الحرب إلى أن وصلت من الجاهزيّة إلى ما وصلت إليه اليوم، حيث أصبحت تملك الآلاف من المُقاتِلين
المُدَرّبين أحسن تدريب و أضحوْا يصنعون أسلحةً فتّاكة محلّيّة لم تكُن تخطر بِبال الكيان الصهيوني.. لقد أبهرت
المقاومة الباسلة في غزة و الضفّة العالم و أرعَبت إسرائيل و قذفت في قلوب جيشها الرعب، أصبحت المقاومة تُكبّد
الكيان المحتلّ خسائر فادحة في الأرواح و العتاد، و قد مرّت قرابة أحد عشر شهراً من الحرب و لم تقوى إسرائيل على
تحقيق أهدافها المُعلنة: القضاء على حركة المقاومة و تحرير أسراها بالقوّة و احتلال القطاع. مُنيَت إسرائيل بهزيمةٍ
نكراء في غزة، رغم امتلاكها لجيش كبير عدداً و عُدّةً، آلاف مُؤلَّفةٌ من جنودها يُقتلون و يُجرحون و مئاتٌ من دباباتها

و ناقلات جندها المُصفَّحة الحديثة الصنع تُدمَّر علاوة على جرّافاتها و غيرها، إسرائيل اليوم، في حيْرة من أمرها فيما
يتعلّق بحربها على غزة، الحرب التي كلّفتها المَلايير من الدولارات و التي شلّت اقتصادها. حرب أنهكت جنودها الذين
يُصرّحون بأنهم غير قادرين من تحقيق أيّ من الأهداف التي سطّرها مسؤولوهم السياسيون، لأنّ الأمور مُعقَّدة في
غزة؛ و أنّ رجال المُقاوَمة منتشرون في كلّ مكان، فوق الأرض و تحت الأرض و بين رُكام البيوت المُدمَّرة و بين
الأشجار، يعرفون جُغرافيا المنطقة و تضاريسها بدقّة مُتناهية.. يخرجون لهم من حيث لا يحتسبون، يزرعون العبوات
الناسفة في الطرقات و المسالك، و يُلغِّمون المنازل يستهدفون بها جنود الكيان الذين يحتمون بداخلها.. تستخدم حركة
المقاومة أساليب متنوعة و مختلفة في القتال لم يتعهّدها الكيان من قبل، يقوم رجال غزة الأبطال بالعمل على استنزاف
الجيش الإسرائيلي و يتوعّدون بأنّهم مستعدون لحرب طويلة الأمد بنفس الإرادة و بنفس القوة، و سيُكبّدون العدوّ
خسائر كبيرة في أرواح جنوده و عتادها، و يؤكّدون أنّ لديهم أسلحةّ لم يتمّ استخدامُها بعدُ في هذه الحرب..
إنّ بسالَة المقاوَمة و إيمانَها بقضيتها العادلة و إصرارها على الانتقام لشهدائها جعلها مصرة على مواجهة الكيان في
ميدان الحرب داخل غزة و في كلّ أرجائها حتى تحقّق النصر و تدحر الكيان من غزة كلّ غزة، و تُرغمه على الرضوخ
للشروط التي وضعتها حماس، من إيقافٍ للحرب على الشعب في غزة و انسحاب القوات الإسرائيليّة من قطاع غزة و
فتح المعابر و السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع و التفاوض على تبادل الأسرى و المعتقلين في
سجون الاحتلال..
ستنتصر حماس و فصائل المُقاوَمة عاجلا أم آجلاً لإدراكها أن الجيش الإسرائيلي غير مؤهّل لخوض حرب طويلة الأمد،
ذلك أنّه يخوض حربَ استنزافٍ لا يقوى على تحمُّل تَبِعاتها، خاصَّة و أنه يواجه رجالاً يُحسنون و يتقنون فنون حرب
الشوارع التي لا يفقه فيه الكيانُ شيئاً..

كاتب من المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب