لا المُظاهرات و لا المُفاوضات يُمكنها انْهاء الحرب على غزة..

لا المُظاهرات و لا المُفاوضات يُمكنها انْهاء الحرب على غزة..
بقلم علي او عمو.
إذا كان الشعب الأمريكي في معظمه مُتعاطِفاً مع الشعب الفلسطينيّ الذي يُباد في غزة، فإنّ السياسيّين
من الديمقراطيّين و الجمهوريّين على حدٍّ سواء يُسانِدون إسرائيل في مجازِرِها التي ذهب ضحيتَها
عشرات الآلاف من القتلى و الجرحى، البيت الأبيض لايزال يمُدّ الكيان الصهيوني بجميع أنواع
الأسلحة الحديثة للاستمرار في مذابحه في حقّ المدنيّين الأبرياء العُزَّل.. لا يُتوَقَّعُ من الإدارة الأمريكيّة
تغيير موقفِها تُجاه إسرائيل، فأمريكا مع إسرائيل قلْباً و قالَباً و يستحيل أنْ تتخلّى عنها أبداً، و ما
استقبال نتنياهو في الكونكريس الأمريكي بالتصفيق من جميع أعضائه إلّا دليلٌ قاطِع على تأييد جميع
السياسيّين الأمريكيّين لما تقترفه إسرائيل من جرائم بَشعة في قطاع غزة..
أما مظاهرات الجمهور الإسرائيلي، في تل أبيب و القدس و حيفا و في غيرها من المُدن الفلسطينيّة
فلن تُغيِّر من الأمر شيئاً مادام الجيش الإسرائيلي لمْ يتلقَّ بعدُ ضربَةً قاسيَةً في قطاع غزة، ذلك أن
إسرائيل لا تعرف إلّا قوة السلاح، لن تنسحب من القطاع و لن تُوقِفَ حربها على الشعب الفلسطينيّ إلّا
بعد مُفاجأَةٍ من المقاومة مثل ما وَقَع في السابع من اكتوبر الماضي، فالمسؤولون السياسيون و
العسكريون في إسرائيل مُصِرّون على القضاء على المُقاومة و قتل و جرح أكبر عدد من الشعب
الفلسطيني و تهجير عدد كبير منهم خارج القطاع، إلّا أنّه في حال تكَبُّدِ قُواتِه مئات من القتلى و
الجرحى، سيلجأ إلى طلَب الهُدنة و إيقاف الحرب و الجُنوح إلى المُفاوضات و الرضوخ لشروط
حماس، التي وافقت عليها إسرائيل سابِقاً و أخلّت بوعدها، علما أنّ الخطة هي خطة أمريكية، وافقت
على بنودها حركة حماس.
أما بالنسبة لإسرائيل، فهي في مأزق حقيقي ، فجيشها عالق في وَحَل غزة؛ لا يقدر على تحقيق أهداف
الحرب ولا تحقيق و لو صورة نصر، ولا يقدر على إنهاء الحرب بحكم تَعَنُّت نتنياهو واستمراره في
وضع شروط جديدة في كل مرة..
وقد تضمنت هذه الشروط الجديدة ١ _ منع عودة من سمّاهُم (المسلحين الفلسطينيين) من جنوب
قطاع غزة إلى شماله.. ٢ _ القيام بتفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع
عن جنوبه. ٣ _ بقاء الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي سيطر
عليه في ٢٩ مايو الماضي.. إنّ هذه الشروط التي أضافها نتنياهو إلى ما يُسمّى (مقترح الصفقة) هي
شروط تعجيزية و لن تؤديَ إلى أيّة صفقة حول تبادُل الأسرى الإسرائيليّين و المسجونين
الفلسطينيّين، و الغرض من هذا كله هو إطالة أمَد الحرب على الشعب في القطاع علّ نتنياهو يُحقِّق و
لو نَصراً صورياًّ يُقدِّمه للجمهور الإسرائيليّ..
كاتب من المغرب.