مقالات

المناظرة كانت عادية وربما أقل بقلم الدكتور ضرغام الدباغ-العراق-

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ-العراق-

المناظرة كانت عادية وربما أقل
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ-العراق-
على مدى، عدة انتخابات أمريكية تابعتها، منذ السبعينات، بوسعي القول، أني لم أتوصل لنتيجة أن المناظرات فقرة مهمة، ولا أعتقد أنها تؤثر إلا بنسبة ضئيلة جداً في الموقف الانتخابي، وهذه المناظرة التي جرت أمس (10/ أيلول/2024) لم تكن أسوء المناظرات، وترامب كشخص قد لا يمتلك الصفات الممتازة لتبوء هذا المنصب، الذي بلغه قبله رؤساء (موظفون) أقل مقدرة منه ,وأعتقد وأنا المتخصص بالشؤون الأمريكية (أكاديمياً) منذ السبعينات، أن الانتخابات لا تنطوي إلا على قدر ضئيل جداً من فرص النجاح لأي من المرشحين، لأن الانتخابات والرئيس المقبل قد حسم أسمه ومواصفاته في مكان(أو أماكن) أخرى غير صندوق الانتخابات، فالذي ستقرره الانتخابات(بنسبة ما) من سيكون الرئيس من بين اثنان من المرشحين للرئاسة، سيان من يفوز منهما، فكلاهما مدروس بعناية شديدة لا تحتمل المغامرة والمجازفة. هذا على الأقل في الانتخابات قبل الحالية.
فالديمقراطية الأمريكية، هي أمريكية، والانتخابات كلمة كبيرة، فالمرشح للرئاسة الأمريكية المقبلة يبدأ أسمه بيالتداول منذ اليوم الأول لعهد للرئيس الفائز …! هناك دوائر عديدة، تبدأ بطرح أسماء المرشحين، ثم تناقش أسماءهم في الحزبين : الجمهوري، والديمقراطي. ثم يبدأ البحث والتنقيب في كل شيئ، ثم يجري وزن جميع المعطيات بدقة تامة، وقد تمون هناك زلات في تاريخ المرشح، وتدرس كل زلة على حدة لينظر بدرجة جدية خطورتها. فمثلاً في ملف الرئيس كلينتون، أنه حين كان يدرس في بريطانيا( جامعة كمبرج) قد اشترك في تظاهرة ضد الحرب في فيثنام. ولكن هذه المعلومة اعتبرت غير مهمة، لأنه يحتمل أنه (كلينتون) قد فعل ذلك اخاطر عيون بنت أحبها، فهو مغامر نسائي من الطراز الأول، وهذه ليست مؤشر سيئ جداً، فالكثير(وربما معظم) الرؤساء الامريكان يتمتعون بمغامرات نسائية.
وحتى يحين يوم الانتخابات يكون أسم المرشح للرئاسة قد أشبع بحثاً ودراسة، ويصل للمباراة النهائية (Final) اثنان، وبالنسبة للدولة (الخفية) العميقة سيان من منهما يفوز، وبصرف النظر عن التصريحات خلال الحملة الانتخابية، فإن الموضوعات ذات الطابع الاستراتيجي سيبقى في جميع الأحوال مكان دراستها وإقرارها هي دوائر الدولة العميقة.
قرأت الكثير من التعليقات والتعقيبات حول المناظرة بين المرشحين: هاريس وترامب، ولكن أصح ما قرأت هو ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، حول المناظرة، حين شبهته بالنزال الذي دار على متن السفينة “تيتانيك” قبل 15 دقيقة من الاصطدام بالجبل الجليدي ما تسبب في غرقها لتصبح واحدة من أسوأ الكوارث بالتاريخ الحديث. وأجد هذا التشبيه دقيقاً جداً سياسياً وفلسفياً. فقادة تيتانيك كانوا قد أدركوا أنهم مصطدمون لا محالة بالجبل الجليدي، ولكن باخرة عملاقة كتيتانيك قرار إيقافها، أو جدوى المناورة يجب أن يتخذ بوقت أبكر من 15 دقيقة … ولذلك كان الوقت غد غدا متأخراً للقرارات المنقذة …! والولايات المتحدة ستحصد على الأرجح ثمار أخطائها الكثيرة، ومعاداتها لشعوب الأرض، وتسببها بكوارث لا حصر لها. فالحصاد هو تراكم عقود من السنوات.
هل فعلاً أن قرار تيتانيك / الولايات المتحدة قد جاء متأخراً … أعتقد نعم، وإذا كنت أنا غير دقيق في قراري، لكن قرار المتحدثة الروسية صائب حتماً ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب