صحيفة إسرائيلية: هكذا علق الثعلب ساعر في مصيدة نتنياهو.. ماذا فعلت يا سارة؟

صحيفة إسرائيلية: هكذا علق الثعلب ساعر في مصيدة نتنياهو.. ماذا فعلت يا سارة؟
جدعون ساعر وزئيف الكين يوصفان في عالم السياسة كـ “ثعلبين” خبيرين في استغلال الفرص والتحالفات والسيناريوهات على أساس قدرة نادرة على التحليل. على خلفية هذه السمعة، يصعب الاستغراب من السهولة التي سقطا بها في مصيدة نتنياهو أو حاشيته، أو كلاهما معاً، الضالعين في إضعاف الخصوم إلى درجة تحويلهم إلى جثث سياسية، وفي الطريق ينجحون في استخراج فائدة منهم في إضعاف خصوم آخرين.
وهذا ما حدث؛ فالمفاوضات السياسية تسربت قبل انتهائها بهدف تفجيرها، وجعلت ساعر شخصاً ملعوناً وأحرقته في معسكره الحالي، كل ذلك بدون حصوله على الجائزة الذهبية، أي وزارة الدفاع. تحولت العلاقة مع ساعر إلى أحاسيس مشتركة نادرة بين المعسكرين. يحتقره البيبيون وغير البيبيين، ويشخصونه نموذجاً مزمناً لعدم الإخلاص للمعسكر الذي ينتمي إليه في لحظة معينة.
كانت خطة ساعر هي اجتياز متكرر لخطوط الليكود البيبي بهدف وراثة نتنياهو، فتنتظره هناك صعوبات غير قليلة، كما أثبت التسريب. إضافة إلى الجهات الرفيعة التي التقطت صورة وراء المتهم أمام العدسات وهي تضع الأقنعة، في الصورة المشهورة، والتي لا سبب لها لاستقبال ساعر بالحلوى والأرز، ثمة قسم كبير في منطقة الليكود وفي القطاع البيبي والكهاني لا يريد ساعر، وحتى لو قدم أنبوب أوكسجين محدث لنتنياهو، فإنه يرى فيه ما تراه فيه الأم الروحية سارة نتنياهو.
تدمير القيمة الذي أحدثه نتنياهو لساعر لم يكن لينجح لولا التعاون الوثيق من قبل الأخير. ليس هذا فقط الانهيار المضحك لـ “البديل الرسمي” أو “القيمي” لحكم نتنياهو، بل وبدرجة كبيرة هو أيضاً استعراض للاعتبار المضلل، الذي تعتبره الأغلبية الساحقة في الجمهور جنون عظمة مدحوضاً ووقحاً. هو لم يتجرأ على الانضمام للحكومة للحصول على النفوذ أو على كرسي في الكابنيت، لكنه تجرأ على الدخول إلى وزارة الدفاع أثناء الحرب الأصعب لإسرائيل، من خلال عملية تصل رائحتها السياسية الكريهة إلى درجة غير مسبوقة. يعتقد ساعر أنه موازٍ لغانتس الذي انضم لحكومة الطوارئ. ليس لدى غانتس ناخبين فحسب خلافاً لساعر، بل هم يثقون به، بحق أو بدون حق هذا مسألة أخرى، ويؤمنون بأن انضمامه للحكومة يناقض مصلحته السياسية. إلى درجة أن ساعر لا يدرك الجغرافيا التي يسير عليها والتي يمكن الافتراض أنه ما يزال يؤمن بأنه يكون رئيساً للحكومة يوماً ما.
ساعر فقد أعصابه وأضاع طريقه. وحسب رأيه، فقد سرق منه المكان الذي وصل إليه في كابنيت الطوارئ لصالح غادي آيزنكوت. من هنا بدأت حملة التدهور، التي شملت الانسحاب من المعسكر الرسمي، وبعد ذلك رفض عرض أفيغدور ليبرمان، مرة أخرى نتيجة تقدير خاطئ لقوته وأهميته.
ربما كانت العمليات في لبنان هي التي اعترضت القنبلة السياسية، مثلما تم عرض الأمور، وأن نتنياهو سيعين ساعر حقاً بدلاً من غالنت. ثمة أمور مخيفة ولا أساس لها تحدث هنا، ولم يعد بالإمكان استبعاد شيء لا يصدق.
لكن الأكثر معقولية هو أن نتنياهو، الذي خفض أهمية ساعر، يمكنه الآن الاتجار بضمه إلى الحكومة بدون حقيبة الدفاع، التي يريد أن يأخذها من غالنت على أي حال، في المقام الأول لتقليل قوة بن غفير، الذي يخرج آريه درعي عن أطواره. حتى لو أصبح وزير الآن، يصعب رؤية مستقبل سياسي لساعر.
هذه الأمور ينشغل فيها الأشخاص الذين يمكنهم إنقاذ المخطوفين من جهنم، والذين يتظاهرون من دون نجاح باهتمامهم بالمواطنين.
بقلم: رفيت هيخت
هآرتس 20/9/2024