مقالات
آثار الحرب على البيئة والهوية الوطنية في السودان بقلم الدكتور كمال دفع الله بخيت
بقلم الدكتور كمال دفع الله بخيت -الهدف السودانية -

آثار الحرب على البيئة والهوية الوطنية في السودان
بقلم الدكتور كمال دفع الله بخيت -الهدف السودانية –
إن الح-روب المشتعله حاليا في السودان، بين الجيش السوداني وقوات الد-عم السر-يع، ليست مجرد صراع على السلطة فقط ، بل تُعَدُّ تعبيراً عن مجموعة من الأزمات الاجتماعية والبيئية التي تهدد مصير الوطن ومستقبله. و فيما يلي سنستعرض كيف أن التأثيرات المدمرة للح-رب تغذيها عوامل الفساد والتمزق الاجتماعي، مما يؤدي إلى آثار كارثية على الهوية الوطنية والبيئة والاقتصاد.
أولا: التدمير البيئي والموارد:
خلال 18 شهراً من النزاع، فتح الصراع أبواباً للفساد ونهب الموارد الطبيعية. وشملت هذه الموارد الغابات والمياه، التي شهدت تلوثاً شديداً بفعل استخدام مواد سامة مثل الزئبق والسيانيد في عمليات التعدين، والتي تتم دون أي دراسات بيئية.ك او تدابير صحية وقانونية وأمنية . وهذا التلوث لا يؤثر فقط على البيئة، بل يهدد حياة وصحة المواطنين، مما يعكس عدم الاكتراث بمعاناتهم ويزيد من استيائهم.
ثانيا: تمزيق النسيج الاجتماعي:
تؤثر الح-روب الداخلية على العلاقات بين المجتمعات، مما يؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وهدم الثقة بين الجماعات المختلفة. وتفاقم التحريض العنصري والنعرات القبلية التي يمكن أن تنشأ نتيجة الصراع حتى وسط المثقفين وبالتالي ستسهم في مزيد من التباعد بين المجتمعات، مما يعيق أي جهود لتحقيق الاندماج الوطني وتعزيز النسيج الاجتماعي والتنمية وإعادة الإعمار.
ثالثا: الأزمة الاقتصادية:
بالإضافة إلى التأثيرات على البيئة والهويات الاجتماعية، فإن النزاع العسكري يؤدي أيضاً إلى تدهور الظروف الاقتصادية. وارتفاع معدلات الفقر وضعف الاستقرار يؤديان إلى ضغوط إضافية على المواطنين، مما ينذر بمستقبل قاتم. تتجلى الأزمات الاقتصادية في عدم توفر الخدمات الأساسية، مما يزيد من حالة اليأس بين الناس وتفشي انواع جديدة من السلوكيات والجريمة غير معهودة ستقود الي تحولات اجتماعية خطيرة تساهم في خلق واقع اجتماعي سوداني سلبي جديد
رابعا: المسؤولية الأخلاقية:
إن مسؤولية الأفراد والأطراف المتنازعة في التأثير على البيئة والنسيج الاجتماعي تتطلب وقفة حاسمة. حيث يجب أن نضع الجميع في إطار واحد للتعامل مع آثار الح-رب، حيث يتطلب الأمر تبادل الحوارات الجادة والمشاركة الفعالة من جميع شرائح المجتمع لتعزيز الوحدة الوطنية.
الخلاصة:
لخروج السودان من أزمته، يحتاج الجميع إلى العمل من أجل تعزيز السلم والتسامح الوطني. وإن معالجة التحديات البيئية والاجتماعية التي نشأت جراء الح-رب تعد خطوة أساسية نحو السعي باخلاص لبناء هوية وطنية متجددة وإعادة إعمار الوطن. فالاستقرار الدائم لا يُمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتناء بالبيئة والإنسان معاً، وبناء ثقة متبادلة بين المجتمعات المختلفة في السودان.