أهالي جباليا في غزة… بين الأسى والسعي إلى البقاء
أهالي جباليا في غزة… بين الأسى والسعي إلى البقاء
يؤكد هاشم أبو سوسف عسلية (70 عاما) أن العملية الإسرائيلية الأخيرة، تسببت بالمزيد من الأسى. ويقول: “حياتنا يأس في جباليا. كل شهر نقوم بالنزوح”، مضيفا: “منذ أول يوم في الحرب نزحنا 12 مرة. هذه حياتنا”.
يصف أهال عالقون في جباليا في شمال قطاع غزة معاناتهم بين الحزن على أحبائهم المفقودين، وسعيهم إلى البقاء والاستمرار مع شُحّ الغذاء والقصف المستمرّ، بينما تبدو أجهزة الطوارئ عاجزة عن الوصول إلى الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض.
يقول محمد أبو حليمة (40عاما)، من جباليا: “عندنا الأوضاع كارثية في الشمال، لا نعرف أين نتوجه. القصف لا يتوقف”.
ويضيف أن “الناس محاصرة في بيوتها، وبينهم شهداء وجرحى”.
ويشير أبو حليمة إلى أن “عدد الشهداء كبير وناس تحت الردم مفقودة، منذ أكثر من أسبوع: لا أمل، ولا مياه، ولا يوجد مقومات حياة”.
وفي الأسبوع الماضي، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في المنطقة، بعد إعلانه فرض حصار عليها، ما فاقم معاناة مئات آلاف الأشخاص العالقين هناك، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ومنذ بدء تطويق جباليا، يؤكد السكان ومسؤولو الرعاية الطبية والدفاع المدني، أن القصف الكثيف والطرق المغلقة، تحول دون إيصال المساعدات الطبية.
ويؤكد مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، الطبيب حسام أبو صفية: “نحن تحت الحصار الإسرائيلي”.
ويفيد أبو صفية بأن المستشفى لا يملك سوى “كمية قليلة” من الوقود تكفيه لأيام قليلة، مضيفا: “نقدم الخدمة بالحد الأدنى صراحة، والطواقم الطبية منهكة، وعدد الأطباء قليل جدا”.
ويضيف: “نعاني حصارا على الطعام والأدوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية، وحتى حصارا على الوقود القادم من الجنوب إلى الشمال”.
والسبت، تجمع أفراد عائلة وهم ينتحبون على أقارب لهم استشهدوا في جباليا، وقد لفت جثامينهم بأكفان بيضاء.
ويؤكّد الدفاع المدني في غزة، أن جهود الإنقاذ تعطلت بشكل متزايد بسبب القصف العنيف ما يمنع طواقمه من الوصول إلى الأماكن التي استهدفتها الغارات، حيث دفن الكثيرون تحت الأنقاض.
ويؤكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أنه “يوجد عشرات المفقودين تحت الأنقاض، لا نستطيع الوصول إليهم إطلاقا”.
ويوضح أن عددا كبيرا من الناس استشهدوا، منذ بدء تكثيف العملية العسكرية في جباليا في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وقتها، بدء عمليات جديدة في أجزاء من غزة، وحاصرت قواته منطقة جباليا، فيما قال محللون إن حماس تعيد رصّ الصفوف، رغم الضربات المتواصلة والقتال العنيف المتواصل منذ أكثر عام.
واستهدفت القوات الإسرائيلية جباليا بشكل منتظم منذ بدء الحرب على غزة، ما دفع الكثير من سكانها إلى النزوح.
وأكدت حماس أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة، إجرامية، مؤكدة أن “استمرار الحملة العسكرية الإجرامية على شمال قطاع غزة (..) في ظل تفاقم الحالة الإنسانية ومنع إدخال المواد الغذائية والإغاثية وسعي جيش الاحتلال لإخلاء المستشفيات وإخراجها من الخدمة، هو عملية إبادة موصوفة ومكتملة الأركان”.
ويؤكد هاشم أبو سوسف عسلية (70 عاما) أن العملية الإسرائيلية الأخيرة، تسببت بالمزيد من الأسى.
ويقول: “حياتنا يأس في جباليا. كل شهر نقوم بالنزوح”، مضيفا: “منذ أول يوم في الحرب نزحنا 12 مرة. هذه حياتنا”.