تحقيقات وتقارير

الطلبة في غزة يتمكنون من خوض اختبارات الثانوية العامة.. تشمل عشرات الآلاف منهم وسط الحرب والدمار

الطلبة في غزة يتمكنون من خوض اختبارات الثانوية العامة.. تشمل عشرات الآلاف منهم وسط الحرب والدمار

تمكن طلبة في الثانوية العامة بغزة، من خوض الاختبارات عبر الإنترنت، لإنقاذ العام الدراسي لهم، وسط الحرب والدمار، ما أعاد الأمل لهم بإمكانية اجتيازها، بعد أكثر من 14 شهراً من حرب الإبادة الإسرائيلية.

بحسب وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة، بتصريحاتها لـ”عربي بوست”، فإنها تمكنت من عقد اختبارات افتراضية لنحو 29 ألف طالب وطالبة من طلبة الصف الحادي عشر الثانوي، تحضيراً لإلحاقهم بصفوف الثانوية العامة، التي من المتوقع أن يتم عقد اختباراتها العام المقبل 2025.

مثّلت هذه الخطوة بارقة أمل بالنسبة لآلاف الطلبة الذين يواجهون مصيراً مجهولاً، فقد تسببت الحرب بتعطيل المسيرة التعليمية لما يزيد عن 600 ألف طالب وطالبة، أكثرهم تضرراً طلبة الثانوية العامة بغزة الذين لم يتمكنوا من تأدية اختباراتها لعام 2024.

حاولت الوزارة سابقاً عقد هذه الاختبارات صيف عام 2024، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق ذلك بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، في حين أنها استطاعت إنجازها هذه المرة رغم الصعوبات والحرب، وهو ما وصفته الوزارة باجتياز العقبة الأولى في خطتها الرامية لإنقاذ العام الدراسي لطلبة الثانوية العامة.

نجاح عقد الاختبارات، يعني أن اختبارات الثانوية العامة بغزة في حال إجرائها العام القادم 2025، ستكون عن عامين دراسيين.

يتوقع أن يشارك فيها أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، افتراضياً (عبر الإنترنت)، إذ إن متوسط طلبة الثانوية العامة بغزة يقترب من 35 ألف طالب وطالبة في العام الواحد.

المدارس في غزة تعرضت للتدمير الممنهج والاستهداف رغم لجوء النازحين إليها/ عربي بوست
المدارس في غزة تعرضت للتدمير الممنهج والاستهداف رغم لجوء النازحين إليها/ عربي بوست

“إنقاذ مستقبل الطلبة”

المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، صادق الخضور، قال لـ”عربي بوست”، إن “عنوان الخطة التي أعدتها الوزارة للتعامل مع واقع غزة التعليمي في ظل الحرب، محاولة استدراك ما يمكن استدراكه لإنقاذ مستقبل الطلبة من الضياع”.

وأضاف: “نجحنا رغم ظروف الحرب القاسية من عقد اختبارات لـ29 ألف طالب من أصل 35 ألف طالب، وهي نسبة ممتازة بالنسبة لواقع غزة، ومن الممكن أن نبني على هذا النجاح لباقي المراحل التعليمية، بما فيها الثانوية العامة”.

وقال خضور: “بالنسبة لنا، فالأولوية هي عقد الاختبار وجاهياً، حال نهاية العدوان، ولكن في حال كان من الصعب ذلك، فلدينا تجربة ناجحة بعقد الاختبارات إلكترونياً”.

وأضاف أنه “من أجل ذلك، قمنا بتجهيز الآلية الإلكترونية الخاصة بذلك، ومنها تحضير بنك الأسئلة، وإلحاق طلبة الثانوية العامة بغزة للعام الماضي بمدارس افتراضية يدرّس فيها معلمون من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإعادة إنتاج الرزم التعليمية، ونشرها، وتنزيل مواد الثانوية العامة على المنصات التعليمية الرسمية”.

أوضح أن من بين هذه المناصات: “منصة المواد الإلكترونية للتابعة للوزارة E-School، ومنصة Wize التعليمية، بالتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية في الأردن”.

تابع خضور: “خطتنا هي دمج عامين دراسيين في عام واحد، من خلال تفعيل الصفوف الافتراضية، وبعض المراكز التعليمية التي يشرف عليها أفراد ومؤسسات، إذ جرى اعتماد نحو 3300 معلم ومعلمة من قطاع غزة والضفة الغربية”.

عن مهام المعلمين، أوضح أنها “ستكون محددة بتأهيل الطلبة خلال وقت قصير بمدة لا تزيد عن ثماني أسابيع، قبل عقد الاختبارات في فبراير/ شباط بالنسبة لطلبة العام الماضي مواليد 2006، ودورة صيفية للطلبة الجدد من طلبة مواليد 2007”.

وقال: “نحن منفتحون على التعامل مع الجميع، ونراعي كل الملاحظات، سواء من الطلبة أو المراكز التعليمية والمدرسين، حيث سيتم تدريس الطلبة بنظام الرزم، التي تم إعدادها وتحضيرها من فريق فني متخصص من المشرفين التربويين، وهي تضم جميع المواد التي تم إعدادها، ليتمكن الطلبة من ربط المواد ببعضها البعض، لتحقيق تكامل عمودي للمباحث، بحيث تكون هذه الرزمة من حيث عدد صفحاتها أقل من الكتاب الوزاري”.

مع ذلك، شكل نجاح تجربة الصف الحادي بارقة أمل بالنسبة لآلاف الطلبة الذين انتظروا طويلاً لمعرفة مصيرهم، بعد عام من واقع مجهول عاشه طلبة غزة.

فرحة طلبة الثانوية العامة بغزة

عمر نعيم من غزة، أحد الطلبة الذين نجحوا في اختبارات الحادي عشر، قال لـ”عربي بوست”: “كانت تجربة الاختبارات التي عقدتها الوزارة مفاجئة بالنسبة لنا من ناحية سلاستها وقصر الأسئلة ومراعاة الوزارة لظروف الحرب، وهذا ما كنا نعوّل عليه، ونأمل أن تعمم هذه التجربة على باقي الصفوف الدراسية”.

أما طالبة الثانوية العامة بغزة رغد الخطيب، فقالت لـ”عربي بوست”: “نأمل أن تنتهي هذه الحرب قريباً، حتى لا يضيع علينا عام دراسي آخر، فهذا الهاجس يؤرقني كثيراً”.

وأضاف: “نأمل أن تنعقد الاختبارات بموعدها في فبراير/ شباط من العام القادم 2025، حتى يكون لنا متسع من الوقت يسمح لنا باختيار تخصصاتنا الجامعية، سواء في غزة أو خارجها، دون تأخير إضافي”.

الحرب الإسرائيلية حرمت طلبة الثانوية العامة بغزة من الامتحانات/الأناضول
الحرب الإسرائيلية حرمت طلبة الثانوية العامة بغزة من الامتحانات/الأناضول

تسببت حرب الإبادة على غزة بتدمير واقع التعليم في القطاع، فعلى صعيد الخسائر البشرية، تسببت الحرب بارتقاء أكثر من 15 ألف طالب وطالبة، و755 معلماً.

أما الخسائر المادية، فقد دمرت الحرب أكثر 132 مدرسة بشكل كلي، وتضرر 348 مدرسة أخرى.

عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب