مقالات

التعصب القبلي في السودان كان سببا من اسباب الحرب فهل يكون سببا من اسباب النهضة المرجوة ؟  بقلم عبدالحميد يس

بقلم عبدالحميد يس -السودان -

التعصب القبلي في السودان كان سببا من اسباب الحرب فهل يكون سببا من اسباب النهضة المرجوة ؟
 بقلم عبدالحميد يس
مدخل :
اندلعت الحرب في الخامس عشر من ابريل 2023لاسباب سياسية بحتة تتعلق بالمركز والسلطة وعودة النظام القديم لكن وبعد سنة ونصف علي اندلاعها تغيرت مفاهيم استمراها بتاثيرات مختلفة منها الاعلام وخلافه للتحول الي ح.رب مناطقية وقبلية وربما تتطور لتصير ح.ربا اهلية تقضي علي ما تبقي من الشعب السوداني .
تناسي السودانيون في غمرة الح.رب والنزوح المستمر والخوف والقلق والترقب والجوع تناسوا تلك الزغرودة التي تنطلق من افواه الكنداكات في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الثورة ايذانا ببداية نضال جديد ضد النظام القديم الذي تداعي وسقط بسبب الضغط الجماهيري في ديسمبر 2019. يومها لم تكن القبلية مطروحة بهذا الشكل الذي نراه الان , كان كل السودانيون بمختلف مناطقهم وسحناتهم متفقين علي ضرورة تغيير النظام القديم وبناء دولة الحرية والسلام والعدالة
لكن سرعان وبعد نشوب الح.رب بدانا نري تصدعا متزايدا في النسيج الاجتماعي والتمترس خلف اللاثنيات الضيقة الذي صار عنوان المرحلة الحالية .
ولان كل ذلك بسبب التعصب القبلي الاعمي نحاول في هذا المقال تسليط الضوء علي كيفية القضاء علي هذا التعصب
فالتعصب القبلي في السودان هو تحدٍ كبير يعيق التنمية والتقدم، ويؤثر سلبًا على التعايش السلمي بين أفراد المجتمع. للقضاء على هذه الظاهرة، يتطلب الأمر جهودًا متكاملة على المستويات كافة نجملها فيما يلي :
1. الجهود الحكومية:
• سنّ قوانين صارمة: يجب سنّ قوانين واضحة وعادلة تعاقب على أعمال التحريض على الكراهية والعنف القبلي، وتكفل المساواة بين جميع المواطنين.
• تعزيز سيادة القانون: يجب تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وبناء مؤسسات قضائية فعالة ومستقلة ولقد راينا افلات الكثير من المجرمين منالعقاب لاسباب تتعلق بالسلطة والجاه والقبيلة .
• توزيع الموارد بشكل عادل: يجب العمل على توزيع الموارد والثروات بشكل عادل بين جميع المناطق والقبائل، وتوفير الخدمات الأساسية لجميع المواطنين اذ بسبب عدم توزيعها بشكل عادل قامت هذه الحرب .
• بناء مؤسسات قوية: يجب بناء مؤسسات حكومية قوية وكفؤة قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين وتلبية احتياجاتهم.
• تشجيع الحوار والتسامح: يجب تشجيع الحوار بين مختلف القبائل والمكونات الاجتماعية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
كل هذه النقاط تحتاج جهدا مقدرا من اصحاب الاختصاص لوضعها في شكل برامج قابلة للتطبيق في المجتمع
2. دور المجتمع المدني:
• نشر الوعي: يجب على منظمات المجتمع المدني أن تعمل على نشر الوعي بخطورة التعصب القبلي وآثاره السلبية على المجتمع.
• بناء جسور التواصل: يمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورًا هامًا في بناء جسور التواصل بين مختلف المكونات الاجتماعية، وتنظيم فعاليات مشتركة تجمع بين أفراد القبائل المختلفة.
• دعم التعليم: يجب التركيز على التعليم كأحد أهم أدوات مكافحة التعصب، وتشجيع التعليم الذي يركز على قيم المواطنة والتسامح.
3. دور الإعلام:
• نشر الأخبار الموضوعية: يجب على وسائل الإعلام أن تتجنب نشر الأخبار التي تثير الفتن والنعرات القبلية، وأن تركز على نشر الأخبار الموضوعية والمهنية.
• توعية الرأي العام: يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا فعالًا في توعية الرأي العام بخطورة التعصب القبلي، وأن تشجع على الحوار والتسامح.
4. دور القيادات الدينية والاجتماعية:
• التأكيد على القيم الإسلامية: يجب على القيادات الدينية أن تؤكد على القيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح والعدل والمساواة بين جميع الناس.
• نقد الخطاب التحريضي: يجب على القيادات الدينية والاجتماعية أن تنقد الخطاب التحريضي الذي يثير النعرات القبلية، وأن تشجع على الحوار البناء.
5. دور الأسرة والمدرسة:
• غرس القيم الحميدة: يجب على الأسرة والمدرسة أن تعمل على غرس القيم الحميدة في نفوس الأجيال الشابة، مثل التسامح والاحترام المتبادل.
• التعليم على التنوع: يجب على المدارس أن تركز على تعليم الطلاب على التنوع الثقافي والاجتماعي، وأن تحترم جميع الثقافات والقيم.
بالإضافة إلى هذه الجهود، هناك بعض الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها لمكافحة التعصب القبلي، مثل:
• تشجيع الزواج المختلط بين القبائل المختلفة.
• تطوير البنية التحتية في المناطق المحرومة.
• توفير فرص العمل للشباب.
• تعزيز دور المرأة في المجتمع.
إن القضاء على التعصب القبلي هو عملية طويلة وتتطلب جهودًا مستمرة من الجميع. ولكن من خلال العمل الجاد والمتضافر، يمكننا بناء مجتمع سوداني أكثر تلاحمًا وتسامحًا.
في الوقت الذي كنا نتمني ان يكون تنوع المجتمع السوداني سببا من اسباب قوته ونهضته نري انه الان سببا من اسباب استمرار الح.رب وتذكيتها ولكن يظل الامل باقيا في ايقاف الح.رب ومناقشة المشترك بين هذه القبائل وسن قوانين صارمة لتاكيد التعايش السلمي بينها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب