لنتنياهو: كيف تقنع الحريديم بالتجنيد وضحايا حربك يزدادون يوماً بعد آخر؟

لنتنياهو: كيف تقنع الحريديم بالتجنيد وضحايا حربك يزدادون يوماً بعد آخر؟
القانون الخاطف، الاقتراح الأخير لمواصلة تهرب الحريديم بدون دفع أي ثمن جماهيري، استهدف السماح بتمويل الرعاية اليومية لأطفال طلاب المدارس الدينية الملزمين بالتجنيد. محيط رئيس الحكومة على قناعة بأنه اقتراح سيقبله الجمهور بصورة سلسة أكثر من قانون التهرب من الخدمة العسكرية، الذي تم صده بتأخير صادم، على خلفية عدد كبير من الجنازات الخارجة من بيوت شعب إسرائيل الأخرى.
ثقة الليكود والحريديم بالحل الذي تم طبخه كبيرة جداً. حتى قبل بضعة أيام، كانوا على ثقة أن بإمكانهم تمرير قانون الإعفاء من التجنيد، ومن المحتمل أنهم لا يرون المفهوم ضمناً. يعطي الائتلاف إشارات على أنه لن يدعم محاولة تمديد قانون التهرب، التي تعمل على معالجة التداعيات الاقتصادية لتهرب الحريديم بدون أي خطوة في توجه المشاركة في تحمل العبء.
“قيادة الحريديم خدعتنا”، قال أحد أعضاء الائتلاف، المطلع على المحادثات التي جرت حول قانون التجنيد. “في السابق، كانت هناك موافقة على خطة معينة، وفي هذه المرحلة كان يجب أن يكون 3 – 4 آلاف مجند حريدي. هذا هو الحد الأدنى الأقل. كان على قيادة الحريديم القول لشبابها اذهبوا للتجند”. هذا المزاج سائد في الائتلاف أكثر مما اعتقد رؤساء الائتلاف.
إذا تم الدفع قدماً بهذا الاقتراح فإن أول من يعارضونه سيأتون من “الصهيونية الدينية”. الضغط القطاعي على أعضائها كبير جداً، وهو أيضاً الذي حول رئيس القائمة، سموتريتش، من دعم قانون التهرب من الخدمة إلى موقف أكثر تشدداً، الذي قطع العلاقة بينه وبين دعم الحريديم من ميزانية الدولة. يواصل الحريديم نفس السلوك المقطوع عن الواقع والوقح، الذي يثير ضدهم المزيد من الناس والقطاعات. من البداية، رفع مطالبة الحريديم بسن قانون التهرب لم ينبع فقط من ظروف الثكل الصادمة التي تكشف وقاحتهم بصورة قوية جداً، لقد أدرك الحريديم أن جهاز الأمن امتنع أصلاً عن تنفيذ قرار المحكمة العليا، ولم يجند الحريديم (أو كما قال أحد الوزراء في الحكومة: “أصلاً لا يتم تجنيد الحريديم. فلماذا يحتاجون أصلا ًإلى قانون التجنيد”). ولكن مع العقوبات الاقتصادية المرافقة، يجدون صعوبة في التسليم بذلك.
النتيجة الفورية للنشاطات الحكومية لمعالجة تمويل من يرفضون التجنيد، هي تضرر عشرات آلاف الآباء، بينهم أيضاً حريديم ليسوا في سن التجنيد. بهدف منع العقوبة الاقتصادية للملزمين بالتجنيد، يؤخر وزير العمل يوآف بنتسور (شاس) إمكانية تقديم طلب لتمويل مراكز الرعاية في النهار المراقبة، لكل السكان. كل ذلك بدون أن يعبر الحريديم عن الاستعداد للبدء في تحريك عملية كبيرة لتجنيد أبنائهم، في حين أن “الصهيونية الدينية” و”الصهيونية العلمانية” تضحيان بنسبة عالية من أبنائهما.
نتنياهو أيضاً، الذي يظهر الآن كشخص قوي سياسياً وقادر على كل شيء، يعمل في محورين متصادمين، ويفتح المزيد من الجبهات ويرفض إنهاء الحرب. ولكنه في الوقت نفسه، لا يعالج مشكلة نقص القوة البشرية في الجيش والتآكل المتزايد في أوساط من يتحملون العبء.
من جهة، وافق على طلب “الصهيونية الدينية” بمواصلة الحرب، ولكنه من الجهة الأخرى، يتجاهل صرختها في إجراء العدالة والقيام بتجنيد الحريديم إلى جانب أبنائها الذين يتعلمون التوراة. مشروع قانون تمويل الرعاية في النهار لن يخفف الصراع، كما يعتقد الليكود، لأنهم يسمعون كل بضع ساعات مرة تلو الأخرى عن سقوط المزيد من الأبناء والآباء والأخوة والأصدقاء والجيران. هذا الأمر سيزيد الاشتعال.
في نهاية المطاف، الخيار الآن أمام نتنياهو، وهو واحد من اثنين: إما استمرار الحرب وتجنيد الحريديم، أو إنهاء الحرب والسماح بتهرب الحريديم. بدرجة ما، هذا اختيار بين ركنين من أركان الائتلاف، “الصهيونية الدينية” و”الحريديم”.
رفيت هيخت
هآرتس 30/10/2024