مقالات

انشغال العالم بانتخابات الرئاسة الأمريكية!!!  بقلم الدكتور  محمد مراد -باحث في التاريخ والشؤون الدولية. لبنان-

بقلم الدكتور  محمد مراد -باحث في التاريخ والشؤون الدولية. لبنان-المنبر الثقافي العربي والدولي

انشغال العالم بانتخابات الرئاسة الأمريكية!!!
 بقلم الدكتور  محمد مراد -باحث في التاريخ والشؤون الدولية. لبنان-
المنبر الثقافي العربي والدولي
في الخامس من تشرين الثاني ( نوفمبر) 2024 ستنتخب الولايات الأمريكية الرئيس الرقم (47) في تسلسل الرؤساء الذين يكونون قد تعاقبوا على رئاسة الاتحاد الفدرالي الأمريكي منذ إعلان دستوره في العام 1789.
في كل دورة انتخابية أي كل 4 سنوات للعهد الرئاسي تحتدم المعركة التنافسية بين الثنائي الحزبي ” الديمقراطي– الجمهوري ” في سباق تنشغل في متابعته وسائل الاعلام عبر كل الفضائيات ووسائل التواصل المرئي والمسموع والمكتوب، كما تراقبه معظم دول العالم وقوى سياسية حاكمة او ساعية للوصول الى الحكم، الكل يناقش ويجتهد ويرسم سيناريوهات السياسة الأمريكية على مستويي الداخل الأمريكي والخارج العالمي، وهناك الكثير من يذهب بعيدا في رسم التوقعات المحتملة لسلوك الرئيس الذي سيكتب له الفوز في تلك الانتخابات،حيث يعتقد الكثيرون من المراقبين أن هوية الرئيس الذي سيدخل البيت الأبيض سوف يعمل على إحداث متغيرات جيوسياسية من شأنها أن تفتح العالم على مرحلة جديدة من التشكلات في نظم السياسة والاقتصاد والايديولوجيات الفكرية والثقافية، كما على التوجس من الازمات والصراعات وإعادة تشكيل العالم على المستويات القطبية او التحالفات الدولية والاقليمية حتى على مستوى صعود او هبوط القوى داخل الدولة الواحدة..
إن قراءة تاريخية موضوعية لانتخابات الرئاسة الأمريكية منذ رئاسة جورج واشنطن- الرئيس الاول وحتى الرئيس الرقم 47 المزمع انتخابه في الخامس من ت٢ 2024، قراءة من شانها المساعدة على اكتشاف القانون التاريخي الذي حكم آليات تجدد السلطة التي تعاقبت على الولايات المتحدة عبر دورية استمرت بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في عملية تكاد ان تكون مناصفة او متساوية من حيث سنوات الحكم لكل منهما بين 1789-2024 تتعزز القراءة التاريخية الموضوعية كثيرافي اعتمادها على منهجية علم الاحتمال في قراءة الظواهر السياسية، وهي منهجية معتمدة في العلوم السياسية.. ان دورية الانتخابات الرئاسية الأمريكية ظلت محكومة تاريخيا الى مفاعيل الليبرالية( سابقا)، والنيوليبرالية السائدة في عصر العولمة حاليا، وفي كلتي الحالتين يبقى الثابت السياسي في الاستراتيجية الأميركية محكوما لحرية رأس المال في سعيه الدائم الى المراكمة والتفلت من العوائق والقيود، هذه الثقافة راسخة في نظام القمة ( الذروة) الرأسمالي الأميركي المدفوع في سياسته الخارجية الى حكم العالم والتسلط على ثرواته المادية والمالية.. هناك دورية تعاقبية على مداولة الرئاسة بين الثنائي الحزبي الديمقراطي والجمهوري، وهناك ظاهرة ثابتة في السياستين الداخلية والخارجية برزت بقوة في مرحلة الانفراد القطبي لحكم العالم بعد غياب المنافس السوفياتي السابق، يقوم هذا الثبات الاستراتيجي على تحقيق هدفين مركزيين: الأول، اميركا القوة الأقوى اقتصاديا وماليا وتكنولوجيا، والثاني، الحاكمون لاميركا هم جماعات واصحاب الأسهم في الشركات العابرة وعلى راسها شركات التصنيع العسكري والبترول والتبغ وشركات المال والاعلام واوليغارشية عقارية ومالية ممتدة على مساحة العالم.. هؤلاء هم الذين يقررون السياسة الأميركية في الداخل الأميركي والخارج العالمي، وهؤلاء هم الذين يفصّلون العالم كل العالم على قياس مصالحهم الرأسمالية التراكمية العليا..
أما الخلاصة الاستنتاجية التي يمكن تسجيلها بشان توقعات هوية الرئيس الذي سيدخل البيت الأبيض في الخامس من نوفمبر( 2024) سواء اكان الرئيس دونالد ترامب من الحزب الجمهوري، وهو امبراطور على امبراطورية عقارية عالمية، أم المرشحة كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، وهي من كبار مالكي الأسهم في عدة شركات متعددة الجنسية، كلاهما وجهان لعملة امريكية واحدة، يتنافسان على بقاء اميركا قطبا أحاديا على قمة النظام العالمي للقرن الحالي ( الحادي والعشرين)، وعلى ابتكار تفصيلات لمناطق ودول العالم بما يستجيب لشروط القوة الأمريكية وتسييدها على حكم العالم واستثمار ثرواته وتوظيفها في خدمة المراكمات الرأسمالية المستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب