مقالات

تغيير وجه الشرق الأوسط فكرة يستحيل تحقيقُها…

تغيير وجه الشرق الأوسط فكرة يستحيل تحقيقُها…

:
بقلم علي او عمو.

(وفقَ ما ذكرته رويترز).
قال رئيس وُزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو "لا
أُحَدِّد موعداً لنهاية الحرب لكني أضع أهدافًا واضحة
لكسب هذه الحرب ونُهاجم رأس الأخطبوط في إيران

كما أضاف "أن تل أبيب تُغيِّر وجه الشرق الأوسط، لكن لا تزال أمامها تحديات كبيرة وذراعها الطولى
وصلت إلى اليمن وإيران بوضوح ودقة، بحسب خبر عرضته قناة القاهرة الإخبارية،
الخميس.31/10/2024.

• مِثلُ هذه التّصريحات تُؤكِّد و بوضوح رغبة إسرائيل في الاستمرار في حربِها على الشعبيْن في غزة
و لُبنان، و عدم استعدادها لخوض أية مفاوَضات حول إنهاء هذه الحرب الشعواء التي دمّرت قطاع
غزة و جنوب لبنان و التي أدَّت إلى قتل الآلاف من المدنيّين و جرح الآلاف و نزوح الآلاف من
المدنيّين عن بيوتهم..
• أمام صمت (المُجتمع الدولي) و كذا المُساعدات العسكرية الأمريكيّة لإسرائيل، كلّ هذا فتح شهية
إسرائيل في المزيد من التخريب و التدمير دون أية قيود..
• إنّ أهداف إسرائيل و استراتيجيتها في المنطقة تلتقي و أهداف أمريكا، دون أدنى شكّ، إن
استراتيجية أمريكا في منطقة الشرق الأوسط و أهدافها التي تسعى إلى تحقيقِها، تتجلّى في تغيير
جذري للمنطقة، و لذلك فهي تُقدّم، بمعية العديد من الدول الغربيّة، كلّ الدعم لإسرائيل، من أجل تحقيق
استراتيجية، كانت قد خطّطت لها منذ زمان بعيد، و طوفان الأقصى ليس سبباً في هذه الحرب، كما
يعتقد البعض، و إنّما جاء للتسريع في البدء في تنفيذ المشروع الأمريكي و الأوربيّ.
• تسعى أمريكا و الدول الغربية و من خلال حربها على فلسطين إلى إبادة الشعب الفلسطيني من أجل
فصله عن المقاومة، ليسهل عليها القضاء على حركة حماس التي تُهدِّد أمن "دولة إسرائيل" ، و
بالقضاء على حماس و تهجير الفلسطينيّين خارج البلد يكون قد تمّ تنفيذ جزء من المشروع الكبير
المُزمع تحقيقُه، أي إخلاء فلسطين من أهلها و إعادة بسط إسرائيل نفوذها على جميع الأراضي
التاريخيّة التي احتلّتها عام 1948..
• إنّ انتقال إسرائيل إلى الدولة اللبنانية، بشنّ حرب على الشعب في الجنوب، بذريعة القضاء على
القدرات العسكرية لحزب الله، فهو يرمي إلى إخلاء الجنوب اللبناني من ساكنته و القضاء على
الحاضنة الشعبيّة للحزب حتى يتسنى لإسرائيل الاستيلاء على الجنوب بعد تدمير جميع مقدّرات
المُقاومة، و توسيع رقعة نفوذه و ضمّ جنوب لبنان إلى الأراضي الفلسطينيّة، و بذلك تكون إسرائيل قد
حقّقت الشوط الثاني من المشروع، و بعدها سيتوجّه سهم الكيان إلى سوريا و العراق و غيرهما من
دول المنطقة في جولته الأخيرة من الحرب، و هكذا يُصبح قد أنهى أذرُع إيران و بذلك يُنهي دور
الجمهوريّة الإيرانية في المنطقة و إلغاء تحالف المُمانَعة و المُقاوَمة و ذلك من خلال الإضعاف التّامّ
لإيران و إرغامها على الدخول ضمن دائرة بقية الدول الخاضعة لإمرة الولايات المتحدة و الغرب في
الشرق الأوسط الجديد…
• و ختاماً. الكلّ يعرف مقولة غسان كنفاني: "تسقُط الأجساد لا الفكرة"، و عليه فالمقاوَمة فكرة و
الفكرة لا يُمكنُها أن تموت. و قد علّمنا التاريخ أن مقاومة المُحتَلّ لم تنهزم قط، فهي صاحبة الحقّ و
صاحب الحقّ لا محالة هو المُنتصِر على المُغتصِب للأرض و المُحتلّ لها.. و على هذا الأساس فإنّ
محور المُقاوَمة سيظلّ متيناً قويّاً أمام العواصف مهما كانت عاتيةً و هوجاء. و على صخرة المقاوَمة
ستتحطَّم أحلام أمريكا و الغرب و سينهار مشروعُها المُبيَّت لكونه مُخطَّطاً هشّاً بُنيَ على أرضٍ رخْوة

لا أساس لها و لا أركان.. ستنهزم إسرائيل على أرض فلسطين و على ربوع لبنان بفضل بسالة
المُقاوَمة و صمود الشعبيْن المُناضليْن، و ستضطرّ أمريكا و دول الغرب مُرغمةً إلى البحث عن حلول
جادّة لإنهاء الحرب و إقامة دولة فلسطينيّة حتَّى تضمَن أمن إسرائيل في المنطقة.

كاتب من المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب