‘‘شجرة اللوتس’’ رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية !

‘‘شجرة اللوتس’’ رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية !
د.محمدعياش – كاتب وباحث سياسي
ساعات فقط متبقية من الإعلان الأضخم في العالم، وهذه الساعات المتناقصة، ستخبرنا بالرئيس الأمريكي رقم 47 ، ومعها أي الانتخابات تنتهي السجالات والمماحكات، وحتى الشتائم وغيرها من الملاسنات، ليصبح المواطن الأمريكي خصوصا ً والعالم عموماً على رئيس البيت الأبيض الجديد مع العلم أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب مكث فيه لأربع سنوات خلت.
الجديد في الأمر هو المرشحة من الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جوبايدن، كامالا هاريس أو شجرة اللوتس باللغة الهندية، والتي يعود أصلها وفصلها.
في حال فازت هاريس بالرئاسة، ستكون أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تصل إلى سدة الحكم، وربما تضرب عصفورين بحجر واحد، بعد احتساب أنها امرأة سوداء لبعث الاطمئنانية وتعزيز الشعور بالمواطنة لدى السود وغيرهم من الأجناس الأخرى، وبالتالي توجه صفعة قوية لترامب الذي يتمنى أن يجرف في طريقه الدولة العميقة والنسيج الاجتماعي التي تتشكل منه الولايات المتحدة، ليستقر الحال على الواسب الأمريكي فقط من جهة القيادة والريادة .
أما عن المواقف والتصريحات والوعود لكلا المرشحين، في غالبيتها العمل على تطوير أو الحفاظ على المكتسبات التي ينعم بها المواطن الأمريكي من رفاهية، وتتقاطع الأهداف والاستراتيجيات وتتباين فقط في كيفية الآليات.. وعن المواقف الدولية، لا سيما الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والحرب المدمرة في قطاع غزة ولبنان، وحالة التوتر بين إيران وإسرائيل وما تبعها من أفعال وردود أفعال، فالإجماع الأمريكي بغض النظر عن الحزبين وما ستؤول إليها الانتخابات، الدفاع عن إسرائيل أولية مطلقة، وعدم السماح للعالم والمحاكم المساس بها، وتركها ترسم معالم الشرق الأوسط الجديد على مقياسها الصهيو- نازي .
العالم يحبس الأنفاس، والترقب سيد الموقف، وأعتقد أن غالبية دول العالم تتمنى فوز كامالا هاريس والتعامل مع إدارتها، لأن ما ينطبق على الحزبين الحاليين هو القول المأثور بـ “أهون الشرّين”، والحزب الديمقراطي ممثلا ً بهاريس أهون الشرّين، لما خبرته العالم من جلافة وصلافة دونالد ترامب وخصوصاً دول الخليج العربي التي زارها في بداية حقبته الرئاسية والتي لم تسلم من ابتزازه وتهديداته .
إسرائيل هي الوحيدة في هذا العالم التي لا تقلق من تغيير الرئيس الأمريكي، لأن المرشحين يتسابقون لرضاها وكسب ودها، وبالتالي فهي كالتاجر الذي ينتظر نتيجة المزايدة والظفر بها، هذا إذا لم تعمل حمله بنفسها وإيصاله إلى البيت الأبيض، وإجلاسه على المقعد في البيت الدائري وإعطائه التعليمات والرؤية الصهيونية للمستجدات والاستراتيجيات القادمة .
بوصول كاملا هاريس، يعني ذلك استكمالاً للمنهج الأوبامي، والوضع يبقى على حاله، العقوبات على الصين، الاستمرار بالحرب الروسية الأوكرانية إلى ما شاء الله ، وإطلاق العنان للصهاينة في فلسطين ولبنان وتهديد الشرق الأوسط برمته، وانتظار البيكار النتنياهي ودوائره الجديدة والنقاط البعيدة التي ستصلها طائراته إف 16الحديثة والشبح الأمريكي بالإضافة إلى بي 52 الأمريكية التي وصلت مؤخراً لدعم إسرائيل والدفاع عنها في حال الهجوم الإيراني المرتقب.
كامالا هاريس لن تستطيع فعل أي شيء خارج الإرادة الصهيونية، فأغلب سكان الشرق الأوسط استبشرت الخير بوصول باراك حسين أوباما الديمقراطي وخطابه الشهير في القاهرة والنتيجة كانت خيبة أمل جرّت وراءها خيبات، فاستعدوا ودربوا أنفسكم على الأسوأ، لأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تغير جلدها ، فإن السباق المحموم إلى البيت الأبيض هو اللهاث لتحسين وتطوير المواطن الأمريكي وكيفية الوصول إلى رضاه بالمقام الأول، وكثير من الإحصائيات جرت وأفادت بأن المواطن الأمريكي لا يهتم بالسياسة ومفاعيلها سواء بالشرق الأوسط والقضية المركزية فلسطين أو بقية الأزمات مع بعض الدول كالصين وروسيا وكوريا الشمالية .
سواء وصلت هاريس، أم ترامب، ربما لتحقيق مكتسبات داخلية ودغدغة شعور المواطن الأمريكي والوصول إلى أبعد نقطة لتحسين رؤيته بالقيادة التي ستستلم الحكم، وبالتالي فإن الشوفينية التي يتسم بها المواطن الأمريكي، في أعلى درجاتها وتتطلع إلى المزيد فقط.
نحن كعرب بالدرجة الأولى، أو سكان الشرق الأوسط، ربما يسيطر علينا الوتر العاطفي مع العلم أن العاطفة في السياسة مرفوضة بالمطلق، لذلك نتجه لهاريس وابتسامتها المميزة وعمق اسمها الهندي ‘‘شجرة اللوتس’’ لعل وعسى تبطئ من الدهاء الصهيوني أو ’’ تصارعه ’’ !؟.