مقالات
تجديد الفكر القومي أم تجديد شخصية المناضل بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا -
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2024/07/ezeildeen-dyab.jpg)
تجديد الفكر القومي أم تجديد شخصية المناضل
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
لماذا كانت الدعوة لتجديد الفكر القومي،تأتي دائما من المجموعات المنشقة،أو تأتي آلية لفض الاشتباك بين،القوى المتصارعة للاستئثار بقيادة هذا التنظيم وذاك.وحتى هذه اللحظة تتجدد الدعوة للمضي قدما بتجديد الفكر القومي.
هذه الاسئلة الحاملة لمشروعيتها المنهجية،تريد إجابة واضحةومقنعة،من خلال القول هل العيب في الفكر القومي العربي،أم في الشخصية التي اختارت هذا الفكر منهجاً ودليل عمل لها في نضالها،وهي في بحث لايتوقف كيف الوصول عملياً وإجرائيا ونضالها لأهداف الأمة العربية الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية.
ونقصد في العيب هنا،الخلل في ترتيب الأولويات ،في المنظومة الفكرية للفكر القومي العربي،وفي توفير الداائل والمؤشرات المستمدة من الواقع العربي المعاش،والخروج من المقاسات والقياسات،المأخوذة من هذا الفكر ،وتجاربه الاجتماعية وتموضعها داخل البناء الاجتماعي.
تعالوا لنأتي بإطروحات ومفاهيم ما دخل خارطة الفكر القومي العربي،لا على التعيين،من أجل أن نتفحصها،ونعرف منها هل هي قابلة للتطبيق،والأخذ بها من قبل هذا الفصيل وذاك،أو نقول عنها،فكرة أو أطروحة،رومانسية ،على النحو الذي استعادها،مجموعة من اليسراويين،عندما دعوا في منطلقاتهم
النظرية،إلى تجاوز العقلية البرجوازية وفكرها الرومانسي.
نعم لنأخذ الأطروحة،أو المقولة التي تقول: ان نضال الوحدة يقود إلى وحدة النضال،ومقولة،أو ما أسميه قانونا يمثل أداة وممارسة،وآلية لبلوغ الوحدة العربية:حدود القطر العربي الواحد،هي حدود الوطن العربي،،وإذا أخذتك إلى المقولات والأطروحات التي تتعلق بالتأثير المتبادل بين العروبة والإسلام لوجدنا ثروة فكرية في هذا التأثير الخلاق.
الأمثلة على قلتها في هذه المداخلة والمثيرة والغنية في الفكر القومي كثيرة وغنية،وسؤالي ماذا نجدد في هذه الاطروحات؟
في النقاشات الدائرة داخل فصائل التيار القومي العربي، والقائمة عل عقلية الاشتباك،والنيل من هذا الفكر ،وذلك المفكر،كان أحدهم وهو من دعاة التندر على الفكر القومي وخاصة فكر البدايات،ووصف أطروحة: “كان محمداً كل العرب،فليكن كل العرب اليوم محمداً”،بأنها إنشاء فيها ومضة شعرية.
ونسأل وبعد كل التجارب التي مر بها التيار القومي العربي،من قيام الوحدة بين سوريا ومصر ،وماتلاها من دعوات لوحدات ثلاثية،مأزومة بالشك وعدم الثقة والشطارة،ومارافقها من صراعات،ًهجمات إعلامية سوقية،وصلت إلى قول أحدهم ((سأدوسهم بحذائي)
باختصار كل مامر به التيار القومي العربي،من تجارب وحدويةونضالية،تقول إن التجديد يجب أن يبدأ بتحديد شخصية المناضل القومي،والتي أراها بتجديد أخلاقيات وممارسات هذه الشخصية،،والنهوض بممارساتها إلى مستوى ما يتطلبه نضال أهداف الأمة العربية، من أخلاق وحدوية،التي تدفع المناضل القومي لتجاوز العشائرية،ووازعها القبلي القائم على القربى الدموية،المعروفة في داخل البناء الاجتماعي العربي
أي يرى في المحلية وطنيته،وأن يرى في وطنيته وحدته وعروبته،وتجاوز الوازع المذهبي،والشللي….إلخ”إنني إذكر الجيل العربي الجديد،نعني به جيلاً لم يتحقق[……]ومن العبث أن ننتظر ظهور هذا الجيل إذا لم تظهر فكرته”والفكرة موجودة ولكن الجيل العربي الجديد لم يظهر في كل البنى التنظيمية،للتيار القومي العربي..ويبقى السؤآل المطروح في هذه الحالة،من يحدد من ؟
وسؤال التجديد الذي يطرح نفسه،بناء على وقائع وحوادث عاشها التيار القومي العربي،في بنيانه التنظيمي،وفي التجارب التي مرت بها الأمة العربية،هل يكون التجديد في الفكر القومي العربي،أم في الشخصية النضالية القومية،التي أدارت ظهرها لدليل عملها،وانفتحت على النزعات الانقسامية،ومالها من
عصبيات أبجديتها وازع الانقسام القبلي والمذهبي ،والجهوي والقطري،ووازع الأنا الذي يرى في كل انقسام فرصته الضائعة.
د-عزالدين حسن الدياب.