ثقافة وفنون
في ذكرى رحيل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (8 تشرين الثاني / نوفمبر 2015) الشاعر مكي النزال -السودان –
الشاعر مكي النزال -السودان -
في ذكرى رحيل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (8 تشرين الثاني / نوفمبر 2015)
الشاعر مكي النزال -السودان –
#ملف-الهدف-الثقافي
ــــــــ
وداعًا ، أيها الحُرُّ
وداعًا ، طعمُها مُرُّ
وداعًا ، قالها وطنٌ
وغصّ بلفظها الشعرُ
وداعاً “عبد رزاقٍ”
ينوء بحملها الصدرُ
حملْتَ الأرض مرتحلاً
و نخلاً ما به تمرُ
حملتَ العزّ منتفضًا
و قالوا : هاجر الصقرُ
و قلتَ : اصبرْ أخا روحي
و طال – و ربّك – الصبرُ
مضيتَ إلى العلا جبلاً
و تاريخًا لهُ قدْرُ
و قالوا : عاش مسحورًا
و قلتُ : بلى هو السّحرُ
و قالوا : مات مزهوًّا
و قلتُ : لمثلهِ الكِبرُ
هو الحُبّ الذي يرقى
فلا خوفٌ ، و لا وِزرُ
عراقُكَ فيك لم يرحل
فأنتَ وليدهُ البِرُّ
سَمَوت به ، و لُذت به
إلى أن غاله الشرُّ
فثُرتَ صهيلَ بركانٍ
و غاضبَ بحرك الثرُّ
وقفتَ بفتنةٍ كبرى
كبيرًا هابهُ القهرُ
ثبتَ كنخل بغدادٍ
له عُمقَ الثرى جذرُ
تذُبُ بصوتِك العالي
تقولُ : اليوم لا عُذرُ
عراقٌ أنتَ في عِظمٍ
فكيف يضمّك القبرُ ؟
و كيفَ تغيبُ و الدنيا
سناها أنت و البدرُ ؟
حَزِنّا للفراق ، بلى
و لكن كلنا فخرُ
بمن سمعت له الدنيا
و قالت : ذا هو الشعرُ
و أنك ماكثٌ فينا
حِماك القلبُ و الفكرُ
يهزّ الأرضَ مرتجلاً
جَموحًا نارهُ تذرو
يناجزُ عسفَ طاغوتٍ
فلا خوفٌ ، و لا حِذرُ
ــــــــ