سياسة أمريكا تجاه إسرائيل لن تتغيَّر..

سياسة أمريكا تجاه إسرائيل لن تتغيَّر..
بقلم / علي اوعمو.
هناك من ينتظر، خلال الانتخابات الرئاسيّة ،فوْز كمالاهاريس،لِكوْنِها وَعدت، في حملاتها الانتخابيّة بأنها ستقوم بوقف الحرب
في الشرق الأوسط،حيث قالت في كلمتها في تجمعانتخابي:
"عندما أصبح رئيسة سأفعل كل مابوسعيلوقف الحرب في الشرق الأوسط". و هناك كذلك من يترقّب فوز رونالد ترمب الذي قال في تصريح له أنه سيضع حدّا"للفوضى في الشرق الأوسط، وسيَمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة".
لا يُمكن تصديقَ لا أقوال هاريس و لا أقوال ترمب حول وضع حدّ للحرب الإسرائيليّة على غزة و لبنان، ذلك أنّ أمريكا،
و منذ القِدم و هي إلى جانب الكيان الإسرائيليّ، تدعمُه بالمال و السلاح و تُطلق يَدَه طويلَةً لقتل الفلسطينيّين و التنكيل
بهم، فقد ساهمَت أمريكا في التلاعُب بالقضية الفلسطينيّة، فقد عملت على جرّ "منظمة التحرير" إلى مُفاوَضات مكوكيّةمع إسرائيل، من مدريد إلى كامب ديفيد و التي انتهت إلى اتفاقيّة اوسلو التي تنصَّلت منها إسرائيل، و قد تبيَّن أخيراً أن هذه المفاوضات العبثيّة لا ترمي إلى حلّ الدولتين و إنّما الهدف منها منح إسرائيل الوقت الكافي للاستيلاء على الضفة الغربيّة من خلال بناء المزيد من المستوطنات و شقّ طرق التفافية داخل الضفة، بهدف قضم أراضي ال67، التي كان
من المحتمل إقامة الدولة الفلسطينيّة عليها.
إنّ الحرب التي شنّتها إسرائيل على الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر و الوقوف إلى جانبها من
قبل الإدارة الديمُقراطيّة برئاسة بايْدن لدليل قاطع على أنّ أمريكا لا يمكن أن تتخلّى عن إسرائيل، فهي تمُدّها بالمال و
السلاح و كلّ ما تحتاج إليه، و هي تعلم بأن أسرائيل هي المُعتَدية، فأمريكا، و منذ إنشاء الدولة العبريّة المزعومة، و
هي تُسانِد الكيان المُحتلّ في تحقيق أهدافه التي تتجلّى في القضاء على المُقاومة و إخضاع جميع الأراضي لنُفوذها و
طمس القضية الفلسطينيّة إلى الأبد و الحيلولة دون إقامة لأية دولة فلسطينيّة في الأراضي المحتلّة.
و بعد مرور شهرين ستتقلّد الإدارة الجمهورية زمام الحكم برئاسة ترمب، التي يُعلِّق عليها البعض الأمل في إنهاء
الحرب و تمكين الشعب الفلسطينيّ من تقرير مصيره، و لكن في حقيقة الأمر لن يحصُل من ذلك شيء، فالجمهوريّون
كما الديمُقراطيّون يَسعون إلى إقبار القضية الفلسطينية و تقويّة ركائز الدولة العبريّة و دعمها من أجل توسيع
سيطرتِها و نفوذها و جعلها أعظم دولة في منطقة الشرق الأوسط دون مُنازع، لكونها الضامن الوحيد لمصالِحها في