مقالات
الأمة العربية تبحث عن حلً لمحنتها بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا -

الأمة العربية تبحث عن حلً لمحنتها
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
في معنى المحنة أولاً،من أجل ان نعرف معناها،من قاعدة منهجية أنثروبولوجية،تقول معرفة معنى الظاهرة الاجتماعية،وتموضعها في البناء الاجتماعي،مهمة منهجية،لأن وضع المعنى السليم القادر على استيعاب التركيب البنائي للظاهرة الواقعة،يوصلك للتفسير السليم لها،ويمكنُّك من حل إشكالاتها داخل البناء الاجتماعي.
إستناداً لهذه القاعدة المنهجية نورد ماجاء في المعجم الوجيز عن المحنة:مُحِنَ فلان وقع في محنة.فهو ممحونٌ-(امتُحِنَ) الفضة:خلّصها من شوائبها بالنار[…]ويقال امتحن فلان:وقع في محنة[…](المِحْنَةُ) البلاء والشدة. (ج) مِحَنٌ-ص574- طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم-1992.
والآن أين محنة الأمة العربية،وماهي مواقعها داخل البناء الاجتماعي العربي،في أبعاده البنائية المحلية والجهوية والوطنية والعربية، هل هي في امكاناتها الاقتصادية،في ثرواتها.أم هي في موقعها،ومكانتها الحضارية،ومكانها الجغرافي،أم هي في الإنسان وهل هي في أخلاقها الراهنة،بما حل فيها من نزعات تقسيمية،ونزعات جهوية وقطرية،وعشائرية،وطائفية،وفساد طال الحياة والتعليمية،وحتى الروحية،فصار فيها المسلم،والمؤمن،وكذلك المسيحي،أم المؤمن،وهل غابت من حياتها اليومية الوحدة الاجتماعية،وأمونها الاجتماعية والثقافية والفكرية والروحية،وأصبحت مفتوحة للتأثيرات التي تأتيها عنوة من المجتمعات والثقافات التي تقع في خط مواجهة حضارية معها.وهل المحنة التي طالت كل هذه البنى الاجتماعية،وما حملت من شروط وموجبات أمن الشخصيّة العربية الاجتماعية والحضارية،والثقافة،وأصبحت عارية من الأمور التي توفر لها الاستقلالية والسلامة في شخصيتها الاجتماعية،والقول في شخصية عربية،مالكة كل مقوماتها،وأسانيدها،التي تملكهاعادة الشخصيّات المالكة لمستحقاتها مثل الشخصية الروسيةوالأمريكية،والصينية…إلخ،نقول هذه المحنة التي ابتليت بها الأمةً العربيةً،طالت مايسمى الطليعة العربية،وأحزابها الوطنيةوالقومية العربية،وحركاتها الإسلامية والقومية،وجبهاتها الفدائية.؟
وإذا بحثنا،على سبيل المثال، في مواقع وحضور هذه المحنة،في الأنظمة العربية الراهنة،وتساءلنا هل ضربت المحنة أطنابها في وطنية هذه الأنظمة،المتعلقة بين الحاكم والمحكوم،،وموقف هذه الأنظمة من التحديات التي تواجه الأمة العربية في معركة مصيرها،بل معركة وجودها، وهل الشعب العربي يرتاح لسياسات أنظمته تجاه القضية الفلسطينية،بوصفها القضية الأساسية والمركزية في معركة مصيرة،وهل هذه الأنظمة توفر الحدود المسافة من الأمن الوطني والقومي،وهنا يسأل الباحث على لسان المواطن لماذا يخرب التعليم في أكثر الأقطار العربية،ولماذا في الجزيرة العربية وخليجها يستخدم الفائض المالي لتخريب الشخصية العربية الخليجية،تحت حجة التنوع،والتعدد وحرية الرأي،وفي الوقت نفسه،لماذا يحارب الاتجاه الإسلامي والقومي تحت ذريعة الإرهاب والفاشية القومية،ولماذ يعد لشباب الأمة هناك الخليط الثقافي،الذي يخرج المواطن من دينه وقوميته ووطنيته،ويصبح بلا مواقف واختيارات تحسبا لمعركة أمته المصيرية،ولماذا الأجهزة الأمنية تسرح وتمرح في طول الوطن العربي لتخريب شخصيةالإنسان العربي،حتى لايبقى له حول ولاقوة،ويرفع الراية البيضاء في حياته اليومية،لكل مايخالف حقوقه وإنسانيته،وحقه بأن يحيا معركة مصيره،أسوة بالأمم التي ملك إنسانها هذه الحقوق،فأبدع في حياته.ولماذا يمتحن الإنسان العربي في حدوده،وأًًوطانه،والصهيًونية تسرح متلاً وتجارة وأشخاصا تحت مسمى إلتطبيع والواقعية السياسة،وهل في إقدام بعض الأنظمة العربية الاستدانة،من البنوك الدولية،في سبيل التصنيع،والتصنيع بريء منها حتى يوم القيامة،أم لكسر ظهر الشعب وتحميله إكثر مما يحتمل،حتى لا يقترب من المواقع التي تعيش فيه أمته معركة مصيرها،وشاهده مايجري في غزّةوالضفة الغربية،من ويلات ووًيلات،تقول بفم ملآن:هنا المحنة التي ابتليت فيها الامة العربية.
كل الذي أتينا به عن مواقع الخلل في حياة الأمة العربية تعطينا الحجة المنهجية التي تجعلنا وتخولنا ،على لسان وذمة التحليل الأنثربولوجي،وضع المعنى الصحيح والسليم الذي يرى في كل الواقعات والظواهر البنائية في بعدها الجهوي والوطنيّ والقومي التي أتينا عليها في متن المقاربة؛إنه نكبة حلّت وتحل في الأمة العربية،من المحيط،إلى الخليج،وأمة منكوبة في كل بنيانها السياسي والاجتماعي والثقافي،أمة تعيش معركة وجودها،بكل ماتحمل هذه الكلمة من معاني،معركة المصير العربي.وأمة تعيش معركة مصيرها،ًهي منكوبة بؤمورها مجتمعة ومتفرقة،تشمل وجودها وحضورها السياسي والاقتصاديّ والثقافي والوجودي هل لها بتيارها القومي العربي،أن ينهض من غفوته واستراحته المجانية،ونضال الصالونات،وينطلق إلى الشارع العربي،بمستوى عال من النضال الذي يوقف المحنة،التي ابتليت بها الآمة العربية بفعل فاعل،وتعيد تكوين المنظمات الفدائية الشعبية التي توصلها إلى معركة مع الصهيونية العالمية،التي تقول عنهامحنتها،بأنها من صنع وتدبير هذه الصهيونية،وهل لهذه الأمة بانتفاضةتقض مضاجع الصهيونية العالمية،في أوكارها الخليجية،والاوربية والأمريكية، وهل لها بعمر المختار وعبد الناصر فصدام حسين.؟
د-عزالدين حسن الدياب.