مقالات

ياأشرف الناس وأطهر الناس…انتم رجال الله وحراس الكرامة الانسانية.. بقلم د.حسني الحايك

بقلم د.حسني الحايك

ياأشرف الناس وأطهر الناس…انتم رجال الله وحراس الكرامة الانسانية..
بقلم د.حسني الحايك
ترجم المقال للانكيزية والفرنسية المحاضرة الجامعية والباحثة في علم المناعة الدكتورة التونسية Basma Babay …
وفي سياق الحرب المجنونة التي تقودها الدوائر الإستشراقية وبالتنسيق الكلي مع معظم مؤرخي وعلماء الآثار في الكيان الصهيوني الغاصب, الذين جعلوا من كتاب (التوراة) الفاقد للمصداقية, الأساس الذي تبنى عليه المكتشفات الأثرية وحقائق التاريخ, وخصوصا من أولئك الذين راعهم نتائج التنقيب المكتشفة في فلسطين, والتي أظهرت مدى إدراك أهل فلسطين لقضية التنمية الثقافية وما يترتب على ذلك من تطوير أدوات عبرت بحسب تطورها عن حقيقة الكنوع والثبات المكاني والرباط في الأرض المباركة (جاك كوفان – الوحدة الحضارية في بلاد الشام بين الألفين التاسع والسابع قبل الميلاد)… حيث دفعت هذه النتائج بعلماء الآثار إعتماد المعطيات الحضارية المكتشفة في فلسطين وحولها, كأساس في تسمية أو تصنيف حضارات البلاد المجاورة والمكتشفة, مثل حضارة الكباريه والكباريه الهندسية التي تعود إلى جبل المكبر في فلسطين.. والحضارة الزرزويونية والحضارة النطوفية التي تعود إلى وادي نطوف في جبال القدس والخليل في فلسطين… والحضارة الخيامية التي تعود إلى موقع الخيام ” حيث دحر الإحتلال وسحقت دبابات الصهاينة كما دحرت كل الغزوات عن ارض الجنوب اللبناني” (عدنان الحديدي الأردن وفلسطين تاريخ وحضارة).. الأمر الذي جعل من تلك الدوائر أن تلجأ إلى التزوير أو التلاعب بنتائج هذه المكتشفات بهدف إختلاق قراءات يمكن الإعتماد عليها في صنع رابط, يربط اليهود لو زورا بالأرض المباركة والقدس!.. وعلى هذا الأساس قامت سلطات الاحتلال الصهيوني في عام 1967 بإيقاف عمل عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينون بعد أن أعلنت نتائج تنقيباتها عن وقائع تدحض مزاعم كبار علماء الآثار الصهاينة من الذين روجوا لإكتشافات آثارية لها صلة (بالتوراة) في إحدى التلال الفلسطينية, وخصوص بعدما دحضت الخطاب التوراتي حول تاريخ مدينة أريحا الفلسطينية, وبعد أن أثبتت أن تاريخ المدينة يعود إلى الفترة النطوفية التي إمتدت ما بين 8000 -12000 سنة قبل الميلاد, كما كشفت حفرياتها عن وجود 23 طبقة تمثل 23 حضارة متواصلة لأهل فلسطين, وتراكم هذه الحضارات الفلسطينية فوق بعضها هو الذي صنع الارتفاع الحالي لإحدى هذه التلال المقصودة بالترويج من قبل علماء الآثار الصهاينة… حيث إكتشف في موقع تل السلطان مدينة سبقت بآلاف السنين تشكل المجتمعات البشرية المعروفة حتى الآن في العالم القديم… فقد دلت آثار المدينة المكتشفة على وجود اقتصاد قوي فيها, مبني على مداخيل عمليات زراعية وتجارية كتجارة المواشي. كما دلت على وجود إدارة مركزية قويه يحكمها آنذاك زعيم ينظم شؤونها (بورهارد برينتيس- نشوء الحضارات القديمة- ترجمة جبرائيل يوسف كباس)… وقد أكتشف أن فلسطيني أريحا سوروا مدينتهم التي تشغل مساحة عشرة أفدنة وذات العدد السكاني المقدر بثلاثة الآلف نسمة بخمسة أسوار للدفاع والمقاومة, ووضعوا على السور الثالث أبراج لها سلالم لرصد تحركات الغزاة… وكان ذلك قبل أن يبني نبوخذ نصر (بطل كذبة السبي الكلداني لليهود) برج بابل بسبعة آلاف سنة (بني البرج في القرن السادس قبل الميلاد وعلى أساسه وضعت نظرية إختلاف لغات الشعوب التي بَلبل إله الحواري ألسنها بحسب التوراة خوفا على ملكه من تهديد البشر الصاعدون إليه من برج بابل !…). كما إرتقى فلسطيني أريحا في زراعتهم وهجنوا الماشية وإكتشفوا النحاس الذي صنعوا منه أدواتهم, إذ عُثر على مناكيش وأزاميل ومخارز وصحون عميقة ومسطحة وجرار ومكاشط ومثاقب ورؤوس سهام… كما طور فلسطيني أريحا صناعة النسيج والخزف والفخار, وقد بينت تلك المكتشفات أن هذه الصناعات المكتشفة كانت على مستوى عال من الإتقان, وخصوصا بعد عثور المنقبين على لوحات مزخرفة تتكون من رسومات لطيور وحيوانات وبعد طقوس العبادات.. الأمر الذي يثبت أن مدينة أريحا هيّ أقدم مدينة مكتشفة في الحضارة الإنسانية, بل نستطيع القول أنها أول مدينة مكتشفة في العالم (لم تكتشف مدينة أخرى قد تكون سبقتها زمنيا)… وكان ذلك قبل 8000 سنة من كتابة كهنة بابل لكتاب (التوراة) واطلاق اليهودية, كما كان ذلك قبل (ولادة ادم التوراة!!!) باربعة الاف سنة !… مهندس حسني الحايك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب