مقالات

من الدولة الإسلامية إلى الإبراهيمية صيرورة الفتن الصهيونية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا -

من الدولة الإسلامية إلى الإبراهيمية صيرورة الفتن الصهيونية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
ليس لنا في هذه المداخلة،دراية وهدف،من الفتنة ومعانيها،وماشرحته المعاجم عنها وقالت عن معانيها،إلا التوقف عند،معناها الذي يخولنا،ويكون لناإضاءة،ونحن نتناول صيرورة الفتن الصهيونية،الجارية والموظفة في حياتنا العربية،حتى أن تنال من وعينا،وإرادتنا،وقرارنا،وتوجهنا،وأمتنا العربية تخوض معركة مصيرها.
(فتن)فلاناً-فتْناً،وفنونا”:عذّبه ليحوله عن رأيه أو دينه[….]وفلاناً
من الشيئ:صرفه عنه،وفي القرآن الكريم:(وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك .)فهو فاتنٌ،وفتّانٌ.)-المعجم الوجيز-القاهرة-1992-ص461″
والفتن الصهيونية في حياتنا العربية،لها ديمومة الاستمرار،والتنوع في أشكالها وآلياتها،ومعانيها وأدوارها،ومقاصدها.ويمكن ملاحظة هذه الفتن الصهيونية في الحياة العربية من ثم تعيناتها،بدءاً من المدينة المنورة،يوم لاحظ يهوّد يثرب،وجود الرسول العربي محمد(ص) في المدينة،وقيامه الدعوةإلى الإسلام،ومحاولة تصديهم لهذه الدعوة،بكل ما ملكت أيديهم.وكان هدفهم من فتنهم،صرف أنصار محمد ومن معهم،عن بعض ما أنزل، الله على رسوله الكريم.واستمرت الفتنه الصهيونية من ذلك الوقت،هادفة،إيقاع الفرقة،والتفكك،والشرذمةً،في المجتمع العربي،وإنتاج الفتن القادرة،على تهديم البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي،وإثارة ثقافة الكراهية واليغضاء، وأدوات الصهيونية العالمية،في إثارة الفتن،في كل تنوعاتها،وتعدد مضامينها،من الإشاعة،إلى الدسائس،إلى اختراق البناء الاجتماعي،بمنظماته ومؤسساته،وأحزابه،وحكوماته،وزرع شخصيات صهيونية،قادرة على أداء دورها بنجاح،في إيقاع الفتنة التي تريدها وتتقصدها.لن ندخل في طرح نماذج الفتن الصهيونية،التي تتعلق بالأسر الحاكمة من أصول يهودية صهيونية،ولن نعرض أمثلة عن اختراق الفتن الصهيونية للقضاء ًومنظمات مدنية أخرى،ويكفينا دلالة وأدلّة،التنظيم السري الذي أخذ عنواناً له الماسونية،وكم من الفتن الذي قام بها هذا التنظيم،في خدمة
الصهيونية العالمية،من خلق الأتباع،إلى خلق الضلالات الفكرية التي تريد خلق أتباع لخدمة الصهيونية،فكراً وسياسة،وثقافة، فإذا بحثنا عن الخليط الثقافي الشعبي الذي صنعته الصهيونية،فله مؤشرات،ودلائل،وعينات،من صراع القيم،التي تجلب فتنة صراع الاتجاهات والولاءات،إلى فتن إفساد التشريع والشرح والتأويل لقضايا فكرية دينية،وفتنة المذهبية،يوم لم يكن في الإسلام مذاهب،فكم من اجتهاد وتفسير،تحول إلى موقف فكري وذاتي، ثمّ موقف سياسي،ومن ثم مذهبي،وكم لعبت فتنة المذاهب ومافي حوانيتها،من اختراقات،من صراعات،لازالت جارية،في حياتنا العربية المعاصرة.
ماأتينا به من فتن صهيونية،لايعني إن كل مايجري في حياتنا العربية من فتن ،من صنع الصهيونية العالمية،وإنما،للاختصار،نقول فتش في كل فتنة شكلت واقعة في الحياة العربية،وتموضعت هنا وهناك من أنحاء الوطن العربية،محدثة الاقتتال والدمار،والتخلف والتبعية،إلاّ وتجد عناصر فكرية وثقافية،وسياسية من أصول صهيونية.وعن أمثلة ومؤشرات وعناصر ثقافية وفكرية،بل قل واقعات للفتنة الصهيونية في الحياة العربية،هل نراها في فتنة الدولة الإسلامية،وصاحبها البغدادي الذي كان معتقلاً لدى المخابرات
الامريكية في بغداد،وخرج من السجن،ومن بعد أخرج له المالكي جنده من سجون بغداد،وبسرعة البرق كما يقول العامة،شكل دولته،وقام بكل جرائمه وبشاعاته وتصفياته،وضرب مثلاً للفتنة الصهيونية،التي شكل آلياتها،باستقطاب عناصر مسلحة،كانت تبحث عن وجود لها،بفعل الجرائم التي قام بها الاحتلال الصهيوني للعراق،وعن باحثين عن حفنة من الدولارات،وعن مرتزقة المالكي تحت شعار يا لثارات الحسين،
من أجل حرب طائفية،تفكك المجتمع العراقي،وتضعه على حافة التقسيم إلى دويلات.
وكما يقول المثل العربي :”الله مابينشاف،،لكن بالعقل بيتعرف.”من أين لك يابغدادي هذه القوة المتوحشة،صهيونية الثقافة،وصهيونية الفتنة،وصهيونية الخليط الثقافي،لكي يعيش به العراق،ولكي يقدم أنموذجاً لفتنن إخرى قادمةعلى الطريق. وفتنة الإبراهيمية،بوصفها زرعة،أو شتلة صهيونية،تمهد لفتنن،تخرج سكان الإمارات من شخصيتهم العربية،وألينة ردود أفعالهم،بحيث تتجاوب مع مقاصد الفتنة الصهيونية
بعد حين،بحيث تصبح الإبراهيمية، من مكونات الشخصية الإماراتية،ومن ردود فعل قابلة ومتجاوبة،مع الخليط
الثقافي الذي تكونه اللعبة الصهيونية الإبراهيمية،وتشكل مفردات منظومته الثقافية.
ونعو د للقول العلمي الأنثروبولوجي الثقافي:الثقافة هي التي تكوننا نحن البشر،كل في دائرته الثقافية،وفي مكوناتها،من قيم وإعراف وتقليد وعبادات،”قل ما ثقافتك أقول لك من أنت”فهل تكون الشخصية العربية القادمة،هي التي ترى مدنها تحولت إلى مدن منحلة ،بحجة التنوع الثقافي،والتعدد القيمي،وحرية الأديان وحوارتها،وهل تقبل الشخصية العربية،بقوة لعبة الفتنة الصهيونية واسمها التحديث والتقدم باستقدام الوثنية الصهيونية إلى مدن  عدة،وهل هناك من هو ماض في التحديث على صورتها التي تريدها،بديلاً للشخصية العربية،التي وحدت لتكون قوة في معركة المصير العربي.قد يأتينا من دعاة التقدم،من أصحاب الدكاكين الفكرية والسياسية،وخاصة صناع اليسار الطفولي،ويقولون أنت تغرق في التعميم،وتبالغ في لعبة الفتنة الصهيونية،وردنا عليكم بعقل عربي يعيش معركة المصير العربي،وساحتها الآن في غزة الكرامة،ويرى في أنظمة التطبيع كلها،وموقفها مما يجري في غزة برهانه،أن لعبة الصهيونية في فتنها،صانعة لمواقف أنظمة التطبيع،ومن في حكمهم ومعيتهم.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب