مقالات

الأرض عرض..والتوثيق في غزّة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا -

الأرض عرض..والتوثيق في غزّة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -سوريا –
التراث العربي،خلاصة أجيال عربية،وفيه الحكم والأمثال،وفيه مايشير إلى حوادث وواقعات،مرت هذه المجموعة من الناس،عائلة وفخذ وبطن وعشيرة،ومن هذه الأحذاث والواقعات،يستخلص هؤلاء الناس العبر ،لتكون دروس مستفادة،تستفيد بها الأجيال،ويستدلون منها على حلول لما يواجهونه في حياتهم.
والتراث العربي غني بمثل  هذه الحكمة،بحيث تجده في حكاية شعبية،أو بيت من الشعر،أو مثل يتداوله الناس،نقلا بما يسمى الثقافة الشفاهية.وفي العلم الانثروبولجي،دراسات ميدانية وحقلية،وبطريقة القرب والبعد،عنّ الأمثال،وماقالته وروته الأجيال،،وما وجده هذا الباحث وذاك في الأمثال،المتداولة،بحثاً عن يقين ،بأنّ
هذه الرواية،وتلك الحرب،وذاك الاقتتال جرى،ًأطرافه وقواه.
في التاريخ الفلاني،وعلى الأرض الفلانية،وذلك التاريخ.وإضافة إلى هذا وذاك،هناك دراسات جعلت من الأمثال
حقلا وميداناً لدراسة شخصية الشعوب،دراسة ثقافية تحليلية يصلون من ورائها،إلى القول السليم،في خصائص هذه الشخصية،وفي معالمها،وهويتها الثقافيّة.ونعود لحكمة الأرض عرض،فنجد عن تداولها في الثقافة العربية،الشفاهيّة والمكتوبة،ما يؤكد أنها من المقولات،والمفاهيم والأطروحات،التي يتداولها الناس تعبيراً وإشارة إلى قيمة ومكانة الأرض في العرف واليقين الخلقي الشعبي،إلى الحد التي مثلت في الوعي الشعبي،مستوى العرض،وما للعرض من قيمة خلقية،وأدبية،وشرف.وتدلنا الحوادث،والخلافات العائلية،وما ينتج عنها من صراعات واقتتال حول ملكية الأرض،على إنها عرض هذا الفريق أو ذاك.
والمعروف في القبيلة العربية،أنّ المكان الذي تستقر. فيه،خلال تنقلها وترحالها ،يتحول إلى أرض بمثابة العرض.وفي الريف العربي،حظيت قيمة الأرض،إلى أن تصبح بمثابة ومكانة العرض.
وثمة حكايايات وومضات تقص لنا عن قيمة الأرض،على أنها عرض العائلة،والذود عنها،بالمال والسلاح والنّفس،لأنها في نهاية الأمر عرض.وإذا سألت أو بحثت عن توثيق ما قلناه،من أنّ  ألأرض عرض في وعي وعرف المواطن العربي، وخاصة الريف،فنحيلك دون أي تردد،إلى غزّة.
والسؤال هنا،ليس مِِنَة،كما يقول لنا تراثنا العربي، وإنما هو إحالة مشروعة ومنهجية،تتم عن بعد وقرب،فإذا راقبنا وتمثلنا،ما يفعله الكيان الصهيوني،من تهجير وراء تهجير بالرصاص والقنابل،ًالقتل والتشريد،وتمسك الغزاوي بأرضه،تمسك الفريق بقشة،على سطح الماء.
التوثيق بغزّة.في كل مكان وأين نظرت وتابعت تجد الناس في شوارع غزّة :أرضنا عرضنا.
وإذا توجهت،دارساً وباحثاً،عن مفهوم الأرض في ثقافة الإنسان العربي الغزاوي،امرأة وطفلاً ورجلاً،،بما تنقله الفضائيات عن معاناة أهل غزة،وتمسكهم،حتى الشهادة بالأرض ،على أنّها عرضهم الحلال.فستجد في أكثر من مشهد،يظهر فيها الغزاوي والغزاوية،وهم يقولون هذه أرضنا عرضنا،لن نخرج منها ولاشك أنّ الباحث المنصف،سيجد في إحالة الدراسة،بتوثيق معلوماتها ويقينها،أنّ الأرض عرض في الثقافة العربية،إلى غزة
إحالة مشروعة منهجياً،وبهذه الحالة فالتوثيق من غزّة مشروع منهجي.
د-عزالدين حسن الدياب ء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب