الصحافه

حاول أن يتبرأ من عنصريته بذرائع أبرتهايدية “عرقان مختلفان”… لكاتس: عذر أقبح من ذنب

حاول أن يتبرأ من عنصريته بذرائع أبرتهايدية “عرقان مختلفان”… لكاتس: عذر أقبح من ذنب

وزير الدفاع إسرائيل كاتس جاء إلى ستوديو “قابل الصحافة” في القناة 12، وأراد دحض الادعاء بأن قراره إلغاء أوامر الاعتقال الإداري لليهود فقط ينبع من رؤية أبرتهايدية. بطريقته الساخرة، التي تفتقد إلى الوعي والحكمة، فعل العكس، وأسمع مبررات أبرتهايدية نقية، في الوقت الذي اعتقد فيه أنه فارس الديمقراطية. وحتى بن كسبيت، الذي هو من التيار العام “الوطني” أوضح بأن أقوال كاتس مهينة لذكائه.

تفاجأ كاتس، وقال “سمعت ذرائع بأن هذا أبرتهايد”، “من يريد المقارنة بين المستوطنين والمخربين الفلسطينيين الذين يجب اعتقالهم بكل طريقة، يرتكب ظلماً فظيعاً”. سئل: ماذا بشأن المستوطنين، الذين هم إرهابيون ويجب اعتقالهم بكل طريقة؟ رد: “يسري قانون آخر على المستوطنين، لأن لهم حقوقاً أكثر من الفلسطينيين في الضفة، لأنهم يهود. لليهود وسائل أخرى”، قال. أساليب مختلفة، مجموعات سكانية مختلفة على أساس العرق. وقال أيضاً: “الآن في هذه الفترة، حيث الإرهاب الفلسطيني يهدد ويعمل ضد المستوطنين… حيث العالم الذي يفرض، بدون حق، عقوبات على المستوطنين… حيث رجال الاستيطان… يحاربون ويضحون – على إسرائيل ألا تعمل ضدهم بهذه الوسائل”.

المعنى هو: التعامل مع المستوطنين باعتبارهم تجمعاً، لا أفراداً. وإذا كان من بينهم أفراد يعتبرون مخربين، فالتعامل معهم يجب أن يكون مختلفاً عن التعامل مع المخربين الفلسطينيين بفضل الانتماء للتجمع اليهودي. المخربون اليهود في “المناطق” [الضفة الغربية] يتمتعون بحقوق زائدة، لأن اليهود الآخرين في المناطق يخدمون في الجيش الإسرائيلي. هذه مدونة أخلاقية واضحة للفصل العنصري، وقد صاغها كاتس انطلاقاً من قناعة شخصية عميقة بأنه يدحض الاتهام القائل بأنها سياسة فصل عنصري واضح.

التناقض فظيع. لدينا وزير دفاع في فترة حرب لا يفهم ماذا يقول. لقد أهان ذكاء التيار العام الوطني لأنه قال أقوالاً فارغة. وعلى فرض أن هذه المبررات تدحض ادعاء وجود الأبرتهايد، فإنها تظهر الغباء المعرفي. حتى لم يتمكن عميت سيغل من الفهم لماذا يجب إعفاء الإرهابيين اليهود الذين يشكلون قنابل موقوتة من الاعتقال الإداري ضدهم.

حاول كاتس خلق نقاش على شرعية استخدام الاعتقال الإداري ضد “المدنيين”. في سياق الضفة، فإن مفهوم “المدنيين” تعبير نظيف عن اليهود. لا ينجح كاتس في الفهم بأن الاعتقال الإداري سيطبق فقط على الفلسطينيين الذين ليست لهم مكانة المواطنين، وتجعل الأبرتهايد والتمييز أموراً خطيرة بأضعاف، وتصب الزيت على النار.

من ناحية المعرفة، فقد تعذر على كاتس فهم الخطأ في أن اليهود يعيشون إلى جانب الفلسطينيين في الضفة، وأن اليهود مدنيون، ولا تستخدم وسائل الاعتقال الإداري إلا ضد الفلسطينيين. مثل أي عنصري، هو على قناعة بأن عدم المساواة أمام القانون بين اليهود والفلسطينيين مفهوم ضمناً وينبع من الفرق في العرق بينهم، أي الانتماء الوطني. اليهود يساوون أكثر من الفلسطينيين، هذا أمر مسلم به من ناحيته ولا يحتاج إلى تفسير. ولكن المهم هو أن يستمر في التكلم، والأهم أن يستمع العالم إليه. الفلسطينيون في الضفة بحاجة إلى حماية من نظام الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيليين، ومن عنف المستوطنين أيضاً، وعلى العالم مساعدتهم.
روغل الفر-
هآرتس 25/11/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب