الامل سيبقى معقود في شامنا وخير اجناد الأرض. الكاتب مروان سلطان- فلسطين
الكاتب مروان سلطان- فلسطين

الامل سيبقى معقود في شامنا وخير اجناد الأرض.
الكاتب مروان سلطان- فلسطين
8.12.2024
ما حدث في سوريا من سقوط النظام كان متوقعا على ضوء المتغيرات والتحالفات التي اخذت بالتموضع والتشكل في المنطقة بعد مرور اربعة عشر شهرا على الحرب بدء من غزة ولبنان وانتهاء بايران، وصعود نجم ترامب مرة اخرى ليكون رئيس الولايات المتحدة الامريكية للمرة الثانية.ولكن ما كان مستغربا هو السرعة التي سقط فيها النظام ، وكان الجماعات التي ساقت الانقلاب في سوريا قد ركبت الريح ولم تواجه اي عقبات تذكر. والحقيقة الانهيار الحقيقي هو انهيار للجيش السوري وهو الجيش الذي تم اعداده للحفاظ على سوريا من الغزو الاجنبي والاستعماري ، لقد تلقى الجيش السوري على مدى الاعوام السابقة ضربات موجعة من اسرائيل، حتى اثناء الزحف للانقلابيين القادميين من تركيا. وقد اعلنت اسرائيل انها تضرب المعدات والاسلحة الاستراتيجية حتى لا تقع في يد ما سمته الارهابيين والحقيقة انها ضربت هذه الاسلحة والعتاد العسكري لمنع الجيش السوري من استعمالها ضد الانقلابيين، وهذا يعني انها ساهمت بشكل او باخر في دعم الانقلابيين ضد النظام.
كثير من الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية لا يحبون عائلة الاسد تحديدا ولكنهم ويعشقون سوريا ، وكانت احدى المحطات التي يزورنها للتجارة او الاستجمام، ودون ان يتطرقوا الى الوضع السياسي، بالرغم من تواجد معظم الفصائل الفلسطينية وقيادتها لما عرف انه محور الممانعة، وكانوا يعيشون مؤيدين للنظام والنظام السوري يهتم برعايتهم كونهم ابناء القضية الفلسطينية.
عائلة الاسد وتحديدا الاب اراد السيطرة على القرار الفلسطيني ولكن المنظمة رفضت ذلك ودفع الرئيس ابو عمار وكل رجالات المنظمة ثمن القرار الفلسطيني المستقل. المهم منذ ان اعتلى العلويين سدة الحكم ، وبالرغم من تشكيل سوريا محور الممانعة انذاك فقد عانت القضية الفلسطينية بسبب حالة الجمود الذي اصابها. واغلقت جبهة الجولان امام الفدائيين من تنفيذ العمليات الفدائية من خلالها ، وبقيت قضية الجولان تراوح مكانها واعلنت اسرائيل عن ضمها لتصبح اسرائيلية.
وبسبب التداخلات والتجاذبات المعقدة بين الطرفين انذاك فان منظمة التحرير اتخذت من بيروت مقرا لها ومن ثم بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 غادرت الى تونس ليكون المقر المؤقت لها قبل ان تعود الى اراضي الحكم الذاتي عام 1993. ولكن للانصاف فان اللاجئين الفلسطينيين الذين عاشوا في سوريا منذ اللجوء وحتى اندلاع الحرب الاهلية حصلوا على نفس حقوق المواطن السوري وعاشوا اعزاء على الارض السورية.
اختيار الشعب السوري لقيادته ، هو موضع التقدير ودعم الشعوب بما فيها الفلسطنيين ، وليس لاحد ان يتدخل بارادة الشعوب التي هي تنتصر احقها وعزتها وكرامتها قبل كل شئ، ونحن نتمنى ان تكون القيادة السورية الجديدة وفق تطلعات واماني الشعب السوري الشقيق.
والفلسطينيون جزء اصيل من الامة العربية، واننا دائما نقف الى جانب هذه الشعوب وتطلعاتها وامانيها في الحرية والاستقلال. نرى في سوريا وكل الدول العربية انها السند لنا في التحرر الوطني ، وتحرير المقدسات من الاحتلال، وهذا ليس حلما بل هي عقيدة فلقد اتى صلاح الدين من اعالي جبال سوريا محررا للقدس ، كما اتاها الظاهر بيبرس وقطز من مصر ، سيبقى لواء هذا الامل مرفوعا امام اعيننا ، في استعادة ارضنا وقدسنا ومقدساتنا ، وفلسطين ارض عربية وستبقى عربية ، ولا نقول الا قول رسول الله اللهم بارك لنا في شامنا، وفي خير اجناد الارض.