تحقيقات وتقارير

“أتاكمز” الأمريكية مجدداً في قلب الحرب في أوكرانيا وترامب يؤكد معارضته استخدام صواريخ بلاده في الأراضي الروسية

“أتاكمز” الأمريكية مجدداً في قلب الحرب في أوكرانيا وترامب يؤكد معارضته استخدام صواريخ بلاده في الأراضي الروسية

آدم جابر

باريس- شهدت الحرب بين أوكرانيا وروسيا هذا الأسبوع تصعيداً جديداً في الصراع، تمثل في إعلان الجيش الروسي أن القوات الأوكرانية هاجمت مطار تاغانروغ العسكري جنوب روسيا يوم الأربعاء الماضي، مستخدمة صواريخ “أتاكمز” الأمريكية للمرة الثانية بعد إطلاقها قبل أيام لأول مرة لهذه الصواريخ بعيدة المدى على العمق الروسي، عقب حصول كييف على الضوء الأخضر الأمريكي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هدّد باستخدام صاروخ أوريشنيك التجريبي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت والذي يمكن أن يحمل رأسًا نوويًا، للمرة الثانية لقصف مراكز صنع القرار في كييف وكذلك الدول الغربية التي تساعد أوكرانيا على تنفيذ هجمات على الأراضي الروسية. وأكد الكرملين يوم الخميس أن الجيش الروسي سيرد “إلزاميا” على الهجوم الأوكراني الذي نفذته في اليوم السابق ضد مطار عسكري روسي بالصواريخ الأمريكية بعيدة المدى.
وبينما حذّر مسؤول أمريكي كبير من أن الرد الروسي بصاروخ أوريشنيك قد يأتي “في الأيام المقبلة” شدّد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتسلّم السلطة رسمياً في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل، شددّ على معارضته لاستخدام أوكرانيا للصواريخ الأمريكية بعيدة المدى في روسيا، واعداً في الوقت نفسه بعدم التخلي عن كييف، وذلك في مقال نشرته مجلة “تايم” يوم الخميس.
في غضون ذلك، جددت روسيا قصفها لمنشآت الطاقة في أوكرانيا يوم الجمعة، بهدف قطع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد في منتصف فصل الشتاء. فعلى الرغم من أن الهجوم الضخم الأخير على شبكة الكهرباء الأوكرانية يعود إلى 28 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، إلا أن روسيا ظلت منذ نحو ثلاث سنوات تقصف منشآت الطاقة الأوكرانية بصواريخها وطائراتها بدون طيار، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وهو ما يتسبب في نقص الطاقة وإغراق الملايين من الأوكرانيين في الظلام والبرد.
وتطالب أوكرانيا حلفائها الغربيين بتزويدها بمزيد من أصول الدفاع الجوي لحماية مدنها وبنيتها التحتية. وفي أعقاب الهجمات، هذا الأسبوع، جدد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيجا مرة أخرى هذه الدعوة يوم الجمعة، مجدداً انتقاد كييف حلفاءها بانتظام بسبب بطء وخجل مساعداتهم.
في مواجهة هذه التطورات، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من وارسو يوم الخميس، على ضرورة “إيجاد طريق” للسلام في أوكرانيا، “يأخذ في الاعتبار” مصالح كييف والأوروبيين. وسيكون الوضع في أوكرانيا في قلب القمة الأوروبية المقرر عقدها يوم الخميس المقبل 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري في بروكسل.
قبل هذه القمة بأسبوع، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، إن أوكرانيا “رفضت” عرضًا لإنهاء الأعمال العدائية بحلول عيد الميلاد وتبادلا كبيرا للأسرى خلال هذه الفترة، وذلك في تغريدة له عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء الماضي.
فيكتور أوربان، كتب على الشبكات الاجتماعية: “من المحزن أن الرئيس زيلينسكي رفض واستبعد بوضوح عرضنا. لقد فعلنا ما في وسعنا!” محذراً من أن هذه هي الأسابيع الأكثر خطورة في الحرب. من جانبه، دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الخط المدمر لنظام كييف” الذي يستبعد “الحل السلمي” حسب بيان صادر عن الكرملين، بعد المكالمة الهاتفية مع فيكتور أوربان.
في المقابل، شددت أوكرانيا على أنها “لم تناقش” رئيس الوزراء المجري وقف إطلاق النار خلال عيد الميلاد حسب مستشار رئاسي. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بتقويض “الوحدة” الأوروبية في مواجهة الهجوم الروسي في أوكرانيا من خلال إجراء هذه المكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشدد زيلينسكي على أنه “لا ينبغي لأحد أن يروج لصورته على حساب الوحدة” وأن “الوحدة في أوروبا كانت دائمًا هي المفتاح” لوضع حد للصراع. وأضاف: “لا يمكن أن تكون هناك مناقشات حول الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، بدون أوكرانيا”.
في خضم ذلك، قامت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، هذا الأسبوع، بلفتة دعم جديدة تجاه كييف قبل خمسة أسابيع من مغادرتها السلطة. حيث أعلنت عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تقدر بنحو 500 مليون دولار، وهي الثالثة من نوعها منذ بداية الشهر بعد أن أعلنت عن مساعدات بقيمة 725 مليون دولار و988 مليون دولار تواليا في الأيام الأخيرة.
وقبل ذلك بيومين، أفرجت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عن 20 مليار دولار لأوكرانيا، وهي حصتها من القرض البالغ 50 مليار دولار الذي وعدت به مجموعة السبع والذي سيتم سداده من خلال فوائد الأصول الروسية في الغرب المجمدة بسبب العقوبات. ونددت روسيا بهذه الخطوة الأمريكية، منتقدةً “النزعة المعادية للروس”. وحذرت وزارة الخارجية الروسية من أن “أي خدعة قانونية زائفة، محنكة إلى حد كبير بالنفاق والمعايير المزدوجة، لن تمر من دون رد”. وهددت بامتلاكها القدرة والنفوذ الكافي للانتقام من خلال الاستيلاء على الأصول الغربية الخاضعة لولايتها القضائية. وتبلغ قيمة الأصول الروسية المجمدة في دول مجموعة السبع، وقسم كبير منها في بلجيكا نحو 300 مليار يورو، وهو ما يدر عائدات تصل إلى ثلاثة مليارات يورو سنوياً.
في موازاة ذلك، اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، على فرض عقوبات على نحو 50 سفينة إضافية من “الأسطول الشبح” الذي يسمح لروسيا بتصدير نفطها من خلال التحايل على القيود الغربية. وينقل “الأسطول الشبح” الروسي، المؤلف من نحو 600 سفينة، ما يقرب من 1.7 مليون برميل من النفط يوميا، حسب تقديرات لندن في تموز/يوليو الماضي.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب