مقالات
فك الاشتباك بين العروبة والإسلام في فكر ميشيل عفلق بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق-
الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق-
فك الاشتباك بين العروبة والإسلام في فكر ميشيل عفلق
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق-
في نظرته إلى الدين،ودوره في حياة الشعوب،ومركزه في حياة الأمة العربية،بدأ عند استاذنا،من رؤيته الفرق الكبير بين”حقيقة الدين،وظاهر الدين،لأنّ له خقي وله ظاهر-نظرتنا إلى الدين-ص116-في سبيل البعث-ج”
وكان يريد من تسليط الضوء،على المسافة بين حقيقة الدين وظاهره،أن يلفت نظر الشباب العربي،إلى أهمية الدين في حياة
الأمة العربية،يوم وضع يده على الدين الإسلامي،فوجد إنه يمثل قفزة كبيرة في حياتها”في حياتنا القومية حادث حطير ،وهو حادث ظهور الإسلام،حادث قومي وإنساني عالمي.- ص116-ج1″
كما يريد منهم إعطاء هذه الحدث حقه،في حياتهم العربية،من الاهتمام به وبدوره ووظيفته الاجتماعية،ودراسته بعمق تحليلا وتفسيراً،والإحاطة بكل ظروفه وتفاصيله وملابساته”لأن فيه تجربة هائلة،تغنيهم وتغني ثقافتهم.
فالإسلام مثل حركة ثورية،وبالتالي لايمكن فهمه وفهم دوره إلاّ الثوري الحقيقي،ولذلك فإنّ من الطبيعي،أن يكون أقرب الناس إلى الإسلام،فهماً وتجسيداً وتجاوباً،هو الجيل العربي الجديد،من المنظمين في صفوف البعث.
وبهذه الحالة البعثية يحق البعثي أن يتكلم عن الإسلام،وأن يدافع عنه،بوصفه لازمة تاريخيّة نضالية للأمة العربية في معركة مصيرها،التي هي في نهاية الأمر معركة المستقبل العربي.ومن هذا الفهم للدين الإسلامي،وقوّة حضوره النضالي في حياتهم،أعاد قراءة الإسلام في ضوء حقائقه في حياة الأمة العربية،فرأى حقيقة مخيفة،وهي “الانقطاع بل التناقض بين
مضينا العربي المجيد،وحاضرنا المعيب،يًوم كانت الشخصية العربية كلاًّ موحداً،لا فرق بين روحها وفكرها،بين عملها وقولها،
أخلاقها الخاصة،وأخلاقها العامة.
والإعادة إيها التي قال بها الأستاذ،جعلته يرى في الإسلام تجربة عربية جديدة،ورآها ممثلة في حياة الرسول العربي،التي عرف العرب،منها التجربة الأخلاقية التي نقلتهم من البداوة والقبيلة،إلى الوحدة الإجتماعية المحاربة،وعرفوا أنّ الانقسام،هو خطوة متقدمة نحو الوحدة والمنعة.وعل هذا الأساس،عرفوا أن حياة الرسول شكلت خلاصة لحياة العرب.
وفي هذه الحالة القومية العربية لحياة الرسول،”كان محمداً، كل العرب ،فليكن كل العرب محمدا.”-ص144- نفس ألمصدر”
ولماذا هذا القول ،والحديث،يدور عن إشكالية فك الاشتباك بين العروزبة والإسلام؟
-لأنّ الإسلام تجدد العروبة ،ومادام الإسلام بهذه السعة،وهذا الدور،فهو له حضوره في الحياة العربية،لاتغيب عنها قولاً وًعملاً
وممارسة نضالًية،وفك الرتباط بينهما معاندة للتاريخ،والتاريخ إلداً لايعاني.
-واختيار السماء الأمة العربية،ليكون الإسلام رسالتها الخالدة،هو نضوج هذه الأمة وقدرتها على حمل رسالة الإسلام
للعالم،وذكر القرآن ميزة رئيسة لها،بقوله “خير أمة أخرجت للناس”.
– والإسلام في حقيقته رسالة خالدة للأمة العربية،مثل حركة عربية.
-وهذا معناه أن الإسلام مثل لازمة عربية،ففيه تتجدد العروبة وتتكامل،ولذلك فهي تحارب ليبقى له حضوره وتواجده في كيانها ووجودها.
-وعظمة الإسلام في حياة الأمة العربية،ينهض بها دئماً لتكون بحجم دوره الإنساني.
-ولكن هذا الدور الإنساني للإسلام، وبوصفه رسالة خالدة للأمة العربية،،يريد لها أن يخلق لها إنسانية عربية، تضفيها على شعوب العالم.
ومادام الإسلام بهذا الحضور في الحياة العربية، ومادام الارتباط وثيقاً بين العروبة والإسلام،فالدعوة إلى فك الارتباط بينهما دعوة شعوبية مغالطة للتاريخ،ولحقائق الأمة العربية التاريخية،والثقافية،والحضارية..
– وفي هذه الحالة العربية،وبرهانها عمق العلاقة بين العروبة والإسلام،فإن العروبة ستبقى الجسد الذي يسكنه الإسلام،والإسلام بهذه الحالة روح الأمة العربية.
والإسلام بهذه الحالة العربية،يمثل شرطاً وأداة لوجود الأمة العربية،ولذلك فإن فكّ الارتباط بينهما،يكون مقبولاً من الناحية
النظرية،بحيث يذهب التحليل الذي قام بعملية فك الارتباط النظري،من أن يتعرف بشكل دائم،على جدلية العلاقة والتأثير
المتبادل بينهما،بتغير الأحوال والظروف،ومتغيرات النظام الدولي،في زمانه ومكانه،إذن جدلية التأثير بينهما وفهم إشكالاتها وظروفها،يعني أنّ الأمة العربية،حاضرة في معركةالحضارة.
بعد أن قرأ كتابي المرحوم المناضل الفلسطيني العربي حمدان حمدان:العروبة والإسلام فيً فكر ميشيل عفلق،كتب مقالاً في دورية(الصوت) قال فيه إنني أرحته “في فك الاشتباك بين العروبة والإسلام ” فقلت له بهذا يعود الفضل لأستاذنا الذي تعلمت مما سمّيته أنت :فك الاشتباك..