الصحافه

حكومة تعيش على الدماء والحروب: من يأسر “المخطوفين”.. حماس أم إسرائيل؟

حكومة تعيش على الدماء والحروب: من يأسر “المخطوفين”.. حماس أم إسرائيل؟

الحرب الأقسى في تاريخ الدولة انتهت بانتصارنا: حزب الله محطم، والأسد سقط، وسوريا مشغولة بنفسها ولا نية أو قدرة لها على العمل ضدنا، وإيران تلعق الجراح، ووكلاؤها ضربوا في الحرب، وإذا قرر ترامب مهاجمتها لوقف تطوير النووي، فستفقد قوة الردع تماماً.

حماس منكوبة، معظم زعمائها قتلوا، وغزة خربت، الدمار الهائل الذي خلفناه فيها يبدو كثأر توراتي. من ناحية أمنية، لم يكن وضعنا جيداً بهذا القدر منذ زمن بعيد. ماذا بقي كي نتنفس الصعداء، وأن نرى المخطوفين يعودون إلى البلاد، ثم يعود النازحون إلى بيوتهم، ورجال الاحتياط إلى عائلاتهم. نتوق لمساحة صغيرة من الحياة الطبيعية، ونتطلع لرؤية متان وليري ونوعاما وعُمري ومكسيم وحمزة، ويعود رفاقهم المخطوفون أحياء إلى بيوتهم. ماذا كنت سأدفع مثلاً لأرى داني ميران ابن الثمانين، الذي أصيب بنفسه في الأيام الستة، والذي أصيب أحد أبنائه بجروح خطيرة في حروب إسرائيل، وابن ثان له، عُمري، وهو مخطوف الآن في غزة، ليحظى بعناق عُمري المعافى والحي.

يمكن حدوث خير، لكن الحكومة لا تريده. إنها ترى الهدوء أمراً سيئاً. لن تسمح لنفسها بالهدوء. ولكي تعيد كل المخطوفين، تحتاج لوقف الحرب وسحب القوات من غزة. وخطوة كهذه ستتفكك حكومة إسرائيل. رئيس الوزراء أسير في أيدي مجانين حكومته، غير قادر على إيقاف الحرب. المخطوفون والمخطوفات المئة، ليسوا أسرى لدى حماس فحسب، بل لدى مجانين حكومة إسرائيل.

لذا، لن يتحدثوا عن إنهاء الحرب في الجنوب، ولا عن مسيرة سياسية مع الفلسطينيين. لا أحد في هذه الحكومة يفكر بالسلام وبالحل وبتسوية دائمة. من ناحيتهم، سنعيش هنا على حرابنا إلى الأبد. فالوضع الأمني الحالي ربما يكون ممتازاً لمحاولة الوصول إلى تسوية مع الفلسطينيين، خصوصاً بعد أن صار أعداؤنا كلهم منكوبين. لكن هذا لن يحصل. هذه الحكومة موجودة ما بقيت تقاتل. لذا، فالجنود يقتلون عبثاً، والمخطوفون يعذبون ويقتلون، وكل هذا كي تواصل دواليب هذه الحكومة الرهيبة تحركها، وكي يواصل يريف لفين الهدم من الداخل ما لم تنجح حماس في هدمه من الخارج.

يتجدد الانقلاب النظامي ما دامت الحرب مستمرة. وزير العدل يواصل تخريب النسيج الاجتماعي في إسرائيل. رفاقه في الحزب، من إمسالم وحتى كيش، ومن كرعي حتى غوتليف، يفعلون كل شيء لتقسيم الجمهور الإسرائيلي الذي هو الآن بأمس الحاجة للراحة. أتعمد الحديث عن الراحة والهدوء، لا عن الوحدة، لأن هذا ليس واقعياً، لكن حتى الهدنة كانت ستساعد رغم التوتر بين الخصوم في المجتمع الإسرائيلي. الحكومة تفعل كل شيء لمنع الشفاء، ولمنع ترميم المجتمع الإسرائيلي من الخراب. لم يسبق لي قط أن رأيت عداء عميقاً بهذا القدر مثل عداء وزراء في الحكومة ضد جماعات في المجتمع الإسرائيلي. وزراء يقفون على منصة الكنيست يومياً وينثرون الكراهية كمروحة في يوم حار. لماذا؟ ألا ترون مدى تمزق الجمهور، واستنزافه، وألمه وحاجته للرحمة؟ هي مسؤوليتكم. انتخبتم لإدارة الأمور لا لهدمها وتغيير النظام.

أمنون ليفي

 يديعوت أحرونوت 17/12/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب