الصحافه

كاتس منشغل بسحب البساط والأمر 8 تحت المجهر.. ونتنياهو شاتماً المتظاهرين: “ستجلبون 7 أكتوبر جديداً”

كاتس منشغل بسحب البساط والأمر 8 تحت المجهر.. ونتنياهو شاتماً المتظاهرين: “ستجلبون 7 أكتوبر جديداً”

مئات الآلاف وربما الملايين، الذين تظاهروا أمس لتحرير المخطوفين، ربما يستخلصون درساً متفائلاً من القصة: الصراع ليس ضائعاً. دورة تتلوها أخرى، ومهرجان يتلوه مهرجان، وهتاف وبعده هتاف – في النهاية، ستنهار أسوار انعدام الحس التي بنتها الحكومة حولها. وليعرف ذلك كل جندي احتياط يوشك على تلقي الأمر 8 من أجل القتال.
كتب وزير الدفاع، كاتس، في نهاية الأسبوع، منشوراً طويلاً يعنى به فقط: بحكمته التكتيكية، وفهمه الاستراتيجي. هو ليس هورودوس بل هنيبعل. يقول: “يأخذون كل أنواع السابقين منقطعي الاتصال والمعلومات ومع فهم أمني قديم وغير ذي صلة و”محللين عسكريين” في أواخر مهامهم أو مجرد صحافيين ناطقين بلسان آخرين ويزرعون في أفواههم عبارات وشعارات وتشهيرات لا أساس لها ضدي بصفتي وزير الدفاع”، هكذا يبدأ هنيبعل شكواه.
وعندها تأتي وثيقة الإنجازات. الهجوم على إيران هو أنا، إسرائيل كاتس. أنا الذي بلورت أهداف وقدرات سلاح الجو، وخططت لحملة “عرس أحمر” ضد القيادة العسكرية الإيرانية وخطة “تورنادو” ضد منشآت النظام، أنا الذي عالجت “حزب الله” في لبنان، وبادرت ودفعت قدماً بإقامة خمسة استحكامات داخل لبنان للجيش الإسرائيلي؛ وأنا الذي أدخلت الجيش الإسرائيلي إلى سوريا، وأحبطت قدرات الجيش السوري الاستراتيجية وحميت الدروز. ونتيجة لسياستي، طرأ انخفاض في عمليات الإرهاب في الضفة، وقامت بلدات جديدة، وتعزز الاستيطان.
بلورت في غزة عملية “بأس وسيف” و”عربات جدعون”، وبفضلي بقي الجيش الإسرائيلي في المناطق التي طهرت ويستولي على 75 في المئة من الأراضي. والآن نبلور خطة لحسم حماس.
من يتابع سياقات اتخاذ القرارات في جهاز الأمن في الأشهر الأخيرة سيقرأ الأقوال ويبتسم. تسعة أشهر يتولى كاتس منصب وزير الدفاع. لا مانع من تعيين مدني لهذا المنصب، ربما العكس، حتى في زمن الحرب: في التماس بين رئيس الوزراء والجيش منفعة لوزير يرى الأمور بشكل مختلف. لكن كاتس جلب إلى الطابق الـ 14 للكريا أطناناً من الانفعال مغلفة بانعدام ثقة وبتجربة فاسدة من مناصبه السابقة. يتعامل مع هيئة الأركان، وعبرها مع الجيش، مثلما يتعامل يريف لفين مع جهاز القضاء، ويتهجم ويوسخ ويسعى لإدخال سياسة تعيينات على نمط مركز الليكود إلى المكان الذي يفترض بالسياسة فيه أن تكون خارج المجال.
يجدر به أن يسأل نفسه لماذا يبرز بهذا الكم من الكاريكاتورات وفي مسرحيات سخرية، في حين أنه أقل بروزاً في قرارات أمنية.

نتنياهو يدفع نحو احتلال غزة لأنه أقنع ترامب بحملة عسكرية سريعة، ضربة واحدة وانتهينا، سيسيطر على غزة وستنهار حماس من تلقاء ذاتها. أما مدى الإسناد الذي وعده به ترامب، فلا أعرف عنه شيئاً. هل سيقف جانباً أم سيدعم؟ هل وعد باتخاذ وسائل ضد حكومات أوروبية هددت بالعقوبات؟ ضد دول مثل مصر والأردن والإمارات؟ هل سيدعم إسرائيل حتى لو تعقدت الحملة؟ ترامب، مثلما تعلم زيلينسكي الأوكراني، يرتبط بالاتصالات فقط.
احتلال غزة هو رهان مضاعف ومزدوج. ثمة شك بإمكانية إنهائه بالسرعة التي وعد بها ترامب؛ وثمة شك كبير من نجاة المخطوفين الأحياء؛ وشك من حسم حماس إلى أكثر من الحسم الذي تحقق منذ زمن بعيد. وشك من أن الفجوة التي بين الحسم والحسم ستبرر الثمن. نتنياهو يكافح هنا في سبيل صورته. ما يهمه هو عرض نفسه كالرجل المنقذ، وليس المتخلي. لقد كان هناك أكثر من ذرة وقاحة في تعقيبه على الإضراب أمس. ها هو، بعد أن رفض تحمل مسؤولية 7 أكتوبر السابق، يتهم العائلات بـ 7 أكتوبر التالي.
الصفقة رهان أيضاً؛ فهي تنطوي على أثمان أليمة، ومخاطر أمنية، وستسبب لنتنياهو أزمة سياسية أيضاً. لكن الوزن على كفتي الميزان ليس مشابهاً، لا لمن يخاف على مصير الـ 50 إسرائيلياً الأحياء والأموات وتخلى عنهم جيشهم وحكومتهم. ولا لمن يخشى على قيم إسرائيل وأمنها ومكانها في العالم.
22 شهراً وحماس وحكومة إسرائيل تلعبان الأرجوحة: عندما تريد الحكومة صفقة، يتصلب مبعوثو حماس؛ وعندما تريد حماس صفقة تتهرب حكومتنا؛ وعندما يريد هؤلاء منحى جزئياً يعانده أولئك: فقط كاملة؛ وعندما يريد أولئك منحى كاملاً يعانده هؤلاء: جزئية فقط. والنتيجة عبث، عبث، عبث. كان بالتالي مبرر كامل لمظاهرات أمس، ومبرر كامل للمظاهرات التالية: إلى أن تسقط الأسوار.
ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت 18/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب