مقالات

البعث التاريخي و إشكالية الثنائية المشبوهة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

البعث التاريخي و إشكالية الثنائية المشبوهة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
منذ تأسيس حزب البعث،وحتى هذه اللحظة،واللحظات القادمة،لن تتوقف المؤمرات،والعداء المتعدد الجهات والخلفيات العقائدية والسياسية،وتلك الحضارية الثقافية.وقد نبهت أدبيات البعث إلى هذه المؤامرات،وطالبت قواعده ضرورة الانتباه إلى هذه المؤامرات،والأخذ بخلفياتها ومقاصدها،تفسيراً وتحليلاً،ووضع العناوين،التي تتطابق مع مقاصد وغايات هذه المؤامرات،حتى لا تبلغ مبتغاها.وقد عاش الجيل المؤسس،هذه المؤمرات بيقظة المحارب،وتنبه إلى دوافعها،ووقف لها بالمرصاد،وتغلب عليها في جهاتها وجبهاتها المتعددة.
وقد كانت نكبة فلسطين،الدرس المستفاد للبعث،يوم رأى مؤسسه،بوضوح لا لبس فيه،أن تأسيس الكيان الصهيوني،انطلق في مهامه ومشروعه الصهيوني،من دور ومكانة القطر الفلسطيني،في معركة المصير العربي،مكانة ومكاناً ودورً،في معارك الأمة،وهي تسعى لبلوغ دورها الحضاري،ومن ثم ممارسة هذه الدور الذي كلفت به من التاريخ،يوم جاء الرسول العربي محمد (ص) مبشراً وحاملاً وقائداً لهذا الدور،ورسالته
الخالدة.وقال قولة التاريخ،إن فلسطين وتحريرها،وإعادتها إلى مكانتها ودورها القومي،هي قضية العرب الأساس،في معركةالمستقبل العربي.
وبناء على هذه الرؤية التاريخية القومية الحضارية،للقضية الفلسطينية،استبصر  الامين العام ميشيل عفلق:
–إن الأولوية في نضال البعث،يجب أن يبدأ من أنّ فلسطين،هي اللازمة النضالية،في أن ترى دورها في معركة نضال الوحدة العربية،أداة ودرباً لوحدة النضال العربي.
-إن الكيان الصهيوني في فلسطين،أسس من قبل المشروع الصهيوني،حاملاً معه،الدور الحضاري الصهيوني،كما يتجسد الآن في حرائمه في فلسطين ولبنان،نقيضاً للدور الحضاري العربي،وبديلاً له بمساندة منّ العدوانية الغربية،التي وظفت نفسها لخدمة الصهيونية،ومشروعها التلمودي،وأساطيره الدينية التي تقول بالشعب المختار.
– وعلى هذا الأساس،قال البعث فكراً ونضالاً بالوحدة العربية وأعتبر أن نضال الوحدة،يقود إلى وحدة النضال،أداةً وإجراء نضالياً قومياً،على طريق تحرير فلسطين.
– ومن هذه الرؤية المستقبلية لمفهوم الصراع العربي الصهيوني،استبصر الاميت العام،قوة الهجمة على البعث،بوصفه حزباً للأمة العربية،وبانياً نضاله على أساس،أن الأمة العربية،تخوض معركة مصيرها،منقادة بقانون دورها الحضاري ورسالتها الخالدة.وأمام سلامة وصدق هذه الرؤية للصراع العربي الصهيوني،دعى أستاذنا من فكر البدايات،وحتى آخر كلمة وفكرة قالها بشأن الصراع على الدور الحضاري،وشدد على أهمية أن يبلغ البعث،في بنيانه التنظيمي الجيل العربي الجديد،لأنّ في وجود وحضور هذه الجيل،نحمي البعث،من
المؤامرات،وخاصة،المؤمرات،إلتي تبدأ،وتنطلق من بؤرها داخل البنيان التنظيمي،للبعث.
وكان للبعث غلبته وانتصاره،على القوى المعادية له والمتربصة بنضاله على الساحة العربية والدولية،ورآها  في مغالبته للأحلاف،وفي مناصرة الثورة الحزائرية،وكل حركات التحرر الوطني العربية والعالمية،وفيّ إقامة الوحدة مع مصر،ومن قبل إسقاط النظام الملكي في العراق،ومحاصرة القواعد العسكرية،والمطالبة،بإخراجها.
وجاء حل الحزب،وماتلاه من انقسامات،مثلت المؤامرة على البعث،وكان بدايتها،الانشقاقات،التي حاولت اختطاف البعث،إسماً،تمهيداً لتلغيمه في قوى من داخله،وخلق ما يسمى الثنائية البعثية:البعث التاريخيّ للإساءة لفكره،وشخصيته العربية القومية العربية.وكانت حركة الثامن من آذار البداية القديمة الجديدة،الأرضية
لتأسيس وتجديد الثنائية البعثية،كانت هكذا بتركيبة بنيتها العسكريةمع مستويات من المنتسبين للبعث،كان حل البعث الفرصة الضائعة،في انجذابهم لبعض الثقافات الوراثية،من محلية،وعصبوية شللية جهوية،ومذهبية،والسير مع قيادات شعبية،اخذتها ثقافة الثار والزعامة الفردية.وجاءت الحركة الشباطية،لتؤسس لثنائية بعثية.بدأت على لسان نور الدين الأتاسي،بالخروج نهائياً من أسم البعث،تمهيدا لخزب جديد،الأمر الذي رفضه صلاح جديد،بذكاء تآمري بقوله:أتريد أن تعطي الشرعية لعفلق.
وكانت حركة شباط تتويجاً للمؤامرات على البعث،فكرياً بالمنطلقات النظرية،في صورتها وإبجديتها الأولى،ومن ثم مؤامرة اليمين واليسار.وظلت هذه المؤامرة الشباطية،حاملة مهامها في تشويه شخصية البعث العربية الوحدوية،يوم تحالف ورثتها مع إيران على طريق تأسيس الإمبراطورية الفارسية،بكل أحقادها على العرب،المعنون في الأدب الفارسي،حتى هذه اللحظة.
ثنائية البعث،ثنائية المؤامرة الكبيرة والخطيرة،عل البعث التاريخي ،حزباً للأمة العربية،
وحتى يتجاوز البعث هذه المؤامرات،وينتهي، من مؤامرة احتثاثه التي نفذها الصهيوني بريمر في العراق،ويطوي صفحة اقتناص اسمه،التي آذنت بخرابها الحركة الشباطية،يوم تصارعت قواها،نقول حتى يغالب كل المؤامرات الجديدة القديمة،إن يجدد بنيته التنظيمية،تجديداً،وينهض بجيل الشباب
إلى قيادته،في معركة تريد الأقوى،بعد أن أنهى العدوان الصهيوني،رمز هذه القوة الشهيد صدام حسين.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب