وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟ بقلم الكاتب مروان سلطان-فلسطين
بقلم الكاتب مروان سلطان-فلسطين
وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟
بقلم الكاتب مروان سلطان-فلسطين
22.12.2024
————————
نعم يا صوت الانبياء نعم ، نعم لقد كشفت عوراتنا وصرنا مفضوحين. كان علينا ان ندرك اننا لسنا ملائكة ، واننا لسنا من ذوات الدم الملكي الازرق. نعم اخطاءنا عندما تعالينا ، وكنا نجوب الارض والسماء اننا اصحاب قضية . نعم كذبنا عندما قلنا اننا استثناء. لم يكن شاعرنا الكبير محمود درويش منجما ولم يكن الوحي يلقنه الكلام عندما قال هذه القصيدة اننا لسنا استثناء. ولكن الكلمات التي قيلت ، وكانها سقطت من السماء. جراحنا الاقسى والامر عندما تسيل الدماء الشرفاء على ايدي من خرجوا عن الاجماع الوطني واتخذوا من هذا الطريق سبيلا. عندما تراق الدماء بايدي من الذي قادوا التمرد والانقلاب ، في غزة والضفة ودمشق وغيرها انه اليوم الاسود الذي ارتقى الشهداء برصاص الخارجين عن النظام والقانون .
لم يتوانى يوما المحرضين على النظام والقانون في التعرض لابناء الاجهزة الامنية من التيارات الراديكالية والاحزاب المشبوهة التي اينما حلت تعمل على التحريض والقتل ، عجبا لكل تلك التيارات في اماكن كثيرة من العالم تراهم وتجدهم في امريكا وبريطانيا وفي اسرائيل ، وهذه الدول عبر تاريخها لها مسارات وتاريخ عريق في الاستعمار ، ولكن هم يعيشون فيها منعمين ، يغدون ويروحون بحرية تامة دون ان يذكروها ولو بكلمة سوء او تحريض. وعندما تطئ قدمهم منشاهم يعلنوا الجهاد المقدس . لماذا ، والله لا افهم! ؟. سبحان الله ، لله في خلقه شؤون.
غزة تم اختطفاها من قبل حركة الاخوان المسلمين ، عبر حركة حماس منذ 2007 ، ومنذ تلك اللحظة وذاقت غزة الامرين ، الى ان قامت الحركة بغزوة السابع من اكتوبر 2023 ، وكانت مدة الغزوة ثلاث ساعات ، ومنذ تلك اللحظة التي مضى عليها أربعمائة وخمسون يوما والشعب الفلسطيني في غزة يذوق الأمرين، وياتي المناضل الدكتور غازي حمد ليقول منذ ان جاءات حماس الى غزة وقد علمت اهلها معنى الرجولة والبطولة، وسنعلم اهل الضفة الغربية الرجولة ايضا. بالاشارة الى توجهاتهم لنقل العمل الاخواني الايراني الى الضفة الغربية. ها نحن قد خسرنا غزة بعد ان كانت لديها متسع من الحريات، رغم الحصار المفروض عليها وخسرنا ما يزيد عن مائتي الف بين شهيد وجريح ، ودمرت غزة واصبحت انقاض ، وخسرنا التعليم ، والصحة ، والزراعة ، وانتشر في غزة الامراض والخارجون عن القانون ، واصبح اهلها بلا مأوى ، وانتهكت كل القيم الانسانية ،كل ذلك في تعليم غزة واهلها الرجولة!.
لقد ضاعت غزة ، بسبب ايقاف مشروع التطبيع الذي كاد ان يتم قبل من السابع من اكتوبر في العام المنصرم، ومن اجل ذلك ضاعت غزة ، والله عنده علم متى يتم استعادتها؟.
اذا كان ما يجري في شمال الضفة الغربية هو عمل فدائي والله ان العمل الفدائي كنا خبرناه ، لم يكن اي من المواطنين الفلسطينيين يعلم من هو الفدائي. وكان الفدائي اما معلما او طبيبا او شاعرا او حدادا الا انه كان يمارس مهنته ولا يعلم بعمله الفدائي اي من المواطنين . ولم يكن الفدائي يمتشق السلاح لا في الليل ولا في النهار. كنا نسمع عن عمليات فدائية ولم نعرف منفذيها ، وهذا هو العمل الفدائي الشريف ، النظيف.
اما عندما يمتشق السلاح في وسط الجماهير وفي وضح النهار امام الجميع ، ويصبح الامر في اطار الزعرنة والرعونة والخروج عن النظام والمألوف، فانه ليس فقط خروج على القانون في ظل وجود سلطة وطنية مناط بها الامن والنظام وفق اتفاقيات دولية، وانما هو تعريض الجمهور الفلسطيني لمخاطر الانتقام من العدو الذي لا يميز بين مسلح وغير مسلح وهذا ما يحدث حيث يستعمل العدو الطائرات، والاليات والجرافات وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، لضرب حملة السلاح العلني، ودمر المخيمات في جنين ونابلس وطولكرم ، في حملة مشبوهة تقود الى خلق بيئة طاردة للسكان وتهجير المخيمات وانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين. اسرائيل تمضي وبشكل متسارع لمحو موضوع اللجوء الفلسطيني ، فقامت اولا بانهاء خدمات الانروا في العمل بفلسطين المحتلة، واعلنها منظمة ارهابية. وهذا غيض من فيض ، سيتلوه برامج كثيرة غلى طريق انهاء القضية الفلسطينية ، ودول العالم تنصاع لقرات اسرائيل للاسف وها هي السويد ستقطع معوناتها عن الانروا ومع مجئ الرئيس ترامب ستكتمل الحلقات في تجميد وانهاء اعمالها.
لقد خسرت السلطة الفلسطينية ، جوهر سلطتها وعملها بعد العام 2000، بسبب واحد الا وهو استعمال السلاح في وجه العدو ، واعتقادي الجازم ان الرئيس الشهيد ابو عمار رحمه الله لم يريد استعمال السلاح بشكل استراتيجي في مناوشته في الانتفاضة الثانية عام 2000، وانما بشكل تكتيكي محدود الا ان اسرائيل ، اتخذت قرارها في اجتياح الضفة الغربية وانهاء دور الرئيس الشهيد ابو عمار.
وهذ ما يحدث اليوم امام المتغيرات في الشرق الاوسط، وصياغة وجه الشرق الاوسط الجديد ، وبعد ان خسرت ايران محورها في غزة، ولبنان وسوريا . فان الضفة الغربية وهي الاهم في حيث تشكل ثقل محور القضية الفلسطينية بسبب الاطماع الاسرائيلية فيها، لان ايران يهمها ان يكون لها شان في القضية الفلسطينية.
لذا وفق المصادر الاسرائيلية فقد قامت ايران بضخ الاموال والسلاح الى هذه المخيمات الفلسطينية وخاصة في شمال الضفة الغربية، ومن اسموا نفسهم بالكتيبة 313، الذين اعلنوا عن مبايعتهم للامام علي خامنئي.
اليوم ومع كل هذه المهاترات التي افقدتنا وحدتنا ونضالنا وكفاحنا من اجل الاستقلال والحرية وارتقاء الشهداء من ابناء الحرس الرئاسي ، نعلم يا شاعرنا الكبير اننا فقدنا عذريتنا ، لاننا سمحنا لكل الذين يريدون ان يستعملوا اوراق القضية الفلسطينية ، لامر في نفسهم ان يلعبوا بها.
منظمة التحرير الفلسطينية التي تقود المشروع الوطني الفلسطيني ستبقى عنوان الثقة بها وفي قيادتها، ونحن نقف من خلفها هي تخوض صراعا مريرا مع الاحتلال الذي يحاول جاهدا ان يقفز عنها ، ويعمل على التلاعب مع قوى فلسطينية في ضرب الوحدة الوطنية.
بقي ان اقول ان ظهور خلايا مسلحة في الضفة الغربية ، ياتي اليوم في سياق المشروع الاسرائيلي ، لتمرير مشروع الضم والتهجير ، لان ذلك سيسهل على الاسرائيلين اهدافهم في الانقضاض على كل الاماكن التي يتواجد فيها مجموعات مسلحة وتقوم باتخاذ اجراءات عسكرية انتقامية لا قبل للشعب الفلسطيني بتحملها .فقليلا من الوعي حتى تمر هذه الزوبعة وتمضي ونحقق امالنا وكفاحنا في الوصول الى دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.