يرتقي الاطفال سحقا بسبب التزاحم امام طوابير من المتضورون جوعا للحصول على الخبز في قطاع غزة-بقلم مروان سلطان
بقلم مروان سلطان
يرتقي الاطفال سحقا بسبب التزاحم امام طوابير من المتضورون جوعا للحصول على الخبز في قطاع غزة
بقلم مروان سلطان
2.1.2025
————————————-
كل المشاهد في غزة تدمي القلب، وكل المشاهد ادمت الشعب الفلسطيني وكل المشاهدين اينما تسنى لهم رؤية المشهد، اكان ذلك النازحين او من الذين نائمين وقد اغرقت المياه خيامهم وتدلى اجسادهم في المياه ، او تلك التي تغمر مياه الصرف الصحي طريقهم فيخوضون المشي فيها، او احتراق الخيام بسبب القصف الهمجي العشوائي، وهم يحترقون داخلها ، وما بالك بالجوعى والعطشى الذين انهكهم الحصار ومنع الاحتلال عنهم الغذاء والماء، وهل ننسى حصار المشافي والمدارس ومراكز الايواء وارتقاء الشهداء بالعشرات، هذا غيض من فيض اما ما يدمي القلوب حقيقة او يرتقي الاطفال وهم في طوابير الحصول على رغيف خبز يقيم اردهم وارد عائلاتهم ، انه مشهد لا ينسى ان يرتقى هؤلاء في سبيل رغيف خبز. لا اريد ان اضع تفسير لمعاني الحصار فاسرائيل تدرك ، والعالم يدرك هذ المعاني ولكن دون اذان صاغية لمفهوم جرائم التجويع والتعطيش ، وموت المحاصرين من الجوع والعطش ومنع الدواء، والوقاية من البرد القارس، في ظل شتاء بلا مأوى.
الحرب للحصول على الغذاء ، والدواء ، والماء ، ووسائل المعيشة بشق الانفس هو وسيلة للضغط على حركة حماس، من اجل تلبية الشروط الاسرائيلية في هذه الحرب التي اعادت فيها اسرائيل احتلال قطاع غزة وانشات الى الان ثلاث محاور عسكرية اقيمت على. %36 ، من قطاع غزة. وما زالت اسرائيل تعرقل عقد صفقة وهدنة لانهاء الحرب وتبادل الرهائن مع الاسرى ، لا اسرائيل لديها اهداف تريد تحقيقها في قطاع غزة ومن ثم الضفة الغربية ، ضمن مشروع الوجه الجديد للشرق الاوسط. وهذا يعني انه هناك احتلال مستدام في قطاع غزة لتنفيذ تلك الاهداف ، دون الالتفات والاهتمام الى موضوع الرهائن . وهذا ما يجب ان تدركه الجعات التي تشارك في المفاوضات ان اسرائيل تفاوض لاجل المفاوضات، وان اسرائيل لن توقف الحرب قبل تحقيق تلك الاهداف ، والجميع يدرك تلك الاهداف.
ويبقى المواطن الفلسطيني يدفع ثمن الحصار والحرب التي تشن عليه ، دون اكتراث واهتمام، وكانه يواجه مصيره المحتوم بلقاء ربه جائعا ، عطشانا، مريضا ، غريقا ، بل لعله يتمنى لقاء ربه ليخلصه من كل هذا العذاب. ولا نملك الا الدعاء مع بدء هدا العام الجديد ان يزيل هذه الغمة عن الوطن ، وان يعيد الامل في قلوب الناس.
اطفال غزة اليوم يدفعون ثمن غزاويتهم، وانتمائهم الغزاوي الاصيل الذي ينتصرون له ، ويبحثون عن ركن للحياة فيه ، رغم كل الالم والثمن القاسي الذي يدفعه الاطفال اثناء بحثن عن الحياة في كسرة خبز او بعض حشائش يلتقطونها من الارض اذا وجدت تقيم بعض اودهم ، او لعلهم يقضون سحقا وهم ينتظرون رغيف خبز لهم ولذويهم يسدون به بعض جوعهم.