هكذا يغادر علماء العراق العظماء بصمت وينعاهم زملاءهم العلماء،.
استاذنا الكبير نعمان النعيمي في رحاب رحمة الرحمن وسطور نعيه بقلم عالم الذرة والنواة العراقي الكبير جعفر ضياء جعفر ..
الحمد لله على كل حال .. رحم الله من يقرأ الفاتحة بعد ان ينهي سطور النعي …
….. .. النعي بقلم البروفيسور جعفر ضياء جعفر….
منقول من الدكتور جعفر ضياء جعفر
إنا لله وإنا اليه راجعون
بمزيد من الحزن والاسى، انتقل الى جوار ربه هذا اليوم الاول من كانون الثاني 2025 الاخ والصديق العزيز الاستاذ الدكتور نعمان سعد الدين النعيمي وهو العالم المتألق في الكيمياء اللاعضوية من مواليد عام 1935. إذ نال البكالوريوس من جامعة ريدنك في المملكة المتحدة عام 1956 وبعد سنوات قليلة من التدريس في كلية العلوم/ جامعة بغداد عاود الدراسة في جامعة اوكسفورد لينال الدكتوراه عام 1964. التقيت بالدكتور نعمان لاول مرة في شباط 1967 في مركز البحوث النووية في الشالجية في مقره المؤقت، ثم انتقلنا سوياً الى المقر الدائم للمركز في التويثة بنهاية العام نفسه عند اكتمال الإنشاءات. وتولى هو رئاسة قسم الكيمياء وزاملته رئيساً لقسم الفيزياء. ثم افترقنا بنهاية العام 1970. وشاءت الاقدار ان تجمعنا مرة اخرى في دائرة الدراسات والتطوير في منظمة الطاقة الذرية عام 1982. وكانت للدكتور نعمان إسهامات مهمة واساسية في تطوير المشاريع الكيميائية ذات الصلة بالبرنامج النووي الوطني من يوم انتمائه للدائرة ولغاية إلغاء البرنامج وتدميره بحسب قرار مجلس الامن الدولي عام 1991. ثم اسهم الدكتور نعمان إسهاماً متميزاً في كتابة “الاعلان الكامل والتفصيلي والنهائي للبرنامج النووي العراقي” بصيغته الذي قدم الى مجلس الامن الدولي بنهاية كانون اول من عام 2002 وبرفقة الاعلانين الآخرين في الجانبين البالستي وفي الكيميائي والبايولوجي. ولكن جميع هذه الاعلانات الدقيقة والكاملة لم تفلح في درء إحتلال العراق في نيسان 2003 من خلال ذرائع واهية ثبت تلفيقها من دول الاحتلال. ثم التقيت الدكتور نعمان في غربة دبي في تموز من العام 2003 واتفقنا على توثيق بعض ما جرى خلال مرحلة التفتيش في الجانب النووي التي تولتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ايار 1991 ولحين بدء احتلال العراق في العام 2003. ثم اكملنا كتابنا المشترك “الاعتراف الاخير” الذي نشره مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت في العام 2004. وكانت الوكالة تعلم علم اليقين ان البرنامج النووي العراقي قد تم تدميره منذ العام 1991 ولم يبقى منه شئ يستحق ذكره، الا انها لم تبلغ مجلس الامن الدولي ذلك صراحة او دلالة لكونها تمتثل لضغط الدول الغربية التي تدفع الجانب الاهم من تمويلها. ولابد من ذكر ان وعكة صحية مزدوجة، قلبية ودماغية، المت بالدكتور نعمان في ايلول 2003 ولكنه قاومها ببسالة نادرة واستعاد صحته بنسبة كبيرة واستمر بالنشر بالرغم من آثار هذه الوعكة التي نالت من مرونة حركته. وفي الختام لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم راجين من الله عز وجل ان يلهم اولاد المرحوم الدكتور نعمان، كل من المهندس مازن والدكتور صهيب والدكتور احمد وابنته السيدة زينب، الصبر والسلوان وان يسكن المرحوم فسيح جناته، انه سميع مجيب.
جعفر ضياء جعفر
إنا لله وإنا اليه راجعون.