الصحافه

هل تكون 2025 سنة تجريد إيران من قدراتها العسكرية وبرنامجها النووي؟

هل تكون 2025 سنة تجريد إيران من قدراتها العسكرية وبرنامجها النووي؟

أيال زيسر

في السنة الماضية تغير وجه الشرق الأوسط. إيران، التي اعتبرت قوة صاعدة لا يمكن الوقوف في وجهها، ضربت وكبحت على أيدي إسرائيل. والمشروع الذي استثمرت فيه مئات مليارات الدولارات – إقامة مجال نفوذ يمتد من إيران، عبر العراق وسوريا وانتهاء بغزة ولبنان – انهار بضجيج عظيم.

تقويض حماس وحزب الله، وكيلي إيران اللذين بمعونتهما أملت بالإغلاق على إسرائيل، شلها وردعها عن العمل ضدها، وفي نهاية الأمر الوصول إلى إبادتها. وإلى جانب ذلك، فإن انهيار نظام بشار الأسد يغير خريطة الشرق الأوسط ويعبر عن انقلاب الميل الذي كانت تعيشه المنطقة من حيث تعزز قوة إيران ونفوذها.

انهيار نظام بشار الأسد يغير خريطة الشرق الأوسط ويعبر عن انقلاب الميل الذي كانت تعيشه المنطقة من حيث تعزز قوة إيران ونفوذها

فضل الإيرانيون طوال سنين محاولة المس بنا من خلال وكلائهم في المنطقة: حماس وحزب الله، الميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن. لكن في نيسان وأكتوبر من العام الماضي تجرأوا على الخروج لمواجهة مباشرة مع إسرائيل عندما أطلقوا مئات الصواريخ والمُسيرات نحونا. كان الرد الإسرائيلي قاسياً وأليماً، وجسد للعالم كله وللإيرانيين أنفسهم مدى هشاشة إيران واتساع الفجوة بين تصريحات زعمائها المتبجحة وقدرة جيشها العملية.

إن حاجز الخوف من إيران انكسر، ليس فقط في إسرائيل التي تتجرأ اليوم على التفكير بخطوات وأعمال لم تتجرأ على تخيلها في الماضي، بل في المنطقة كلها؛ بدءاً من سوريا، التي باتت ترى في إيران وليس إسرائيل، التهديد والعدو. وهكذا أيضاً في لبنان والعراق حيث يتنكر الرأي العام لوكلاء إيران، وبالطبع في دول الخليج وتركيا كذلك. وحتى روسيا لم تعد واثقة بإيران وزعمائها.

لا غرو أن نقداً حاداً يسمع في أوساط الجمهور الإيراني ضد نظام آية الله لأنه بذر مليارات الدولارات في لبنان وسوريا بدلاً من الحرص على رفاه وازدهار سكان إيران.

نظام آية الله الآن بات في نقطة درك أسفل لم يشهد له مثيل منذ عقود عديدة، وكل هذا حتى قبل أن يدخل الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض. من الصعب التقدير ما ستكون عليه سياسة ترامب إزاء إيران وإذا كانت تصريحاته الحازمة طوال الأشهر الأخيرة ستترجم إلى أفعال – ضغط اقتصادي بل وعسكري على إيران. إذا كان هذا ما سيكون، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تظهر كمسمار أخير في نعش النظام الإيراني، وعلى الأقل كخطوة مهمة في الطريق لتصفية قدراته العسكرية ومشروعه النووي.

ظاهراً، إن وضع إسرائيل أمام إيران لم يكن أفضل. غير أنه محظور علينا أن نرتاح على الأكاليل، ونكتفي بالضربات التي وجهناها إليها. وأساساً محظور علينا انتظار البشرى من واشنطن، هذا إذا جاءت أساساً.

فلئن كان ثمة شيء ما تعلمناه من هجمة حماس من 7 أكتوبر فهو أنه محظور علينا اتخاذ سياسة الاحتواء أو الانتظار حتى يهاجمنا العدو، وعندها نرد. حذار أن نقدم قدرة الردع أو الاستخبارات الفائقة على النوايا، فهذه لم تثبت نفسها في يوم الأمر. والأهم، علينا ألا نعلق آمالنا بالآخرين.

هذه الأقوال صحيحة دوماً وبخاصة في السياق الإيراني؛ لأنه يخيل أن الزخم الإسرائيلي توقف – سواء في لبنان حيث وافقنا على وقف نار قبل انهيار حزب الله، أم في إيران حيث توقفنا قبل إنهاء المهمة، بعد أن وجهنا إليها ضربة قاسية لكنها ليست قاضية.

إيران الان في حالة دفاع، وتحاول طأطأة الرأس إلى أن يمر الغضب. لكنها بقيت عدواً خطيراً، وسيزداد خطرها إذا ما اقتحمت النووي.

سنة 2025 التي بدأت بنقطة تفوق لإسرائيل وبدرك أسفل لإيران، يجب أن تكون سنة إيران – سنة لا تكبح فيها إيران فقط، بل تهزم قدراتها العسكرية ومشروعها النووي.

عندها سنستكمل خطوة إعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط وإقامة ائتلاف سلام وأمن وازدهار اقتصاد تشارك فيه إسرائيل الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها دول الخليج.

 إسرائيل اليوم 12/1/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب