مقالات

الأيديولوجية الوطنية بين فقه التقليد وحداثة التجديد. بقلم د. منال حسن مختار.

بقلم د. منال حسن مختار.-الهدف السودانية-

الأيديولوجية الوطنية بين فقه التقليد وحداثة التجديد.
بقلم د. منال حسن مختار.
⚪ يتفق الفكر العام على أن الأيديولوجية هي عقيدة تنبثق من الفلسفة بغرض الوصول إلى مجموعة من الأفكار المنظمة لكل ما يتعلق بحياة ونشاط الإنسان.
⚪ وهي قسمان قسم يعني( الفكرة ) وآخر يعني( العلم أوالسلطة ) ويستخدم مصطلح أيديولوجية بشكل جامع في التحليل ووضع الدراسات، وبهذا الوصف تكون الأيديولوجية مجموعة لأفكار وقيم تتبلور منها رؤية للواقع.
⚪ ومع تطور الحياة أخذت الأيديولوجية مظاهر متعددة ومتنوعة سيما في الجانب السياسي مثل الأيديولوجية الليبرالية والشيوعية والاشتراكية والراديكالية والرأسمالية وغيرها من المظاهر.
⚪ تبع هذا التطور ظهور مفهوم( النسق ) حيث أصبح التصنيف النوعي للأيديولوجيات هو الإطار للأنشطة والتنظيمات السياسية لجوانب العملية السياسية من برامج ومشاريع وأجندة. فمثلا الأيديولوجية الاشتراكية نجدها تتبنى مشاريع وبرامج وأجندة تمثل الفكر الاشتراكي كما حدث في نسق( التنمية ) إبان فترة حكم الرئيس نميري، وتكون الكتلة البرلمانية المنتخبة هي المتبنية الداعمة والراعية للأيديولوجية على مستوى القاعدة الجماهيرية الشعبية الأمر الذي يتسبب في ظهور الصراع بسبب التباين بين المبادئ والقيم والمعتقدات خاصة على مستوى الأيديولوجية السياسية التي عادة ما تكون مفروضة من الحكام أو الجهة التي تمتلك سلطة القرار السياسي.
⚪ ولأن الأيديولوجية في طبيعة تكوينها عبارة عن أفكار منبثقة من النشاط العقلي في شكل قيم ومبادئ. ولأن هذه الأفكار عرضة لظروف التغيير وتبدلها فأإن مجموعة القيم والمبادئ تتبع هذا التغيير ولكنها في جميع الأحوال تظل موجودة.
⚪ يحدث هذا التغيير بعض الاختلافات والتعارضات المفضية للصراع سيما بين التنظيمات السياسية حيث شهد العالم على مر عصور التاريخ الكثير من الح-روب الأيديولوجيات الفكرية التي تتبنى اتجاهات وعقيدة محددة.
⚪ وبسبب حدوث ظاهرة ( العولمة ) التي أتاحت تبادل المعلومات، ظهرت بوادر لتشكيلات سياسية جديدة وذلك بسبب التأثر العام الناتج من عمومية وسائل الإعلام، وأيضا بما شهده المجتمع الإنساني من تأثير بسبب الظروف السائدة بمختلف أنواعها وبسبب التأثير البيئي التي أثرت بدورها على وصف ونوع الفكر الذي يتبناه الفرد والمجتمع.
⚪ وإذا كانت الأيديولوجية تعني نسق من مجموعة القيم والمعتقدات فإن مفهوم ( الوطنية ) هو قيمة ومعتقد يمثل الواقع في قالب فلسفي وينعكس في مجموعة الأفعال المعبرة. والسؤال:
ماهو النسق الوطني الذي توافقت عليه المجموعة التي ناضلت لأجل الاستقلال ونيل الحرية. ؟؟
وهل توافقها كان نابع من قيم واعتقاد وطني أم كان توافق على أجندة تخص برامج ومشاريع خاصة مثل تملك سلطة القرار السياسي ؟؟
⚪ وإذا أخذنا في الاعتبار أن الأيديولوجية هي دليل للسلوك الإنساني وأداة تعبيرية لتوصيل رسالة محددة فهل كان الاستقلال السوداني من قبضة الاحتلال البريطاني يرتكز لأيديولوجية موضوعية تهدف لترسيخ المفهوم الوطني أم أنه كان أداة لتخييب آمال الشعب السوداني وتشويه الواقع وطمس الحقائق ؟؟
⚪ يكون الأمر هذا أو ذاك لكنها بكل تأكيد لم تكن أيديولوجية تهتم بالمفهوم الوطني لأن واقع الحال يثبت ذلك، فالأيديولوجية التي اتصف بها الحكم الوطني بعد الاستقلال عزلت الشعب السوداني عن واقعه السياسي واختزلت الحكم في مفهوم ( النخب) وكانت النتيجة أن الأيديولوجية التي بني عليها الاستقلال أداة لوت أعناق الشعب السوداني لينقاد إلى أجندة خاصة وجعلت من الوطنية مجرد ترتيب حروف هجائية لفعل دال دون مدلول.
# حرية سلام وعدالة.
# لا للحرب.
# والثورة مستمرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب