مقالات

أخلاقيات الحرب -ومازال الطيب صالح ينتظر الإجابة- بقلم عبدالمنعم أحمد مختار -السودان –

بقلم عبدالمنعم أحمد مختار -السودان -

أخلاقيات الحرب -ومازال الطيب صالح ينتظر الإجابة-
بقلم عبدالمنعم أحمد مختار -السودان –
الشاهد أن النزاعات البشرية والاقتتال والحروب قديمة قدم الإنسان، فهابيل قتل قابيل بعد فترة ليست بالطويلة من نزول أبونا آدم من الجنة للدنيا، وعرفت الإنسانية عدد مهول من الحروب والاقتتال والإبادة الجماعية واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا
٠٠٠هيروشيما ونجازاكي
تدمير العراق وضرب الأكراد من قبل إيران
معركة مطار بغداد… جريمة ملجأ العامرية… جرائم رواندا التوستي والهوتو … جرائم الصهاينة ضد المدنيين والنساء والعجزة والأطفال في فلسطين…
جريمة فض اعتصام القيادة …جريمة دفن شهداء حركة 28 رمضان أحياء باللودرات وغيرها في مختلف أرجاء المعمورة لكن في جانب آخر وصلت الإنسانية من خلال وصايا الأنبياء والرسل واجتهادات المفكرين والفلاسفة والحكماء لخلاصة تجربة تدين الجرائم البشعة وتدعو حتى في ظل الحروب إلى احترام كرامة الإنسان وحفظ حقوقه، فالقتال ليس أمراً مطلقا، يلجأ إليه من يشأ وقتما يشاء دون ضابط أو رابط، فلابد له من أخلاق تحكمه وضوابط تحده وليس لأحد من طرفي الصراع حق مطلق في أن يفعل ما يشاء بالطرف الآخر.
تعج السيرة النبوية بوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحرب وأخلاقها، فنص الحديث الذي رواه البخاري على عدم قتل المدنيين ” لا تقتلوا النساء والأطفال ” وفي حديث آخر رواه أبو دؤواد يقول ” لا تقتلوا شيخا كبيرا” ودعا عليه أفضل الصلاة والسلام لعدم تدمير المدن “لا تدمرها القرى والبلدان”رواه مسلم
وأمر بحسن معاملة الأسرى ” اطعموهم وأسقوهم” رواه البخاري “أعطوا المعتق راتبه” رواه مسلم
وعلى نفس المنوال نسج كبار الفلاسفة والحكماء من خلال تجاربهم الموثقة …. الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين وأرسطو في كتابه السياسة وافلاطون في جمهوريته وإبيقور في رسائله دعا كل هولاء العظماء وغبرهم لعدم إذلال المدنيين وعدم تعذيبهم وحفظ حقوقهم ومعاملتهم بكرامة واحترام.
أما المنظمات والاتفاقيات الدولية …اتفاقية حقوق الطفل وحقوق الإنسان… اتفاقية جنيف
اتفاقية لاهاي منظمة العفو الدولية حثت مواثيقها على حقوق الإنسان في الحياة الكريمة وحماية المدنيين والأسرى من العنف والتعذيب وحظر الهجوم على المدنيين ودعت لحماية حقوق المدنيين الأساسية في عدم التعذيب وعدم الاعتقال التعسفي وحق حرية التنقل والحق في التعليم والصحة.
الآن وأنا أشاهد ماتعج به وسائل التواصل الاجتماعي من جرائم بشعة يندى لها الجبين ولا يتقبلها صاحب العقل السوي في حق المدنيين والنساء والأطفال والعجزةاستذكر ماقاله أديبنا العملاق الطيب صالح من أين جاء هؤلاء؟؟؟!! هل من مجيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب