مقالات
وثائق بريمر الحاكم العسكري للعراق-البعث وصفحات المقاومة لاسقاط اهداف الاحتلال( الجزء الثاني) بقلم الدكتور عبده شحيتلي -طليعة لبنان –
بقلم الدكتور عبده شحيتلي -طليعة لبنان -
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/01/474533536_1142358487895125_141841043432980383_n.jpg)
وثائق بريمر الحاكم العسكري للعراق-البعث وصفحات المقاومة لاسقاط اهداف الاحتلال( الجزء الثاني)
بقلم الدكتور عبده شحيتلي -طليعة لبنان –
– في الجزء الأول من هذه المقالة تناولنا رواية بريمر لأهداف الاحتلال التي تم تكليفه بالعمل على تحقيقها ، والمقاومة التي وجد نفسه في مواجهتها منذ بداية مهمته حيث كان الاعتقاد سائداً أن المقاومة هي فعل افراد غير منظمين من البعثيين الغاضبين ، ولذلك لن تستمر طويلاً ، وسوف تبدأ بالتلاشي مع انطلاق العملية السياسية التي عمل الاحتلال على إطلاقها.
وفي هذا الجزء ، نتابع ، من خلال وثائق بريمر كيف اكتشف الاحتلال ان هذه المقاومة فعل منظم ومخطط حاصر الاحتلال وأدواته، ووصل اكثر من مرة الى موكب بريمر ومكان نومه ،وجعله يخرج في نهاية مهمته من العراق متسللا”.
في أوائل آب 2003 حدث التحول الكبير المتعلق بإعادة نظر بريمر ومساعديه الأمنيين باعتقادهم السابق أن المقاومة فعل أفراد أو مجموعات ناقمة منفصلة وخارج إطار القيادة والسيطرة ؛ ففي السابع من آب من عام 2003 ، كما يروي بريمر، دخل مكتبه “بيرني كيرك” وهوكبيرمستشاري الشرطة لدي ، وكان يرتدي سترة واقية ويحمل خوذته تحت ذراعه اليمنى “(ص 164 )، الأمر الذي وجد فيه بريمر ” إشارة غير مطمئنة”، وأخبره بانفجار سيارة للتو قرب السفارة الأردنية ، والتفجير “يبدو أنه عمل محترف”(ص 164 ).
لأن المتفجرة كانت عملاً محترفاً ، فقد استبعد بريمر ومساعدوه الأمنيون فرضية مسؤولية الإرهابيين الدوليين عنها ، ووضعوا فرضية، سعوا للتأكد منها ،هي أن “المخابرات السابقة مسؤولة عن الحادث”(ص 165 ). وبعد المراجعة والتدقيق تبين لبريمر انه قبل هذه الحادثة بأسبوع ، في أثناء إطلاعه صباحاً على المعلومات المخابراتية عرض عليه مساعده “بيل”، ونقيبة ذكية في الجيش تدعى “جوليا” تتحدث العربية ،وثيقة للمخابرات العراقية – مبقعة بالماء – كاملة التواقيع والأختام – وترجمة إنكليزية حرفية لهذه الوثيقة، مؤرخة في 23 كانون الثاني 2003 ، عثر عليها في مكتب منهوب ومحروق للمخابرات العراقية السابقة، وقد تأكد محللو المخابرات العسكرية الأميركية أن الوثيقة أصلية ومؤشر عليها بسري جدا.
هذه الوثيقة كانت تخاطب ” كافة المكاتب والشُعَب ” للرد على “حالة طارئة ” اي غزو الآئتلاف للعراق ، وتتضمن ” أوامر تنفيذ استراتيجية ما بعد السقوط المحتمل للنظام ، ابتداءً بأمر : إحرقوا هذا المكتب ” (ص 165).
يقول بريمر إنه بعد قراءته لترجمة هذه الوثيقة ، وجد أنها ” تدعو بالفعل الى استراتيجية مقاومة منظمة ، تشمل تشكيل الخلايا ، وتدريب المقاتلين على أعمال التمرد. وتطلب من الناشطين القيام بأعمال التخريب والنهب ، وتنظيم هجمات عشوائية للقناصة والكمائن المسلحة … كما أمرت الوثيقة عملاء المخابرات بتسليح انفسهم وتنفيذ اغتيالات” (ص 165 ).
وحين سأل بريمر بيل : هل باستطاعة الناشطين بالمخابرات تنفيذ عمليات تفجير من هذا القبيل ، أجابه : نعم ، فقد كان لديهم دائرة تدعى م-16 تضم خبراء المتفجرات ، وهم كانوا يعملون مع الدائرة م-14 وهم رجال العمليات الخاصة في المخابرات التي يديرها ضابط يدعى الحلبوسي الدليمي ، وهو لا يزال طليقاً. وهكذا بات بريمر ومساعدوه الأمنيون متأكدين أن عملية تفجير السفارة الأردنية ” فاتحة حملة المقاومة التي تنظمها المخابرات ” (ص 166 ).
يقول بريمر أنه في تلك الليلة كان تعباً ، ولم ينم بسهولة ، فقد ” كان هناك اشتباكات كبيرة في اعلى النهر” ، ولكن لم تكن تقلقه أصوات الطلقات او تاثير القهوة التي شربها ، بل الكلمات العربية التي علقت في ذهنه :” الى كافة المكاتب والشُعَب ” ، لأن “الجهاز الأمني لصدام يضم الكثير من المكاتب والشُعَب “. (ص 166 ) .
هذا الواقع الجديد دفع بريمر، كما يؤكد في كتابه، الى القيام بحملة هستيرية لمواجهة مقاومة تمثلت ” في مئات الحملات بحثاً عن المتمردين والجهاديين . احتجزت قواتنا -كما يقول- آلاف المشبوهين ، وكنت أكره هذا العمل الذي لا بد منه ، واعرف الانطباع السيء الذي يحدثه في العراق والخارج على السواء . لكنني كنت اكره سماع نبأ مقتل شاب اميركي آخر بنيران قناص أو انفجار شاحنة بقنبلة الى جانب الطريق العام ، فقد يقدم بعض المحتجزين معلومات مفيدة عن القتال العنيف الذي لا يزال ينتظرنا ، وربما ينقذ ذلك حياة الأميركيين “ً(ص 177).
هكذا ، كما هي حال كل احتلال ، يصبح انتهاك حرمات البيوت ،واعتقال الأبرياء على الشبهة وزجهم بالمعتقلات عملاً ” لا بد منه ” ، لأن حياة جنوده من ذوي الدم الأزرق أغلى واكثر أهمية من حياة الناس المحتلة أرضهم والمنتهكة كرامتهم باسم الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية.
وفي مذكراته ليوم الجمعة 15 آب 2003 يقول بريمر: ” ارتفع العنف ببطء ، بين قوات الائتلاف والمقاتلين ، وهم ما صرنا نقر الآن بأنهم متمردون منظمون”(ص 177 ).
بات بريمر في هذه الفترة يستشعر الخطر الكبير الذي يتهدد أمنه الشخصي لذلك ما عاد يتنقل إلا في موكب يتشكل من ” عربتي همفي مصفحتين ، وسيارة سايبريان مصفحة في المقدمة تحمل رماة من بلاك ووتر ، وسيارته المصفحة، وسيارة سايبريان مصفحة أخرى تحمل رماة من بلاك ووتر، يليها عربيتي همفي (ص 192 ). ولأن عمليات المقاومة التي تستهدف طائرات النقل العسكرية بصواريخ (سام 7 )صار خطرها كبيراً، وبات الطيارون ملزمين بالهبوط الحلزوني لتجنبها ، فإن بريمر يتندر في حديثه عن زيارة رامسفيلد الى بغداد في 4 ايلول عام 2003 ، فيقول إنه أي وزير الدفاع الميركي رامسفيلد لم يقل له ما ” إذا كان الهبوط الحلزوني أثار إعجابه ” . وقداستطاعت المقاومة في هذا الشهر ملاحقته الى غرفة نومه ، يقول : ” كنت نائماً في غرفة النوم المغلقة عندما أيقظني انفجار ثانٍ ، وتلا الانفجار على الفور نظام مكبر الصوت الذي صدح احتموا احتموا …في موقع القيادة الأمني المحصن الذي يستخدم أيضاً بمثابة ملجأ للمنزل ” (ص 207 ).هذه الهجمات باتت ، كما يقول ،شأناً روتينياً ، وهدير مكبر الصوت كان يوقظه من أعمق اطوار النوم .
انتشار المقاومة ، وفاعليتها القوية الممتدة على مدى الجغرافيا في “المثلث السني” ، كانت له تداعيات تتجاوز الخسائر العسكرية ، لأنه ، كما يؤكد بريمر ، بدأ يؤثر على مشاريع التعافي الاقتصادي التي يقوم بها الائتلاف . بعد أن أرهب بعض المتعاقدين الأوروبيين بالكمائن التي تنصب لمركباتهم والهجمات على مواقعهم ” (ص 217 ).هذا الوضع الأمني الذي يزداد سوءا بالنسبة للاحتلال دفع بريمر لمصارحة بوش في ايلول 2003 عندما سأله عن الوضع الأمني قائلاً: ” إننا لا نملك معلومات استخبارية كافية عن التمرد ، وقد اقنعتني تجربتي في مكافحة الإرهاب أننا نواجه تهديداً متنامياً ومعقداً” (ص 225 ).
وفي تشرين الأول يقول بريمر أن رئيس الأمن الخاص به فرنك غالاغر أبلغه بأن فريقاً ضارباً من المقاومة كان يتربص به في طريق العودة ، وأنهم علموا بذلك من خلال اعتراضهم مكالمات راديوية حددت الهدف وهو ” سيارة الشفروليه الثانية أمام شاحنة المدفع الرشاش الثالث ” وبالاجابة على سؤال بريمر : لماذا لم يطلقوا النار علينا ؟أجابه فرنك أالمكلف بالتنفيذ علق “في الزحام ، فاتصل لكي يتولى فريق آخر تنفيذ الكمين ، لكن لم يجبه احد . لقد كانت مكالمة قريبة جداً يا سيدي”. ( ص 232 ).
هكذا كانت المقاومة تحيط به من كل جانب ، تطارد موكبه ، وتمنع نومه ، وتقتل جنوده يوميا بمختلف وسائل القتال الاحترافي الذي توجهه قيادة منظمة بات على يقين أنها قيادة من البعثيين الخُلّص. في اواخر، تشرين الثاني ، كما يقول بريمر ،أثناء اجتماع للبحث في توسيع مجلس الحكم في مقره في القصر الجمهوري ، ” قاطعنا صوت انفجار في مكان قريب – قريب جداً- بحيث أن الستائر السميكة المعلقة على النافذة تحركت الى داخل الغرفة مع الموجة التي أحدثها الانفجار ، ثم رجعت الى الوراء . وبعد ذلك صدح الصوت المرتفع : احتموا ، احتموا”.
في هذه الفترة برز ما يزعج بريمر، الذي يعاني الأمرّين في مواجهة المقاومة ناهيك عن تعقيدات الوضع السياسي المرتبطة بتوسيع مجلس الحكم وتشكيل حكومة جديدة ووضع دستور جديد ،أن القيادة الأميركية تريد وضع استراتيجية لخروج جزء من قوات الاحتلال لاعتبارات أميركية داخلية سياسية واقتصادية ؛فهو كان يرى أن التركيز على استراتيجية الخروج أكثر من التركيز على “متابعة الحرب ” ستخلق فراغاً امنياً وتعطي انطباعاً لقيادة المقاومة ،يرفع من معنوياتها ، ولا يخدم مصلحة الاحتلال .
لاشك بان تأكيد بريمر على ما يسميه ” متابعة الحرب ” يبين مدى الخديعة التي تعرض لها الرأي العام الأميركي والعربي والدولي عندما أوهمه الضخ الإعلامي الموجه بأن الحرب انتهت بما سمي سقوط بغداد في 9 نيسان 2003 حين ظهرت بعض دبابات الاحتلال في بغداد ، بعد معركة المطار الشهيرة .ولكي يبين بريمر الى أي مدى كانت هذه الحرب قاسية ومكلفة بالنسبة لجيش الاحتلال يصف سفره مع رامسفيلد في نفس الطائرة التي كانت تنقل الجرحى من الجنود الى ألمانيا ،”في رحلة كانت تستغرق خمس ساعات الى رامشتاين في طائرة سي 141 للإخلاء الطبي حيث كان بوسعهما سماع أنين وصرخات الجنود الجرحى بين الحين والآخر”(ص 279 ). كذلك يصف ما تعرضت له مروحيات الاحتلال في هذا الشهر فيقول “قبل تسع ايام صباح يوم 2 تشرين الثاني أطلق المتمردون صواريخ ارض جو محمولة على الكتف باتجاه مروحيتين للجيش الأميركي من طراز تشينوك قرب الفلوجة …كانت الطائرتان محملتين بالجنود ومتجهتان الى مطار بغداد لقضاء إجازة لمدة أسبوعين …لكن اصيبت إحدى المروحيتين وتحطمت ، فقتل خمسة عشر جندياً ، وجرح عشرون جراح اثنين منهم قاتلة “(ص280 ).ويقول إنه منذ ذلك الحين أعطيت مروحيات بلاك هوك التي تقله في جولاته في أنحاء البلاد أوامر بالتحليق على ارتفاع منخفض .
تصاعد المقاومة في هذه الفترة دفع قوات الاحتلال ، كما يؤكد بريمر ،الى تخفيف دوريات الفرقة المجوقلة 82 في محافظة الأنبار لتخفيض مخاطر وقوع إصابات بين الجنود ، لكن هذا الإجراء ” اعطى انطباعاً بأننا (أي الاحتلال )تخلينا عن مدن مثل الفلوجة للعدو ( أي المقاومة)، وبات نائب الرئيس وباول ورايس يشاركوننا الرأي بأننا نواجه مشكلة أمنية خطيرة “(ص 282 ).
يذكر بريمر في كتابه أنه اتصل بنائب الرئيس وابلغه بتعاظم انزعاجه بشأن التدهور الأمني ؛ فالقنابل على جوانب الطرقات ، والكمائن لا تقتل القوات الأميركية فحسب ، وإنما تطال ايضاً المقاولين العاملين على إعادة الإعمار ، ويؤكد قوله لنائب الرئيس بانه ليس لديهم ” استراتيجية عسكرية للنصر في العراق ” (ص 283 ). ويردف بشيء من المرارة والسخرية قائلاً : ” لدي انطباع أن موقف البنتاغون الذي يرغب بخفض القوات الأميركية ، يقوم على ان الحرب قد انتهت ، وانهم الآن في مرحلة التنظيف من فلول العدو بعد تحقيق الانتصار!”(ص 283). وفي سياق سرده لعمليات المقاومة يقول : كان يوم 7 تشرين الثاني سيئاً ، ففي ” جلسة الاطلاع العسكرية الصباحية ، أعلن ريك سانشيز عن مقتل أربعة جنود آخرين في عدة هجمات ، منها إسقاط مروحية أخرى قرب تكريت هذه المرة (ص 284 ). وقد بلغ تصاعد فعل المقاومة هذا الشهر درجة جعلت بريمر يبلغ بوش بأن عليهم التعامل بفاعلية أكبر مع الوضع الأمني ، فالاستخبارات غير جيدة وهو شخصيا ليس مقتنعا ” بان لدى العسكر استراتيجية لتحقيق النصر” (ص 291 ).. وبحلول 24 تشرين الثاني كان قد قتل 46 جندياً من قوات الائتلاف خلال الشهر عن طريق المتفجرات ، وهجمات الكر والفر بقذائف الآر بي جي ، والقناصة ، كما جرح عدد من سائقي شاحنات المقاولين المدنيين ، وقتل بعضهم في كمائن القوافل ، وبدا أن الأوضاع تزداد سوءاً” ( ص 299 ).وينقل عن الجنرال أبي زيد قوله : ” إن قيادته تعتقد الآن أن هناك خمسة آلاف بعثي مُخْلص يشكلون التهديد الأكثر خطورة علينا” (ص 299 ).
وفي سياق سرده لعمق المعاناة في مواجهة تصاعد فعل المقاومة يصف بريمر في كتابه مدى التوتر الذي عاشه حين عرف بأن بوش ينوي زيارة العراق في يوم عيد الشكر ، حيث كان عليه أن يُبقي الأمر في منتهى السرية ،والسبب في ذلك كما يقول أنه في يوم السبت بتاريخ 22 تشرين الثاني ” أطلق المتمردون صاروخ سام 7 على طائرة شحن تابعة لشركة دي إتش أل من طراز ايرباص عندما أقلعت من المطار ، وانفجر الصاروح الحراري في إحدى محركات الطائرة ، لكن نجح الطيارون في الهبوط الاضطراري ، وكان جيش صدام يمتلك الآلاف من هذه الصواريخ أرض جو ، لذلك عارضت فتح مطار بغداد الدولي أمام الحركة التجارية في تموز / يوليو . ماذا يحدث أذا تسربت مجموعات من المتمردين الى المنطقة المحيطة بالمطار ، وأطلقت مجموعة من صواريخ سام على طائرة الرئيس ؟” ( ص 303 ).
كذلك يصف بالتفصيل إصابة موكبه في عملية نوعية للمقاومة في كانون الأول من العام 2003 ، فيقول : “كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ليلاًعندما ركبت أنا وبريان سيارتي المصفحة للعودة الى المنطقة الخضراء . كانت قافلتنا تتكون كالعادة من عربتي همفي مصفحتين بقطع من الفولاذ المصلب ، وسابريان مصفحة بالرصاص ، وسيارتي السابريان ، وسيارة سابريان مصفحة أخرى ، وعربتي همفي أخريين ، وفي الجو توجد مروحيتان من طراز “بِلْ” على متنهما قناصة من بلاك ووتر ، عندما دوى انفجار مروع من الوهج الحار والصوت الذي يصم الآذان ، ودفع مؤخرة السيارة الثقيلة الى اليمين ، ومع أن أذنيّ كانتا تطنان سمعت أصوات طلقات رشاشة … نتج عن ذلك ثقب رصاصة في النافذة قرب مرافقي الذي صرخ قائلاً : متفجرة ورصاص كلاشينكوف سيدي . انبطحا ، إنهم يطلقون النار على النافذة الخلفية ، بعد تعرضنا لكمين محكم التنظيم ، أنها محاولة اغتيال منفذة بمهارة … كنت اتنفس بصعوبة ، واشعر بجفاف في حلقي . لو فجر الأشرار القنبلة قبل ثانية واحدة لكنا متنا” (ص 314 ).
– أسر الرئيس وأثره قي فعل المقاومة :في كانون الأول هذا ، كان الحدث الأهم أسر الرئيس صدام حسين . كان هذا النبأ الذي احتفى به قادة الاحتلال في بغداد والإدارة في واشنطن، عظيماً بالنسبة لبريمر لأنه توقع أن يكون له تأثير هائل على معنويات المقاومين ، ويفتح الطريق لإقناعهم بإلقاء السلاح ،والتسليم بواقع الاحتلال ووعوده للعراقيين .
سارع بريمر مع مجموعة من أعضاء مجلس الحكم بالذهاب الى مكان احتجاز الرئيس، وطلب بريمر من المسؤولين عن حراسته جَمْعَهم به . يصف بريمر مجريات الحوارالذي دار في هذا اللقاء ، وكيف ان الرئيس تعاطى معهم كما يليق بالعملاء، متوجها الى “موفق الربيعي “الذي كان منفعلاً ويصيح ويطلق اللعنات بالقول :”من أنت لكي تلعنني أيها الخائن الذي جاء مع الأميركيين ” (ص 328 )، ونظر الى الآخرين ، ثم نظر الى الأميركيين الحاضرين وسأل ” باحتقار : من سيقدمني لهؤلاء القادة العظام للعراق الجديد ؟ ” (328 ) مستثنياً عدنان الباجه ، حيث توجه له بالقول :” لماذا جئت مع هؤلاء الخونة ؟ انت لست واحداً منهم . انت واحد منا” (ص328 ).
وبعد انتهاء اللقاء المخيب لآمال عملاء الإحتلال الذي جاؤوا للشماتة ، يقول بريمر أن أحمد الجلبي عاد الى الداخل ، بعد أن خرج الجميع ، وكان يهز برأسه منزعجاً وخائباً من لقاء الرئيس الأسير. “لقد تحطم أي أمل في تغيير موقف “الديكتاتور” السابق ، واستخدامه للمساعدة في إقناع المتمردين بالتخلي عن سلاحهم”(ص 331 ).كان أمل بريمر والجلبي معقوداً على الحوار مع الرئيس الأسير ومساومته على مصيره الشخصي في مقابل دعوة المقاومة الى القاء السلاح . بعد أن خاب أمل هذا العميل الصغير ، يقول بريمر أنه ناقش مع زملائه الأميركيين مجريات اللقاء ، وبحثوا في إمكانية ” اللعب على جانب العظمة عند صدام لحمله على توقيع استسلام رسمي من أجل صالح الأمة … واستخدام ذلك لبناء الزخم من أجل تفكيك التمرد وتعزيز المصالحة على السواء” (ص 331 ). ويردف بريمر بالقول إن بعض المحللين من الأميركيين الذين شككوا ” بشأن دور صدام في التمرد “، كانوا يعتقدون ” بأنه لو كان هناك أي مركز للتمرد ، فإنه يعمل بتوجيه نائب رئيس النظام السابق “عزة ابراهيم الدوري المجرم البعثي ذو الشعر الأحمر ، لقد كشفت وثيقة المخابرات السرية التي اطلعت عليها في تموز الفائت أن صداماً وضع بعض الخطوط للتمرد ، ويوجد لدى التمرد قوات مصدرها عدة آلاف من البعثيين المتشددين في فرقتي الحرس الجمهوري الشماليتين اللتين وحدتا قواتهما مع الجهاديين الأجانب” (ص ص 331-332). منطق الأمورإذن هو : إذا كان الرئيس صدام قد وضع الخطط ، فإن تنفيذها لن يقتصر عليه وحده ، وظروف ملاحقته الحثيثة من الاحتلال ترجح ان يكون نائب الرئيس قد شارك في وضعها، وهو من يتابع قيادة المقاومة.
بعد نجاح الاحتلال في أسر الرئيس ، ويأسهم من إمكانية مساومته في موضوع المقاومة ، عمد بريمر الى تكليف “الشريف علي” الذي عرض خدماته على الاحتلال بحثا عن موقع في السلطة ” بمحاولة الاتصال بالمتمردين ” تقديراً منه بأن الكثير من هؤلاء ” كانوا يقاتلون اعتقاداً منهم بأن صدام عائد “(ص 335 ).ويؤكد أن بعض الرجال المعتقلين الذين امتنعوا سابقاًعن تقديم معلومات عن المقاومة بدؤا” يتكلمون الآن بعد أن عرفوا بالقبض على صدام. وفي تلك الفترة هبطت الهجمات على قوات الائتلاف بنسبة 22 بالمئة ” . (ص 336 )
رغم ذلك عادت عمليات المقاومة للتصاعد مجدداً؛ ففي أواسط كانون الثاني 2004 تكثف “التمرد” ، حيث استهدفت السيارات المفخخة والمتفجرات قوات الاحتلال والشرطة الجديدة ، وكنا نعرف ، يقول بريمر ، “أننا نواجه بعثيين ناقمين ومجرمين ” (ص359 ). “والشريف علي”، الذي كان يعد الأميركيين بإقناع ” المكون السني ” بالتعامل مع الاحتلال من خلال علاقته بالعشائر، أتى الى بريمر في شهر شباط 2004 ليبلغه بأن ” المتمردين في بعقوبة ليسوا من العشائر . إنهم عناصر سابقة في المخابرات ، وقوى الأمن ، والقوات المسلحة ” (ص 363 ). وفي 14 شباط ، نفذت عملية للمقاومة ” على قدر عال من الاحتراف ” كما يقول بريمر ؛ فقد هاجمت ثلاث مجموعات في وقت واحد مركز الشرطة في الفلوجة ” من عدة جهات ، فاستولت عليه ، وقتلت المدافعين عنه ، وحررت عشرات السجناء” (ص 366 ).
في هذه الفترة باتت أعمال المقاومة تستعر ثم تخفت لتستعر من جديد ، كما يؤكد بريمر،وصارت مروحيات بلاك هوك التي يتنقل فيها جوا مضطرة للتحليق بأقصى سرعة ، وكلما حطت المروحيات ، تقدم لنا الوحدات المسلحة المحلية مفرزة أمنية تضم عدة عربات همفي مصفحة ومركبات برادلي القتالية المدرعة” (ص 367 )، ويصف الفلوجة بأنها المدينة التي لا تلين، ويعزو ذلك الى أن الرئيس صدام جند ” أعضاء موالين في وحدات النخبة العسكرية واجهزة الاستخبارات من القبائل المحلية هناك “( ص 395 ). أما في الرمادي ، فأن المارينز فقدوا “أحد عشر رجلاً في هجمات متفرقة منسقة ، ومن الواضح أن الهجمات تهدف لتخفيف الضغط عن الفلوجة المجاورة ” (ص 410 ).ويؤكد ان قوات الاحتلال في هذه الفترة اعتقلت قائد الشرطة المحلية في الفلوجة لأنه يتعامل مع المتمردين .
بعد مرور أكثر من سنة على الاحتلال ، صعدّت المقاومة هجماتها ، فاستهدفت أنابيب النفط لحرمان العدو من استثمار ثروات العراق ونهب موارده الاقتصادية، بالاضافة الى قوات العدو من جنود ومرتزقة وعملاء ، وصارت القوافل العسكرية ، كما يؤكد بريمر “تتعرض للضرب بشكل منتظم بحيث بدا كأنني سأصدر أمراً في 17 نيسان لتوزيع الغذاء بالحصص …. . كانت تلك قفزة في الهجمات في ضاحية أبو غريب ….، وأوحت تقارير الاستخبارات بوجود خطط للقيام بانتفاضات كبرى في بيجي وتكريت والموصل ” (ص 428 ) .
وفي أيار 2004 وصلت المقاومة الى باب منزله حين فُجِرَت سيارة مفخخة عند نقطة التفتيش الواقعة على جسر 14 تموز ، حيث ( سقط العديد من القتلى والجرحى ، كما حطم الانفجار بعض نوافذ المنزل “(ص 434 ).
هكذا ، بعد مضي عام الاحتلال ، فرضت المقاومة سيطرتها ، وامتلكت زمام المبادرة ، ووصل واقع جيش الاحتلال المزري الى حد فقدان القدرة على ” توفير حماية كافية للانتقال من مطار بغداد الدولي وإليه ” (ص 442 ) .
– خروج الحاكم العسكري من العراق تسللاً:يروي بريمر في الفصل الأخير من كتابه أحداث الأيام الأخيرة من مهمته المضنية في العراق ، قبل تدبير ما يشبه الخدعة لخروجه الامن من الجحيم الذي اشتد إواره في العراق بفعل ضربات المقاومة التي أضرمت النار في خطط المحتل وحولت قواته الى وقود لهذه النار.
يقول بريمر أنه ،أراد قبل رحيله النهائي من العراق توديع من يصفه بصديقه الهادىء الرزين آية الله حسين الصدر ، لكن ذلك تطلب اتخاذ أقصى التدابير الأمنية بسبب ” السيل المستمر من المعلومات الاستخبارية التي تشير الى زيادة عدد الهجمات ” . لذلك رتب مسؤوله الأمني ” سبع عشرة عربة هامر إضافية لحماية الطريق الذي سيسلكه ، وأمر بأن تحلق مروحيات بلاك ووتر الثلاث – كل منها مزود براميين – فوق موكبنا مباشرة ، واتفق مع الجيش على أن تحلق بضع مروحيات أباتشي على جانبنا ، وبضع طائرات إف 16 لتوفير غطاء فوقي “(ص480 ). الى هذا الحد كانت الإجراءات الأمنية ضرورية لحماية بريمر ، لأنه بات يشعر أن المقاومة تنتظره في كل المفارق والشوارع والساحات ، وباتت السيطرة ولو نسبيا على الأمن ، حتى على اعتاب المنطقة الخضراء ، مفقودة الى حد بعيد .
في روايته لأبرز الأحداث التي وقعت في الايام الثلاثة الأخيرة من وجوده في بغداد بين 25 و28 حزيران 2004 ، يقول بريمر إنه استيقظ يوم الجمعة مجددا على الصوت الذي ينادي” احتموا ، احتموا “، وبعد عدة ثوان كان يركض ” حافي القدمين نحو الملجأ في الفيلا عندما سقطت قذيفة هاون ثقيلة في محيط المنطقة الخضراء ” (ص 485 ).وفي 26 حزيران تساقطت قذائف الهاون بالقرب من المنطقة الخضراء لليوم الثالث على التوالي . كان كل ذلك يشير الى ما يسميه بريمر علامات تدل على ما سوف يحدث في المستقبل ، خاصة بعد “توافر مؤشرات تدل على أن المتمردين يخططون لاحتلال إحدى المدن – ربما الرمادي أو بعقوبة – في 30 حزيران “.
وعشية مغادرته النهائية للعراق ، حين كان يجمع أوراقه ووثائقه التي سيحملها معه جاءه الكولونيل “نوروود” بأخبار مقلقة ، فأبلغه أن طائرة سي 130 تعرضت ” أثناء محاولتها الإقلاع من مطار بغداد الى إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة ، وقتل أحد الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع كان على متنها ، وكان فرانك غالاغر يقف بالقرب من سكوت في الممر مكفهر الوجه . خلال الأسبوع المنصرم ،(يروي بريمر )،ازداد قلق مساعدي الأمني بشأن كيفية إخراجي من هذا البلد حياً، فلأكثر من عام ، وأنا استخدم طائرة سي 130 في مغادرة العراق والعودة اليه ” ( ص 490).
للخروج حياً من العراق يقول بريمر إنه اتصل ببريان ماكورماك وقال له:” أريدك أن تعمل على وضع إحدى الخطط السحرية مع “فرانك غالاغر” ومساعدي “ريك سانشيز” والمحطة، لإخراجي من هنا غداً ، وأفضل أن يتم ذلك في مرحلة واحدة ” ( ص ص 490 – 491 ).
في ليلة خروجه يقر بريمر بأن عليه الاعتراف بخيبة أمله لأن الاحتلال ما كان قادراً على ” وجود مناخ آمن ، فقد أثبت المتمردون أنهم أفضل تنظيماً، وأصعب على الاختراق مما كنا نتوقع ” (ص 492 ) . وتنفيذاً لخطة الخروج المبنية على الخداع فيما يتعلق بالموعد المحدد لخروجه من العراق التي اعدها المسؤول عن أمن بريمر بناء على طلبه ، تم استدعاء وسائل الاعلام صباح 28 حزيران الى مبنى الحكومة حيث سيدلي بريمر مع رئيس الحكومة التي نجح بتشكيلها بتعليقات أمام الصحافة عند الساعة العاشرة . وحين وصل المراسلون قام الموظفون بسحب كافة الهواتف الخلوية من الحاضرين لكي لا يتمكنوا من إرسال تقاريرهم بطريقة فورية ، أو بعد فترة وجيزة ، بحيث يتسنى لبريمر ” مغادرة العراق أولاً”(ص 494 ).
هكذا تسلل بريمر الى المطار موهماً من يتابع تحركاته أنه لا يزال في المؤتمر الصحفي ، وفي هذه الأثناء كان الجيش قد أحضر طائرتين عاموديتين لنقل الطاقم الصحافي والمساعدين والأمتعة ، أقلعتا من المنطقة الخضراء ، وحطتا “خلف العديد من طائرات سي 130 المموهة ، والتي كان من المقرر أن تقله أحداها الى خارج العراق ، ولكن طائرة شينوك حملته الى ناحية أخرى من المطار حيث نزل مع مرافقيه من الطائرة ليصعد على الفور الى طائرة نفاثة صغيرة أرسلتها الحكومة الأميركية. يقول بريمر إنه ” نظر منها الى العراق نظرة أخيرة ” ثم غادرت المطار.
هكذا رسم بريمر هذا التصوير الهوليودي لخروجه متسللا من العراق ، وهو الحاكم العسكري ، الذي تم تكليفه من قيادة الائتلاف التي تضم ثلاثين دولة أتت لتشارك إدارة بوش في “الوليمة الدسمة”، ظناً منها أن العراق سيقع فريسة في براثن “الأسد” الأميركي المفترس الذي سيتيح لهم مشاركته في بقايا الفريسة كحالة الضباع والحيوانات القمامة في الاستفادة من فرائس الأسود. لكن المقاومة العراقية البطلة بددت أحلام بريمر التي توقعها عند قدومه للعراق ، وجعلت طريقة خروجه مشهديةً للفشل وخيبة الأمل. فهذا” المحرر” الذي جاء الى العراق مزودا بحسه “الإنساني العميق” ليكمل مهمة جيشه الذي يعمل في خدمة الشعوب المعذبة وينقل العراق من “ظلام الديكتاتورية” الى “نورالديمقراطية” والاقتصاد الحر، ليتحول العراق الى الولاية الأميركية الثالثة والخمسين تحقيقاً لرغبة صديقه الشيخ “فرقت القزويتي” الذي حرص على توديعه قبل المغادرة العراق (ص 488 )؛ نقول هذا المحرر كان يتوقع انه عند انتهاء مهمته سوف تقف الجماهير العراقية على جوانب الطرقات ملوحة له ، وسيقف أصدقاؤه من رجال الدين كالقزويتي وبحر العلوم والصدر ، ورجال السياسة كمجموعة السبعة وأعضاء الحكومة لوداعه ليمشي على السجادة الحمراء الممتدة من مدخل المطار الى باب الطائرة.
خرج بريمر وكل ما استطاع فعله ، إطلاق زفرة تنفس لتخلصه من مهمة شاقة أثقلت كاهله، ونظرة خيبة من شباك الطائرة على العراق الذي ما عرف فيه الا القلق والخوف، ولأنه يعلم أن كل ما استطاع انجازه لا يعدو تشكيل حكومة يرأسها إياد علاوي الذي يقول عنه بريمر إنه “رجل معروف بصلاته بوكالة الاستخبارات الأميركية ” (ص 427 )، ويشارك فيها ممثلون للإحزاب السياسية التي يعترف بريمر بأنها ” لا تحظى بشعبية في العراق”. ولا شك بأنه كان يعلم أن هذه الحكومة التي قامت على المحاصصة الطائفية وتشكلت من شخصيات لا تخجل بصلاتها مع اجهزة أمن الدول الجنبية التي كانت تشغلها في مواجهة الحكم الوطني في العراق، لن تنجح في مهامها الأمنية حيث فشل الاحتلال ، أو السياسية والاقتصادية التابعة لمصالح الاحتلال والقوى الإقليمية .
سقطت حكومة علاوي ليبرز في الصورة نوري المالكي المدعوم إيرانيا الذي استحضر من التاريخ شياطين المذهبية المدمرة للنسيج الاجتماعي العراقي ، فاستمر وتعمق على يديه وبتوجيه من مشغليه حمام الدم العراقي ليحصد الكفاءات العراقية ويدمر كل مابنته الدولة الوطنية اجتماعيا ً واقتصادياً . و أكملت حكومته ما بدأه الاحتلال الذي نشر قواعده العسكرية الممتدة على مدى الجغرافيا العراقية ،بالفرز المذهبي والطائفي ليصبح الاحتلال راعياً لممارسات تتعدى قمع الحريات الى ممارسات تنتمي الى القرون الوسطى.
ظن بوش أن ما تحقق من هياكل سياسية في العراق يسمح له بالحضور من أجل تسويق صورة انجازٍ ما ، في العراق يواجه بها الحملات الشرسة التي تتعرض لها إدارته بعد خيبة ذريعة اسلحة الدمار الشامل ، لكن الصورة التي سعى اليها في مؤتمره الصحفي مع المالكي تحولت لتصبح لحذاء طائر يرميه منتظر الزيدي، ويحاول المالكي صدها كي لا تصيب رأس الرئيس الذي اضطر للانحناء مرتين راسماً على وجهه ابتسامة دهشة بلهاء ، أمام حذاء صحافي عراقي حر .
أما المقاومة ، فقد تابعت مشروعها الوطني للتحرير ، واعلنت استراتيجتها الوطنية للتحرير بقيادة نائب الرئيس عزة الدوري ، ومشاركة مجموعة من القوى الوطنية العراقية التي تمثل كل الطيف العراقي ، وكبدت المحتل وعملاؤه خسائر هائلة بلغت ما يقارب الأربعة آلاف قتيل من المارينز ، ناهيك عن الملحقين بالاحتلال من مقاتلي الشركات الأمنية والمتطوعين للقتال بهدف الحصول على الجنسية الأميركية وغيرهم من المرتزقة ، إضافة الى الخسائر المادية التي كلفت الاحتلال ما يزيد عن بليوني دولار. . كل ذلك حتم على الاحتلال الانسحاب عسكريا عام 2011 ، وكان امامه خياران : أما الخروج الذي يكرس انتصار المقاومة الوطنية ويحملها الى السلطة وما يترتب عليه من تداعيات ايجابية على العمل الوطني والقومي العربي ، أو فتح الأبواب واسعة امام النفوذ الإيراني للتشارك معا في إدارة السلطة في العراق . وما كان غريبا أن يعتمد الاحتلال الأميركي الخيار الثاني الذي يبعد العراق عن وحدته الوطنية ومداه العربي ويترك المجال مفتوحاً أمام الاحتلال لاستمرار سيطرته ونهبه لثروات العراق.
( يتبع جزء ثالث )