
وطني ليس حقيبة وانا لست مسافر
بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸
3.2.2025
—————————-
انني العاشق والارض حبيبة هذا حال لسان الكل فلسطيني ، على الارض ، في الشتات، وفي كل مكان. ومع ازدحام الحديث عن نقل الفلسطينين من فلسطين الى بلاد اخرى تارة بحجة انساني، واخرى الانتقال المؤقت بحجة الاعمار والحقيقة ان الهدف من النقل هو لتحقيق مارب الاحتلال في موطئ قدم على حساب الشعب الفلسطيني، للتوسع والضم. في علم الحروب، لا يوجد شيء اسمه مؤقت ، علمتنا التجارب ان المؤقت يصبح دائما ويجد له كل الوسائل من اجل استمراره، بمعنى ان لتجربة جعلتنا نعيش مع التهجير . سبعون عاما على الهجرة ، استوطنت الفكرة في عقول المهجرين ، وهم يعيشون الى الان معطياتها. والهجرة الاولى تكونت لها ادارة دولية لرعايتها في كل البلاد التي استوعبت المهجرين، واستمرت الى اللحظة التي يستعد فيها الاحتلال الاسرائيلي الى الدخول في مرحلة جديدة من تكوين الكيان الصهيوني. ومع مرور سبعة عقود على النكبة الاولى والتهجير ، والفلسطيني ابقى على مفتاح العودة رمزا لها، الا ان العودة بقيت في غياهب الجب لاسباب يطول شرحها. لكن الفلسطيني الذي تعلم الدرس من النكبة الاولى سنة 1948، والثانية سنة 1967 لم يعد في وسعه ان يتنقل الى غير هذه الارض.
التفسير الوحيد لهذا الهدم الواسع في قطاع غزة ، وبصورة مصغرة في الضفة الغربية هو اجبار اصحاب البيوت المهدومة على مغادرة قطاع غزة ، وفي الضفة كذلك الحال. لقد كان التدمير هائلا في قطاع غزة ، ولسان الحال في بعض المخيمات للاجئين الفلسطينين في شمال الضفة الغربية. اسرائيل في حربها القائمة والتي تسعى الى ديمومتها حتى تحقيق اهدافها الى كي الوعي ومسح الذاكرة للفلسطينين ، بخصوص حق العودة الى اراضيهم وبيوتهم التي هجروا منها في 1948. وهذه من اهم اسباب اعلان الحرب على غزة، لان الفلسطيني ما زال يحلم بحق العودة الى المناطق التي هجر منها في النكبة الاولى.
اجراءات احتلالية واسعة ايضا قد تم اتخاذها في الضفة الغربية، حرب مخفية شرع الاحتلال بممارستها على الارض، فيها كل انواع المضايقات والحواجز، تحمل في طياتها معاني الابرتهايد والتميز العنصري والإضطهاد ، كل ذلك من اجبار الناس على ترك فلسطين 🇵🇸 ، والهجرة منها.
البوادر الاولى لعودة النازحين بالطريقة والكيفية والاعداد التي عادوا فيها من جنوب القطاع الى مناطق الشمال، توحي ان الفلسطينيين ثابتين في وطنهم وارضهم ولا توجد لديهم ادنى النوايا للهجرة خارج القطاع، بالرغم من انهم يعلمون انهم بيوتهم اصبحت انقاضا ورمادا واحبتهم قد قضوا تحت تلك الانقاض. مما يعني ان الوعي الفلسطيني ما زال حاضرا ومنذ سنوات النكبة الاولى في وجدانهم، وان غير ذلك سيفقدهم الهوية، وسيضاعف من الامهم.
التجارب الاليمة التي عاشها الشعب الفلسطيني منذ احتلال اسرائيل لفلسطين، لم تجبره عن التخلي عن احلامه ولو مرة واحدة في الثبات اولا وحق العودة الى وطنه ثانيا. هكذا وصف محمود درويش الحالة الفلسطينية في قصيدته وطني ليس حقيبة وانا لست مسافر؛ “نحن فى حل من التذكار ، فالكرمل فينا ، وعلى أهدابنا عشب الجليل”. وهنا نقول للرئيس ترامب وغيره انني لست مسافر ووطني ليس حقيبة، وانا لعائدون. الفلسطيني عندما يسافر الى كل البلاد الجميلة في العالم ، قبل ان تطأ قدمه خارج فلسطين يتلو قول الله تعالى ” ان الذي فرض عليك القران لرادك الى معاد”. تيمنا بالعودة اليها.